قير تور

تطرف في الردود

[ALIGN=CENTER]تطرف في الردود [/ALIGN] لا تعفي المقاصد السامية عند الفرد من ارتكاب افعال دنيئة بل خطايا وموبقات كبيرة إذا سلم الشخص قيادة نفسه للعاطفة. ونقصد بالعاطفة هنا رد الفعل القائم على شعور الفرد نحو شيء بالحب أو الكره ، فلا يترك مجالاً لعقله بالتأمل وإتخاذ القرار. فالعاطفة لها جانبان غالبان عليها في الكثير من المواقف التي نقصدها بذات النتائج غير الحميدة التي لا علاقة لها بمقصد الانسان السامي وهذان الجانبان (الطرفان) العاطفيان هما الغضب عند رؤية ما تكره النفس أو تظنه كذلك أو محروم منه الشخص بسبب اعتقاد ما أو يظنه غير صحيح أو هو متأكد من خطأ موقف شخص آخر تجاهه ..إلخ ، والفرح عندما يقابل ما يحبه أو عند شعوره بقهر عمل يظنه مكروهاً أو حراماً..
جاء أحد الاباء من مدينته التي تبعد عن ولاية كان يطلق عليها قبل عقدين الآن (معتمدية العاصمة القومية)، لم يكن غرضه من زيارة المدينة المركزية قضاء وقت الترفيه أو رؤية المباني الجديدة العالية التي يغلب عليها الزجاج المستورد العاكس للأضواء أو قضاء أيام إجازة عند أحد اقربائه ، لكنه كان مغلوبا على أمره فذهب إلى هناك لأنه سمع بأشياء غير متوفرة في الولاية التي يقطنها خاصة وكريمته مريضة منذ فترة طويلة جعلت ايامه كئيبة لا يفرق بين ليلها ونهارها.وفي أحد المراكز المخصصة لعلاج المرضى المسماة بالمستوصف وهو منسوب إلى طبيب شهير ، جلس الأب على كرسي قريب منه في جانب مخصص للرجال بينما على القرب منه صف آخر لكراسي مخصصة للنساء وكلاهما ينتظران نتائج الفحوصات المختبرية.وبعد الفترة المحددة التي حددها المختص بالفحص جاءت نتائج لم يتوقعها اي شخص حاضر في ذلك اليوم لأن سماع نتيجة الفحص جعل البنت تعود إلى ولايتها في ذلك اليوم جثة هامدة مضرجة في دمائها التي سالت على حدي سكين والدها .لقد خرجت عبارة من فم عاملة بالعيادة كانت تحمل ورقة مكتوبة عليها نتائج بعض الفحوصات التي أجريت على البول وهي تقول اثناء مدها الورقة للوالد :(حامل في الشهر الثاني) ، وعليه فقد مدّ الأب يده إلى سكينه المعلق على ذراعه وأمسك به بدلاً عن الإمساك بورقة العار التي تقرأها موظفة العيادة….
وبعد سقوط تلك الفتاة على الأرض ومعرفة الكل بما حدث تم إكتشاف مذهل هو أن الورقة قرأتها الموظفة لم تكن للفتاة الضحية إنما لسيدة أخرى جاءت فعلاً للعيادة من أجل معرفة النتيجة التي لو قيلت لها بدلاً عن تلك التي سقطت بسكين والدها لقفزت من الفرح غير المحدود.
وما بين تكذيب هذه القصة وتصديقها فرصة مقارنة سنحت لكاتب هذه السطور عندما حكت له إمرأة عادت من عيادة طبيب نساء وتوليد في شهرها الثامن وتكاد لا تستطيع الحركة عندما خرجت فتاة تقوم بنداء أسماء المريضات وهي تقرأ إسم المرأة صاحبة الرواية وهي تقول لها وليتها كانت تنظر للمريضة حتى تحفظ مياه وجهها :”ما في اي حاجة.. الفحص سلبي!!”.وردت تلك عليها فوراً دون انتظار اكتمال جملتها:”انتي مجنونة واللا عميانة؟ كدي عايني لبطني دي وخلي ورقتك الي ماسكاها دي….”.إتضح بأن هناك خلط حدث بين أوراق المرضى.
وما يجمع القصتين:عدم الدقة في الفعل والقول.

لويل كودو – السوداني
3 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com