حوارات ولقاءات

عصام الترابي.. من جدل السياسة إلى معارك الرياضة

[JUSTIFY] هل هو من قبيل الاكتشاف بالصدفة ان يتزامن مقتل اسامة بن لادن مع اطلاق سراح الدكتور حسن الترابي في مانشيت الصحافة امس ؟ هذا التصادف اعاد ذاكرتنا الي الوراء لنسترجع حديثا اجريناه مع عصام الترابي في عام 2006 تنوع ما بين السياسي والرياضي وشرح فيه علاقته مع اسامة بن لادن وحبه للخيل والرياضة ، رأينا إعادة نشرها .
* عصام الترابي.. ظل لفترة مسار جدل في الوسط السياسي.. ومادة من مواد السياسة التي يتناولها المعارضون لنظام الانقاذ، هذا الجدل تحوّل من الساحة السياسية إلى الرياضية، خصوصاً وهو يتبوأ الآن منصب رئيس الاتحاد السوداني للكراتيه، وشغل في السابق منصب نائب سكرتير اتحاد الفروسية، إضافة إلى أنه من مُلاك الخيول، وهو عضو في المجلس السابق للجنة الاولمبية.. (الصحافة) التقت به ووجّهت إليه العديد من الأسئلة حول الصراعات الدائرة الآن في الرياضة، خصوصاً في اتحادي الفروسية والكراتيه وعلاقته بها، والأزمة التي تعيشها الرياضة في السودان، وكيفية دخوله المجال الإداري الرياضي وعلاقة والده شيخ حسن الترابي بالرياضة، وغيرها من الأسئلة فمعاً إلى إجاباته..

8798
* متى دخلت الوسط الرياضي؟ وهل مارست الرياضة كلاعب؟ وفي أي منشط؟ – لا أذكر تاريخاً محدداً دخلت فيه الرياضة. كل الذي أذكره هو أنني منذ أن كنت طفلاً صغيراً في حوالي السادسة من العمر كان لديَّ ميول نحو الرياضة، وكانت تجتذبني جداً البطولة في شتى ضروب الرياضة، وكان لديّ حلم بأن أصبح يوماً ما بطلاً رياضياً ومن ثم عندما بلغت الثامنة كانت هنالك خيول في بيتنا الذي ولدت فيه وهو بيت الإمام الصديق عبد الرحمن المهدي بام درمان، إذ أن والدتي مولعة بالخيول، كذلك خالي السيد الصادق المهدي على الرغم من انشغاله بالسياسة، ورغم وجود فترات من الحكم المتعسِّف جداً تجاه الأسرة إلا أن هذه الخيول شأني شأن باقي أفراد البيت كنت أمتطيها أحياناً، وهي جزء من البيت وعندما شببت عن الطوق علمت أن أجدادنا لأمنا كانوا مهتمين جداً بهذه الرياضة ولا أنسى أيضاً ذلك الحصان الأبيض الذي أهداه للوالد صديق من غرب السودان ووالدي د. حسن عبد الله الترابي كان يمتطي ذلك الحصان بالمنزل وحينها كان منزلنا بالصافية، وفي ذلك الوقت تعتبر ضاحية من ضواحي بحري.

بعد دخولي المرحلة المتوسِّطة أصبحت لديَّ اهتمامات بالكرة والكاراتيه والسباحة التي تعلمتها في حوض الزرع بالمنزل الكبير -منزل السيد الصديق- وهو عبارة عن حوض اربعة امتار في مترين يتخذ للري واتخذناه للسباحة.
الصراع تجاه النظام الحاكم آنذاك (نظام مايو) والذي كثيراً ما استخدمت فيه الأسلحة النارية كان منزلنا بالقرب من الإذاعة وما يشب انقلاب بالبلد حتى نسمع ونرى بأعيننا إطلاق النار مثل أحداث ودنوباوي والجزيرة أبا.. هذا الامر خلق عندي ميولاً -ايضاً- لرياضة الرماية بالسلاح والتباري به.
عندما دخلت الثانوي العالي التحقت بفريق الكراتيه بنادي الخريجين الذي كان موقعه في وسط الخرطوم بجوار نادي ناصر الذي أصبح الآن المقر الرئيس للبنك السوداني الفرنسي، ومن ثم التحقت بنادي الثقافة الاسلامية بالسجانة مع مدرب اسمه ابو القاسم، وتحولت منه الى الخريجين للمرة الثانية الذي يدرب فيه المدرب العريق ابو زيد النور مطر، وتدرّجت في أحزمة الكراتيه حتى وصلت إلى الحزام البني.

