[ALIGN=JUSTIFY]الذهب من المعادن التي لها قوة وتأثير نفسي كما أنه يظهر بقوة وقت الأزمات فالثقة في الذهب هو أنه السلعة الباقية والثمينة مهما كانت الظروف في وقت السلم أو الحرب ، وهي سلعة لها مقدرة على الصمود بقيمة قوية أو متزايدة أكثر مما تستطيع أن تفعله الأسهم والسندات والعملات ، فالكثير من العملات والشركات تنهار وتضعف قيمتها في حالة وجود فزع عالمي ودفعت عمليات المضاربة في أسواق البورصة العالمية أسعار الذهب للارتفاع عند مستويات قياسية إلا أن آخر مداولات الإسبوع للمعدن سجل سعر منخفضا على مستوى الأسواق حيث وصل السعر مستوى الـ800 دولار وذلك للمرة الأولى منذ حوالي 9 أشهر وحسب قول رجال الإقتصاد أن إنخفاض السعر يعود لتأثير الذهب بضغوط عمليات البيع خاصة مع استمرار انتعاش الدولار وهو ما دفعه للهبوط بأكثر من 8.5 % على مدى أيام الأسبوع وجاء إنخفاض سعر الذهب بعد أن شهد الدولار ارتفاعا للأسبوع الخامس على التوالي في الوقت الذي تقدر فيه نسبة تراجع المعدن بحوالي 25 % مقارنة بالمستوى القياسي المسجل في مارس الماضي حينما بلغ سعر الأونصة 1033.9 دولارا. ومن العوامل الرئيسية وراء تراجع المعدن الأصفر والمعادن النفيسة الأخرى بصورة عامة هي الإرتفاعات الملحوظة للدولار الذي بلغ أعلى مستويات له مقابل اليورو منذ ستة أشهر كما إرتفع لأعلى مستوى أمام العملة اليابانية وهو الأمر الذي أسهم إلى حد كبير في تهدئة مخاوف الأسواق من ضغوط التضخم وحول تحركات الأسعار تشير الأرقام الى أن عبر المواقع الإلكترونية إلى أن سعر أونصة الذهب قد سجل 774.9 دولار ويعتبر هذا أدنى مستوى له منذ نوفمبر الماضي قبل أن يشهد بعض التعافي ليسجل 780.50 دولار وبدأ الإنخفاض يسجل بصورة يومية منذ بداية شهر أغسطس الحالي وذللك باستثناء التعاملات ليوم الأربعاء الماضي حينما ارتفع سعر الأونصة بواقع 2.1 %. أما بقية المعادن النفيسة الأخرى فشملتها ضغوط البيع خلال الأسبوع المنصرم ليتراجع سعر الفضة بنحو 15.6 % مسجلا 12.88 دولار ويتراجع البلاتين بحوالي 11.8 % ليسجل 1364 دولار كما تراجع البلادوم بـ14.4 % ليسجل 280.5 دولار الصاغة المحليون ببرج الذهب بالخرطوم أكدوا أن إرتفاع الاسعار عمقت حالت الركود المسيطرة على أسواق الذهب المحلية مشيرين أن عمليات البيع والشراء أصبحت مقتصرة على عدد محدود من الزبائن مما تسببت في معاناة التجار الذين تراجعت مبيعاتهم بشكل حاد منذ عام كامل إلا أن هذا الإسبوع شهد إنخفاضا في السعر مما رفع مستوى القوة الشرائية الإقتصاديون يقولون أن إرتفاع أسعار الذهب الى المستويات القياسية في الأشهر الماضية تعود بشكل اساسي الى التوترات السياسية العالمية، وعلى رأسها ( بقاء الملف النووي الايراني) مفتوحاً، الى جانب تأثير هبوط الدولار نتيجة تراجع أداء الاقتصاد الأمريكي وإتجاه الشركات العالمية الكبرى والصناديق الإستثمارية والبنوك العالمية للاستثمار في الذهب إلى جانب قلة المعروض من هذا المعدن من قبل جنوب أفريقيا ثاني أكبر منتج لهذا المعدن على مستوى العالم ووفقا لرأي المستثمرين أن للذهب دورات في السكون كما له طفرات في النمو حيث حدثت عدة مرات خلال القرن الماضي وارتفع سعر أوقية الذهب ارتفاعا لم يسبق له مثيل في التاريخ، ووصلت إلى سعر خيالي تجاوز 800 دولارا للأوقية الواحدة وبما أن الذهب شهرته الغالبة هي صناعة المجوهرات فيعتبر من السلع النفيسة ذات الرفاهية اوالتي لاتفنى بالإستهلاك أو التصنيع لأن تصنيعه يعاد أكثر من مرة ويدخل في كثير من الصناعات فهو أيضا سلعة إستراتيجية صناعية تستخدم في تحريك الإقتصاد العالمي وحول مبيعات الذهب على المستوى العالمي يقول مجلس الذهب العالمي أن حجم استهلاك الصين وصل الى 326 طناً، بنسبة زيادة عن عام 2006 وصلت الى 26%، ويذكر انها تأتي في المرتبة الثانية عالمياً بعد الهند في استهلاك الذهب، بعد أن كانت الولايات المتحدة لوقت قريب تحتل هذه المكانة وأشار المركز الاستشاري للمعادن النفيسة والذي يتخذ من لندن مقرا له إلى أن إنتاج الصين من الذهب قد قفز لمستوى قياسي العام الماضي إذ بلغ 276 طن بارتفاع نسبته 12% عن إنتاج 2006 بينما بلغ إنتاج جنوب إفريقيا 272 طن وهنا وتمكنت الصين من انتزاع لقب أكبر منتج للذهب الخام على مستوى العالم بعد أن ظلت جنوب إفريقيا تحظى بذلك اللقب لأكثر من قرن.
سونا[/ALIGN]