مختار بابو نمر: في هذه الحالة (…) سنرد (رد بطال) الأمم المتحدة في أبيي (قاعدة ساي)
* الأمم المتحدة تتحدث عن اتفاق على سحب قوات الجنوب والشمال غير المصرح لها بالبقاء في أبيي من المنطقة، ابتداء من أمس الثلاثاء هل انسحبت تلك القوات بالفعل؟
– لا علم لنا بهذا الانسحاب، وهذا الكلام نسمع به من الجيش، لكننا لا نعرف عنه شيئاً.
* ألم يتم إبلاغكم بالخطوة، من قبل إدارة المنطقة أو الأمم المتحدة أو أي طرف آخر؟
– سمعنا بهذا الحديث فقط، لكننا لم نره على أرض الواقع حتى الآن.
* كيف هو الوضع على الأرض حالياً؟
– الوضع كما هو، أهلنا موجودون في مناطقهم، وأي استفزاز كفيل بتحريكهم، لكنهم لم يتحركوا حتى الآن، ونحن بالطبع لن نغادر أرضنا أبداً، وسنبقي فيها وندافع عنها على الدوام.
* ألم تغادر قوات الحركة الشعبية مواقعها؟
– لا تزال هذه القوات قرب مضارب المياه خارج أبيي، وقرب مضارب العرب الرحل، وهذا يخالف اتفاق كادوقلي الذي نص على أن تبقى شرطة الحركة الشعبية داخل مدينة أبيي، لكنهم الآن موجودون خارجها قرب مضارب أهلنا العرب وموارد المياه، وعندما ترد بهائمهم إلى الماء تقوم هذه القوات باطلاق النار عليها، وأكلها.
* هل تقصد أن بهائم الرحل باتت مؤونة لقوات الحركة الشعبية؟
– نعم، فهم موجودون بأعداد كبيرة، ومن الصعب عليهم توفير غذاء لكل هذه القوات، وباتوا يعتمدون على هذه البهائم كطعام.
* وما الذي ستفعلونه إزاء هذا الوضع؟
– نحن نريد أن نقنع الوسطاء والأجاويد بأن يقنعوا الدينكا بأن نتعايش سوياً في هذه المنطقة.
* تقصد وسطاء الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي؟
– القضية ما دايرة وسطاء اتحاد أفريقي أو مجتمع دولي ولا غيره، القضية وما فيها أن الدينكا يجب أن يقبلوا بأن نجلس نحن وهم إلى أجاويد سودانيين، وأنا سأقبل أي حل يقرره الأجاويد السودانيون، لكن الدينكا ليست لديهم حجة منطقية ومقنعة، لذلك لا يريدون الجلوس إلى الأجاويد.
* هل رفضوا ذلك صراحة؟
– نعم، نحن نقبل بالأجاويد لكنهم يرفضون.
* ولكنكم اتفقتم مع الدينكا سابقاً في كادوقلي، وهناك من يتهمك بأنكم خرقتم ذلك الاتفاق ولم تفوا بتعهداتكم؟
– اتفقنا في كادوقلي على دفع الديات، وأن يرد العرب الرحل إلى أماكن المياه، والحركة الشعبية خرقت الاتفاق، فشرطتها موجودة في أماكن المياه خارج مدينة أبيي، وتطلق النار على مواشينا كما قلت، أما دينكا نقوك فقد رفضوا استلام الدية التي أرسلتها لهم.
* ما السبب الذي برر به كوال مجوك ناظر دينكا نقوك رفض الدية؟
– عندما ناقشنا موضوع الديات في كادوقلي قال دينكا نقوك إنهم يريدون دية (14) شخصاً، و(240) بقرة، و(967) رأس ضأن، وإجمالي (370) مليون بالقديم، وأنا من جانبي طالبتهم بديات تبلغ (230) مليوناً، ومن ضمنها ديات عشرة قتلي من جانبنا، واتفقنا حينها على أن يدفع كل طرف مبلغ عشرة بالمائة من الديات المستحقة للطرف الآخر في غضون إسبوعين من الاتفاق، كخطوة مبدئية، وبالفعل، جمعت مبلغ (37) مليوناً، وأرسلتها مع مجموعة من العمد، وساعدتنا الأمم المتحدة بنقلهم بواحدة من طائراتها، وذهبوا إلى كوال دينق مجوك، ولكنه رفض استلام المبلغ المتفق عليه، وبرر ذلك بأنه لم يجمع بعد الدفعة الأولي من دياتنا المستحقة عليهم، رغم أن الدفعة عبارة عن (23) مليون فقط.