* وماذا عن الفروسية؟ – منذ عام 1980 التحقت بما كان يسمى بمدرسة الفروسية، وأذكر أن والدي اصطحبني إليها ودفع لي رسوم الاشتراك عبارة عن (500) جنيه بشيك مسحوب على بنك فيصل الإسلامي، تدرجت في مدرسة الفروسية حتى وجدت فيها بعض المسالب التي لم تعجبني مثل عدم عدالة التوزيع في فرص ركوب الخيل وقررت أن أتخذ لنفسي حصاناً، ولما لم يكن في وسعي أن أفعل ذلك ذهبت إلى العم التجاني ابو جديري -رحمه الله- وهو أحد قيادات الحركة الاسلامية والذي خصص لي حصاناً في مزرعته وكنا في ذلك الوقت نسكن في بحري النقل النهري المنزل الحكومي رقم واحد والمزرعة بالحلفايا.

* مدخلك للعمل الإداري بالكراتيه والفروسية كيف كان؟ – دفع بي بعض الاخوة الزملاء بالمنشط لأترشح لمنصب رئيس الاتحاد السوداني للكراتيه ولكن لم أشأ أن أترشح ضد الاخ الأكبر اللواء عثمان الخواض فاتفقنا أن يعمل -هو- رئيساً وأنا سكرتيراً، ونشأت بيننا صداقة لم تنقطع، هذا كان في أواخر الثمانينيات أيام الديمقراطية، أما في شأن الفروسية فقد اشترى خالي السيد فيصل الصديق المهدي جواداً كان يريد أن يهديه للملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- جزاء على إحسانه وكرمه للسيد فيصل عندما ذهب إلى الحج أوائل التسعينيات، إلا أن حرب الخليج داهمت الجميع واستعرت ولم تذهب الهدية إلى مقصدها وإنما انتهت في حوزتي وكان الجواد سابح الذي هو أول جواد اقتنيه في حياتي، ولذلك الجواد الفضل في تعلمي رعاية الخيل والتسابق بها رغم أن الجواد الأول الذي ذكرته لك هو محلب الشباب في الثمانينات الذي يخص التجاني ابو جديري ومن قبل ذلك كانت خيول الدائرة التي امتلكها السيد الصادق المهدي الحبوب وعلوه ومهرجان الذي كانت جوائزه تفرج على أسرتنا مالياً حيث ظروف الحصار الاقتصادي والسياسي شديدة جداً على الأسرة.
* تدرجت في مجال العمل الإداري الرياضي حتى وصلت الى منصب رئيس الاتحاد العام للكراتيه ونائب سكرتير ما يسمى بالاتحاد العام للفروسية وأحد الأعضاء المؤسسين لنادي سباق الخيل بالخرطوم.

هل تملك خيولاً الآن؟ – نعم عندي أربعة جياد وسبق أن شاركت مع الأخ اسامة بن لادن فيها وصرت من المتسابقين إذ كان الأخ بن لادن مهتماً جداً بالخيول وتأصيلها وتحريرها، وأعني هنا تحري النسل الأصيل حتى ينتج حصاناً أصيلاً ونسميه الحر في السودان، وأذكر أن الاخ اسامة بن لادن كان مهتماً بالسباق وبالركوب والوثوب على الخيل وكثير الحفظ للأثر أثر الصحابة وشأن السُنة وأعمال الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه الخيل، علاوة على ذلك كان مهجناً فهو يجلب العراض الحرة الأصيلة لينتج منها ومن خيول السباق نسلاً خاصاً به ما زالت فرسة او اثنتان باقيتان منذ تلك المزاوجة والآن هما بحوزة الاخ عبد الله النيل.

