عندما تصبح «النِّعْمَة» عند الدكتور الترابي «نِقْمَة» !!!

في صحيفة آخر لحظة يوم الأربعاء الموافق 4 مايو 2011م ورد عن الدكتور حسن الترابي عدة تصريحات وذلك بعد خروجه من السجن، ومن تلك التصريحات ما جاء في هذه العبارة : «وأرجع الترابي أسباب عدم اندلاع الثورة بالسودان إلى تخلُّف الشعب وحمَّله مسؤولية بقاء النظام».
فقد وصف الترابي الشعب السوداني بــ »التَخَلُّف« وقدّم دليله لهذه الدعوى وهو عدم اندلاع ثورة في السودان يتغير بها النظام في هذه الفترة، وحمّل الترابي هذا الشعب «المتخلِّف») في نظره المسؤولية عن بقاء هذا النظام !! وقد لا يوافقني كثيرون في تناول مثل هذا التصريح من الدكتور الترابي بالتعليق، وذلك لأنه قد لا يكون مناسباً ـ في نظرهم ـ بذل جهدٍ أو وقتٍ في التعليق على تصريحات الدكتور الترابي «المثيرة للجدل» التي تعوّد الناس عليها في الفترة الأخيرة، وأصبح كثير منها يُتناوَل وكأنه طرفة!! ولكني رأيت أن أعلِّق في هذه النقاط :
1/ إذا كان التخلُّف الذي يدعيه الترابي في الشعب السوداني هو أمرٌ معيب، وخلل كبير وجد نفسه منكراً له، وعلى الملأ، فإنا نرى له تناقضاً واضحاً في ذلك، وذلك حينما نقرأ فيما سطّر الترابي في كتابه «تجديد أصول الفقه»ص43 قوله:
«ومن حسن حظنا في السودان أننا في بلد ضعيف التاريخ، والثقافة الإسلامية الموروثة، وقد تبدو تلك لأول وهلة نقمة، ولعلها ببعض الوجوه نعمة؛ إذ لا تقوم مقاومة شرسة لتقدم الإسلام المتجدد».
فضعف الثقافة الإسلامية وضعف التاريخ ـ كما جاء في وصفه ـ بدا للترابي في هذا التصريح المطبوع قبل أكثر من عشرين سنة «نعمة»!! وذلك ـ كما بيّن ـ حتى لا تجد حركة التجديد مقاومة!! فإنه لما كان يقعّد ويؤلف ويكتب في مصادر الإسلام وأحكامه وأئمته أبدى سروره وفرحه وإعجابه بما وصف به أهل السودان من ضعف الثقافة والتاريخ، وذلك لأنه سيتم له بذلك مراده.
وهذا الأمر الذي فرح به.. وبدا له ببعض الوجوه «نِعْمَة» صار عنده: «نِقمَة» وذلك لمّا لم يتحقق له مراده وما يتمناه وهو «تغيير النظام وإزالته» !! فهو يسعى بكل ما يمكنه لتغيير النظام، ولو بالشهادة المتناقضة على نفسه.. والشهادة الجريئة على نفسه باتباع الهوى، وهو يدري أن الكلمة المكتوبة في الكتاب أو في الصحف تتناقلها الأيدي وتحفظها الأجيال… قال الله تعالى : «بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ» وقال تعالى : «أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ».
2/ إذا كان الشعب السوداني «متخلِّفاً» كما يصفه الترابي .. فكيف يوجه له اللوم؟! ويعاتبه هذا العتاب البليغ على صفحات الصحف السيّارة؟! بل كيف يحمّله المسؤولية، وهل من المعقول تخطئته وتجريمه على شيء لا يتمكن من فعله وليس في وسعه؟!
وقد ذكرت سابقاً في مقالات شبيهة أن الترابي وأمثاله استمرأوا الضحك على عقول كثيرين في مجتمعنا وذلك لأنهم وجدوا أن لهم أتباعاً رغم تناقضاتهم الواضحة وجهالاتهم المكشوفة، وأخطائهم المتكررة.