* لو تركنا دينكا نقوك وانتقلنا إلى الحركة الشعبية في جوبا، كيف تنظرون إلى الإجراءات التي اتخذتها حكومة الجنوب لتضمين أبيي في دستور الجنوب المقبل؟
– نحن نرى أن هذا استفزاز صريح، فأبيي الآن محل نزاع فكيف يدخلونها في دستور الجنوب، ونحن نمنح الدولة في الشمال فرصة الرد على هذه الخطوات التي تقوم بها حكومة الجنوب، ونرى أن قول الرئيس البشير في المجلد بأن أبيي شمالية هو جزء من هذا الرد.
* وماذا ستفعلون لو لم ترد حكومة الشمال على هذا الأمر، خاصة إذا أجيز دستور الجنوب الذي يجرى التداول بشأنه حالياً بشكل نهائي وتم تضمين أبيي فيه كجزء من الجنوب؟
– سننتظر رد الدولة على ذلك.
* وماذا لو لم ترد الدولة في الشمال؟
– في حالة عدم رد الدولة بنرد نحنا، وبنرد رد بطال.
* ولاية جنوب كردفان تشهد الآن توتراً بسبب الانتخابات ونتائجها، ألا تخشون من أن تؤثر الأوضاع في الولاية عليكم في أبيي؟
– قضية أبيي لا علاقة لها بجبال النوبة، فقضيتنا قضية منفصلة، ولن تتأثر بنتيجة انتخابات جنوب كردفان.
* ولكن في حالة فوز المؤتمر الوطني فإنه وفقاً لوعوده الانتخابية التي قطعها على نفسه سيعيد ولاية غرب كردفان، وهذه المنطقة هي منطقة مسيرية؟
– إعادة ولاية غرب كردفان شأن سياسي.
* أتراه إيجابياً أم سلبياً بالنسبة لقبيلة المسيرية؟
– هو إيجابي، ومن حقنا أن تكون لنا ولاية مثل الآخرين، وإذا كان السودان قد تشكل كله من قبائل، فما المشكلة أن تكون للمسيرية ولاية، خاصة وأن تشكيل الولايات كانت له علاقة بصورة أو أخرى بإرضاء القبائل المختلفة، وحتى في الماضي عندما أضافوا مناطق المسيرية لجبال النوبة في ولاية واحدة هي جنوب كردفان فإنهم اضافوها لشيء قدروه هم.
* ما هو هذا الشيء الذي ألحقت مناطقكم بجبال النوبة لأجله؟
– ما برد عليه، خليه، أنا عارفو وانتا عارفو.
* لو انتقلنا إلى جانب آخر،هناك من يقول إن وجود الأمم المتحدة في أبيي يسهم في استتباب الأمن، وهناك من يقول إن الأمم المتحدة عاجزة عن تأمين نفسها ناهيك عن تأمين الآخرين، ما رأيك في الدور الذي تلعبه بعثتها في المنطقة؟
– ديل قاعدين لمصلحتهم، وعندما قتلت الحركة (13) شخصاً شمال أبيي قبل فترة، ذهبت مجموعة من الأمم المتحدة لتدفن الجثث، فمنعتهم الحركة من ذلك، فعادوا أدراجهم، فإذا كنت عاجزاً عن دفن الجثث، فكيف تكون طرفاً فاعلاً، لذلك أعتقد أن الأمم المتحدة في أبيي قاعدة ساي، تمثال.
* على ضوء هذا الوضع، كيف تنظر إلى مستقبل أبيي؟
– أبيي شمالية، والشمال فيه دولة، ويجب أن تتخذ هذه الدولة قراراتها وتثبت سيادتها وتؤكد أن المنطقة شمالية، وسكانها شماليون.
* ما مصير دينكا نقوك والحال كما تقول؟
– دينكا نقوك شماليون، ومن يريد أن يبقى منهم في أبيي فهو شمالي، ومن لا يريد أن يبقى فيها فيمكنه أن يعود للجنوب ويكون جنوبياً.
[/JUSTIFY]
صحيفة الرأي العام