* توليت رئاسة اتحاد الكراتيه لدورة ثانية منذ عام تقريباً عبر الانتخابات ما هي الخطوات التي اتخذتها وزملاؤك بالمجلس لتطوير المنشط؟ – عملت لسنوات طويلة بالكراتيه سكرتيرا ثم رئيساً وحاولت جاهداً أن أرفع من مستوى اللعبة في السودان قمت بالإتصال بمن يليني من خبراء مثل السيد هجيتو اوكوموتو بالتعاون مع سكرتير الاتحاد العقيد طارق محمد الشفيع واستقدمنا الخبير الياباني هجيتو اوكوموتو، كذلك قمت بتمويل وايجاد تمويل لكثير من بعثات الكراتيه لخارج السودان منها ما ذهب للتباري في البطولات ومنها ما ذهب للتأهيل الفني سواء حكاماً أم مدربين.
* ما هو تقييمك للوضع الرياضي الراهن كما تراه؟ – لا اخفي عليك إنني محبط جداً لما يحدث في الرياضة فقد احجمت الدولة احجاماً شديداً لفترة طويلة عن دعم الرياضة مادياً ومعنوياً، وظل وزير بدون أن أذكر اسمه يعتذر للدولة التي اولته المنصب بأنها مشغولة بأمور هي اهم من الرياضة وفتحت ثغرة الرياضة على مصراعيها ليدخل منها الفشل والإحباط لتنخر في عظم الشباب، أما حديثاً فقد سيست الرياضة ووجهت باتجاه أن يصبح المنتمون إليها ومنسوبوها أبواقاً للحكومة تحشدهم لتحشد التأييد لنفسها بغير رؤية واضحة ومستقبل الرياضة وأهدافها وجعلت منها مجرَّد وكالات للتباهي بانجازات الحكومة ونتيجة لهذا نجد أن الرياضة تقهقرت كثيراً وانعدم الفكر الذي يقود الرياضة وانعدمت القيم الرياضية في السودان أو ضعفت إلى حد كبير وأصبحت هنالك أزمة وكل ما استبشرنا بقادم رسمي للرياضة ليصلح أمرها خذلنا وفجعنا فيه والأمور على ما هي عليه وهي تتدحرج باتجاه الخلف.
* بوصفك رئيس اتحاد رياضي عام هل هناك تعاون بينكم ووزارة الثقافة والشباب والرياضة وادارتها؟ – اتحاد
الكراتيه يعاني معاناة كبيرة.. فهناك سيف اسمه المفوضية أسلط على اتحادي يبدو أنه بدوافع سياسية وهذا الأمر أدى إلى أن أحبط تماماً وأنا أفعل ما أفعل وأقدم تجاه البلد ليس باتجاه حزب سياسي أنتمي له ولا حزب سياسي أعارضه، خصوصاً وأن الذي يأتي للمنصب العام يجب أن يخدم كل الفئات ولكن للأسف وكما قلت إن البعض يحاولون القدح في كل ما نفعل للاتحاد ووراؤهم ما وراءهم ولعل القرارات التعسفية التي خرجت علينا من المفوضية ولجنة التحكيم ضد اتحاد الكراتيه قد احبطتني كثيراً، وأنا الآن افكر في أن أغادر على الأقل رياضة الكراتيه، وذلك لأمرين أولهما أن هذه الرياضة ظلت تقوم على مجهودات فردية مني ومن قبلي الخواض وطارق الشفيع وآخرون أبلوا بلاءً حسناً.