3/ إذا كان الشعب السوداني ليس متخلِّفاً كما يدعي الترابي.. كان سيكون من نتائج ذلك أنه سيغيِّر هذا النظام ويأتي بالبديل، والسؤال الضروري هنا: من هو ـ في نظر الترابي ـ البديل الذي كان سيأتي به الشعب ـ حسب أمنيته ـ ؟! يا ترى هل هو الترابي نفسه وهو أعلم بحاله قبل الآخرين ؟! أم صهره الصادق الذي قد لا يستطيع من يتتبع مواقفه الظفر بأمر واضح منها حتى أدخل أتباعه في حيرة قبل الآخرين؟! أم «المترنح» حليفهما فيما عرف بتجمع جوبا عرمان؟! أم آخرون دون ذلك؟! والحال يغني عن السؤال، ولك أن تخرج «القاسم المشترك» بينهم، لتجد أبرزه: تلاعب الحركة بهم وضحكها عليهم.. واتخاذهم مطايا، مع تنوع واختلاف في الأدوار.. وذكرني هذا التعداد بالفقرة التي يختم بها بعض أسئلة الاختيار من متعدد إذ يقال : «كل ما ذكر لا يصح»!!!
4/ غضب كثيرون لهذا الوصف الذي يحمل «مَسَبَّة عظيمة وانتقاصاً كبيراً» لهذا المجتمع الكريم، وقد تذكرت وأنا أتأمل هذا الغضب المبرر، تذكرت تطاول الترابي على أئمة الإسلام وعلى عصور الإسلام الزاهرة وله في ذلك أقوال كثيرة أنقل منها ما يلي:
قال في كتابه «تجديد الفكر الإسلامي» ص24:
«في العصور المتخلفة» أُورِثنا فقهاً ليس من واقعنا الآن؛ إذ هو من الواقع الذي جابه أبا حنيفة أو مالكاً أو الشافعي … إلى أن قال: «وبهذا أمسى الفكر الإسلامي اليوم فكراً تجريدياً، فكراً خرج عن التاريخ جملة واحدة وظل في مكان علوي لا يمس الواقع، فنحن في وادٍ، والفقه الإسلامي في وادٍ آخر».
وقال في نفس الكتاب ص14 :«فلا يكاد الفقه التقليدي اليوم يتصوَّر ما هو الإسلام، ولا يكاد ينظر إلى الإسلام من مقاصده ومعانيه ومبادئه العامة، من حيث هو إيمان حي يتحرك، وإنما هو يعلم تفاصيله المنثورة ».
وقال أيضاً في نفس الكتاب ص 48 : «ويعاني فكرنا القديم كذلك من علل فنية لا أريد أن أخوض فيها تفصيلاً، ولكنها مما يطرأ من مجرد التقادم وتتمثل في دورات انحراف تغشى كل فكر من أفكار البشر، وهذه الدورات تدور على كل فقه، دارت على الفقه الإنجليزي، ودارت كذلك على الفقه الإسلامي فقه العقيدة وفقه الشريعة» وكلامه في مصادر الإسلام وأحكامه وعلمائه، ووصفهم بمثل هذه الصفات وانتقاصه لهم، مع تفنن له في ذلك في العبارات صار به مضرب مثل هو أمر معلوم لمن اطلع عليه، ومن قرأ كتبه لم يجد غرابة لسماعه مثل هذا التصريح المنشور بهذه الصحيفة الذي وصف به هذا المجتمع بالتخلف.
5/ يدخل في عموم «المتخلفين» حسب وصف الترابي لهذا الشعب بذلك، أتباعه وأنصاره في «حزب المؤتمر الشعبي» الذي يتزعمه، وإن كان الترابي يستثنيهم من ذلك، فما هي أوجه الاستثناء؟! وإن كانوا في زمرة «المتخلِّفين» كما يفهم من تعميمه، فأين دوره وهو قائدهم وشيخهم والمؤثر فيهم في حمايتهم من «التخلُّف»؟! ولا أدري ماذا سيختار هذا الزعيم «المثير للجدل» من بين هذه الخيارات؟!