* عصام الترابي متهم بأنه كثيراً ما يفتعل المشاكل والصراعات سواء في الكراتيه أم المناشط الأخرى ما تعليقك؟ – هذا الاتهام غير صحيح، إنما الصحيح أن المسؤولين عن الرياضة لا يعاملون الناس بعدالة ولا يتخذونهم مواطنين بل يتخذون منهم أصدقاء وأعداء وهذا هو السلوك العام للمؤسسات السياسية التي تقف خلف الدولة فهي تحطّم الرياضة لتحطم اعداءها هي والذين اختارهم المجتمع بتلقائية ليوقوده في شأن الرياضة، وكان ينبغي إذا كان هناك اختلاف في وجهات النظر في اتحاد الكراتيه أو غيره أن يكون في إطاره الصحيح ويجب ينحصر في إطار الخلاف في وجهات النظر والرؤى التي تريد في النهاية تطور الرياضة، فأنت تريد أن تطور بالطريقة رقم واحد وأنا بالطريقة رقم اثنين، وهكذا وهذا له فلسفته وهذا له رأيه وهذا له منهجه وهذا له أسلوبه فنختلف ونذهب إلى القواعد التي تحكم إلى من ترى أنه مناسب لطرحها ورؤيتها ومنهجه ا، ومن تعرف من تاريخ العفاف عن المال العام والعطاء الثر، ولكن هؤلاء بعد أن نالوا الصفر الكبير في جمعية الكراتيه الماضية والتي قبلها لم يعجبهم الأمر واتخذوا وسائل غير الديمقراطية لتعويق مسيرة الاتحاد وأنا احملهم المسؤولية كاملة أمام الله ثم أمام التاريخ لأنهم سعوا إلى تخريب هذه الرياضة وأفلحوا إلى حد كبير في أن يجعلوا من شخصيات لا تستحق الذكر تيارات معارضة تسندها السلطة ويمدونها بالمال ويمدونها بالاسماء للترشح ضدي، وأنا لا أمثل شخصي لا أمثل عصام حسن الترابي، أنا أمثل تياراً كبيراً جداً من الرياضيين المظلومين لذلك أتيت عبر الانتخابات في الدورتين الأخيرتين.

* بصفتك رئيس اتحاد رياضي، هل لديكم تصور للخروج من الأزمة التي تعيشها الرياضة السودانية؟ – أزمة الرياضة في السودان واضحة جداً في الانحطاط الذي شهدته كرة القدم والانحطاط الذي شهدته رياضة الفروسية والتمزق الذي شهدته المناشط الأخرى وعلى كل المستويات وانت تعلم جيداً أن السودان كان في قمة وسقط منها في قاع سحيق، ذلك له مسببات وأنا لا أدعي أنني أعرف كل الأسباب، ولكن على الأقل أعرف الحقائق الماثلة أمام عيني من محسوبية وفساد.. ففي الوسط الرياضي من السهل جداً في هذا الوقت أن يصبح القط أسداً يدعمه الداعمون ويدعمه الحزب السياسي الحاكم، وهذه الحقائق أدت إلى ما فيه الرياضة الآن وبهذه الطريقة ستنحط الرياضة أكثر مما هي منحطة ونحن سائرون بسرعة كبيرة جداً في اتجاه القاع والذي يدفعنا إلى ذلك لا يهمه أمر الرياضة في السودان بل تهمهم كراسيهم وسياراتهم وما يتقاضوه من أموال ونتيجة لهذا لا أرى بصيص أمل في ظل هذا الوضع المتردي للخروج من الأزمة التي تعيشها الرياضة.
* دوافعك لدخول المجال الإداري الرياضي.. هل هي رياضة بحتة أم هناك جوانب أخرى؟ – ليست هناك أي جوانب أنا لم آت من قِبل حزب سياسي أو تنظيم أو جماعة تحمل أفكاراً وجئت للرياضة من تلقاء نفسي ودفع بي آخرون من تلقاء أنفسهم دون قصد وأنا لا أربط بين أي نشاط لا فكري أو سياسي. فالرياضة لها فكرها ولها منهجها ومضاميرها ولها خصوصيتها والدليل على ذلك قد تعاقبت عليَّ ثلاث حكومات وأنا جالس في المناصب الرياضية.

* الخلافات الدائرة الآن بين رجال الأعمال في منشط الفروسية ما أسبابها؟ هل هي سياسية أم صراعات مال أم صراعات بيوتات؟ – الفروسية لها قضية خاصة جداً جداً، فقد تدخلت السلطة عام 1978 وحوّلتها من نادي سباق الخيل بالخرطوم إلى اتحاد عام دون أن توجد مقومات للاتحاد فالاسم اتحاد عام والشكل هو نادٍ وهذه هي أصل الأزمة والمستفيدون من هذه التحويلة السياسية بفعل الحاكم السياسي في ذلك الوقت معروفون فهم كانوا يدعونه إلى الفروسية حتى يجعلون من أياديهم سلماً حتى يتسلَّق ذلك الحاكم ليصل إلى ظهور الخيول ويتزلفون له أمام أعيننا ونحن شاهدون.. إن شاء الله سنكون عليهم شهوداً يوم القيامة وظلوا يتراوحون في التعيين ما بين تعيين وما بين ديمقراطية مزيَّفة وكيف لاتحاد عام أن يكون أعضاؤه افراداً. هذا أمر لا يستقيم واسموا الأمر استثناء وتحدثت عن هذا الاعوجاج في القوام الرياضي لاتحاد الفروسية كثيراً مع المسؤولين ولكن كما ذكرت ان المسؤولين انفسهم (مشكلة) اما ان يعودوا للتعيين او يأتوا بديمقراطيات مشوهة وستذهب بهذه الطريقة الرياضة إلى غير رجعة، إذا كان هذا هو النهج، ولكن هناك أمل كبير في الفروسية لأن تنهض خصوصاً وأن أهلها لديهم مقدرات كبيرة جداً فيمكن إذا ما اتفق الناس وتعاونوا أن يقيموا للفروسية شأناً كبيراً، والسودان بلد معروف بثروته الحيوانية وهو أكبر بلد عربي يملك خيولاً، ورياضة الفروسية سهلة الانتشار في السودان، ولكن كما قلت لك هناك سلوك خاطيء تجاه هذه الرياضة وهنالك أشخاص درجوا على أن يتسيّدوا في هذه الرياضة وتدعمهم بعض المؤسسات الرسمية وتدفع بهم تعييناً، وأصبحت هناك شبه اقطاعية أسرية في الرياضة ولا بد أن تذهب ليعود الشأن إلى الأهالي.

* هل هناك أطماع من بعض رجال الأعمال في أرض الفروسية وهل هي جزء من الصراع؟ – الشخص الذي اتهم بمحاولة شراء ميدان الفروسية أو الـ (167) فداناً التي تقوم فيها رياضة الفروسية لصالحه هو اغنى ما يكون عن أن يأخذ هذه القطعة.. وتغيير المكان لم يبدأ حينما تدخل الشخص المتهم زوراً فقد أخبرني مدير لمنشط السباق أنه هو ورئيس سابق للاتحاد ركبا مع وزير الإسكان في عربته وذهبا قبل نحو سبعة أعوام يبحثان عن موقع بديل لأن المكان اساساً في شهادة بحثه مسجل باسم نادي سباق الخيل بالخرطوم وقد انتهى حكره منذ (10) أعوام أو يزيد، وطلب من الاتحاد العام أن يدفع نحو (700) مليون جنيه ليجدد الحكر فعجز الاتحاد العام عن الدفع ولم تستخرج شهادة بحث وهى الآن غير مملوكة للاتحاد فهي حكر، وهذه طريقة من التخصيص الايجاري من الحكومة وحينما ينتهي الحكر ينتهي العقد بين المؤسسة والحكومة التي تملك الأرض والحكر له رسوم ولم ندفع ورجع لأهله واعتقد ان الحكومة الآن ربما تصرَّفت فيه كما تصرفت في كثير من الميادين والساحات العامة والأراضي، وأقول إن الذين يعتبرون اتحاد الفروسية ملكاً خاصاً بهم يحاولون الآن الهجوم على بعض رجال الأعمال من مُلاَّك الخيول ليحطموهم ليعود الأمر إليهم كما كان في السابق، ويعود الاقطاع الاسري لممارسة فساده الذي ظل يمارسه ولا أحسب أنهم ينجحون في ذلك. وختاماً اقول إنه لا أساس من الصحة حول طمع رجل الاعمال المذكور في أرض الفروسية.

* يردد الشارع الرياضي بأن عصام الترابي دخل المجال الإداري في الرياضة لتصفية حسابات سياسية ما صحة هذا الحديث؟ – ذلك ليس بالضرورة صحيحاً حينما يهجم هاجم على الرياضة ليستلب أهليتها وديمقراطيتها فشأني شأن غيري.. أنا لست دون كيشوت فأنا اتفق مع آخرين أن هذا السلوك سلوك خاطيء بغض النظر عن من أي جهة أتى فقد قاومت التسلّط السياسي حينما كان المتسلّط السياسي معي في الحزب في أوائل التسعينيات في الفروسية جاء أحد المتسلطين السياسيين واعتلى صهوة الفروسية وكنت ضده من أول لحظة، على الرغم من أنني كنت متفقاً معه سياسياً، أنا ضده من حيث ان هذا السلوك سلوك مدمر وسيؤدي بالرياضة إلى نهايات أليمة جداً وسيحرم هذا الشعب المسكين من حقه في ممارسة الرياضة وسيضيع على الشباب مكاسب كبيرة.
ً الهجوم السياسي على الرياضة لا يضرني شخصياً وهي ليست مجالاً للانتقام لو أردت أن أنتقم من هؤلاء السياسيين لا نخرطت في صفوف التمرد الكثيرة وهذا ليس بمنهجي الشخصي ولا منهج الكيان السياسي الذي انتمي إليه فالانتقام شأن يدلك على أن تقتص لنفسك ولكنك لا تستطيع ان تقدم عطاءً فليس هناك رابط بين الانتقام وما افعل في الرياضة.. الذي افعله في الرياضة هو انني احاول ان اصد الهجمات التي يشنها بعض المرتزقة على الرياضة ليتولوا المناصب ويأخذوها عنوة مثل ما فعلوا في كل مؤسسات المجتمع وهناك عشرات الآلاف يفعلون -تماماً- مثل ما افعل هل كل هؤلاء في حروب او منتقمون وهل حينما تقول كلمة الحق وتحاول أن تبطل الباطل هل هذا نوع من الانتقام لا أحسب أنه انتقام.

* اهتمامات الوالد الرياضية وهل يتابع نشاطك الرياضي ويقدم لك النصح؟ – الوالد ليس كثير الاهتمام بالرياضة وله مشروع واحد وهو الحكم الاسلامي وساس يسوس التي تقوم على قيم الدين ولكنه من سلالة قليلة الطعام.. الرسول صلى الله عليه وسلم قال إن المعدة بيت الداء وهو قليل الداء والحمد لله، وقليل الذهاب الى الطبيب، ولعل الله قد حفظ جسده ليقوم بهذه المهام وهو ليس ممارساً للرياضة ولكن جسده نشطاً على كبر عمره والحمد لله وربنا يمد في أيامه ونحن الدور الذي نريده من شيخ حسن أن يقوم به ليس دوراً رياضياً نحن نريد له ولأمثاله أن يخرجونا من وهدتنا وأن يجدوا لنا بفكرهم منهجاً نتبعه حتى نخرج من الإنحطاط السياسي والاجتماعي والقيمي والرياضي، ونستطيع أن نصبح أمة نفخر بما وصلنا إليه وأحسب أن شيخ حسن ما عليه من نعمة حسن الجسد والمظهر والقوة هي منحة من الله، وانا كثيراً ما ألجأ إليه في كل الامور وهي في اتجاه ان يسلك الانسان سلوكاً ايجابياً لأن لي نزعة منذ الصغر وهي عدوانية بحكم طبيعة السوداني فلدينا كثير من الاندفاع ومحاولات التشفي والانتقام فهو يهدئ من هذه النوازع في شخصي، وأحسب أن له فضل كبير جداً لأنني تحولت من شخص غشيم الى شخص يستطيع أن يفكر ويتجاوز المحن والاساءات التي أجدها في الرياضة بسلوك ايجابي.

* هل لديك اهتمامات بكرة القدم حالياً؟ – نعم كنت لاعباً لكرة القدم في المرحلة المتوسطة ونلت منها قسطاً غير يسير وما زلت أحفظ لكرة القدم فضلاً عليَّ في العدو، وهي من الرياضات التي لها القدح المعلى بين كل المناشط، وهي جميلة جداً وكثيراً ما اشاهدها مع الوالد الكريم إبان كأس العالم في التلفزيون، وفيها القوة وفيها عمل مهني وفكري كبير.. انا معجب جداً بفريق البرازيل وهلالابي اصيل واتابع مسيرته بشغف شديد رغم انشغالي بالكراتيه والفروسية والآن عندي اربعة خيول والحمد لله، وجمال سباق واربي الابقار والاغنام حتى اسقي الخيول لبناً ولي أساليب خاصة في تغذية الخيول وتدريبها وانتجت الحمد لله خمسة من أبطال السودان في الخيول منهم داسانيه وصولجان والاخشيد وولادة ولي بعيراً سباقاً يسمى المقسم.
يوماً في بسط عند المقسم نومنا
ويوماً نضارى من لفح السموم بهدومنا [/JUSTIFY]

صحيفة الصحافة