6/ من المتعارف عليه بين الأمم جميعاً ـ المسلمة منها والكافرة ـ أن الشخص إذا بلغ منزلة في مجتمعه، فكان حاكماً ـ في يوم ما ـ أو قائداً أو عالماً أو وزيراً أو زعيم قبيلة أو طائفة أو غير ذلك، فإنه يراعي لكلامه وتصرفاته أكثر من غيره ويحسب لكل كلمة حسابها، ويكون متزناً في أقواله وتصريحاته، ولا يلقي الكلام والتُّهم جُزافاً، أقول : هذا عرف سائد بين الشعوب والأمم، ولكن في سوداننا عجائب جمة!! وهذه إحداها !! فالترابي قد شغل مناصب سياسية كثيرة وفي عهود مختلفة ومتباينة!! كما كان وزيراً في بعض الفترات وترأس المجلس الوطني بهذه البلاد، ومع ذلك فقد كثرت تصريحاته غير الموفقة وانتشرت وتواصلت اتهاماته التي لم تقم على أدلة صحيحة ولا نظر سليم، ومثله كثيرون في مجتمعنا، ألا فليضع هؤلاء لأنفسهم حداً لهذه المهازل.. فإن البلاد بها من البلايا والفتن والشرور ما يجب معه أن يقولوا خيراً أو يدوم صمتهم.. وفي ذلك الخير لهم قبل غيرهم.. والموفق من وفقه الله.







انت الذي اتيت بهذا النظام يا شيخ حسن ، وانت تتحمل وزره ان كان هناك وزر ،
انت تعرف انه الناس منتظرين رحيلك ورحيل صهرك حتى يغيروا هذا النظام
مساء الخير
الشعب المتخلف يريد تغيير النظام لكن عندما ينظر للساحة ويرى البدائل المطروحة (الشيخ ثم الصادق المنظر و المرغني و أعوانه و نقد وغيرهم ) يجد أن النظام الحالي أفضل السيئين و قد فاز النظام الحالي في الإنتخابات لنفس السبب لا يوجد في الساحة حزب مقنع يقدم حلول لواقع السودان الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي كل ما فعلته الأحزاب هو إنتقاد حزب المؤتمر و التشكيك في كل أعماله و أذكر أن بعض الجهات روجت أن خزان مروي به خلل فني و أنه لن ينتج كهرباء و كلام كثير في كل عمل يقدم عليه النظام دون طرح بدائل (بترول – طرق – كباري – تقاوي فاسدة – مدينة رياضية منهوبه من ايام الشيخ – فساد مالي لا ينكره ألا مكابر – حكومة من 77 وزير و 770 مستشار ووالي ووزير ولائي يقدر الصرف عليهم أكثر من نصف ميزانية البلد ) الشعب يريد التغيير لكن هل أنتم و علي الحاج (طريق الإنقاذ الغربي ) أفضل من هؤلاء و ماهي مشروعاتكم الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية
نعم .. هي دي الحقيقة يا أخ عادل ؟!؟!؟!؟
الشعب أصبح واعياً ومتمرساً لأنه شرب من الكأس ألف مرة ..
الموجودين هم فعلاً أفضل السيئين وجميع السودانيين موزعين ما بين هذه الأحزاب القديمة البالية التي أخذت من السودان الكثير ولم تقدم ما يشفع لها لكي تأتي مرة أخرى وهذه حقيقة ..
نحن ليس بمؤتمر شعبي ولا أمه ولا إتحادي ولا غيره .. ربما يأتي من يقول أنت فارغ لأنك من غير أيدولوجية .. ولكن الضعفاء فقط من يقع عليهم ذلك في قلوبهم وعقولهم .. لكن فطرتنا هي التي قررت .. قررت ماذا ؟
قررت أن نكون مع هذا النظام والصبر عليه عل وعسى أن يأتي لنا بالمنفعة وهذا لا يعني أن ليس عليهم مأخذ .. بس هم أفضل من غيرهم ..
لماذا لا يلد لنا السودان زعماء آخرين يأتون من عالم آخر لا ندري به ليقدموا روشتة العلاج والنهضة وإستثمار ما حباه الله لهذا البلد من موارد مائية وزراعية ومناخ وثروات كثيرة في باطنه وثقافة وععي مثالي لمواطنية .. لماذا لا يوجد فينا مثل مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق الذي أتي وذهب ومازالت خطته يعمل بها حتى اليوم وأصبحت ماليزيا أحد نمور آسيا وفي فترة وجيزة وكان أساسها الزراعة ؟!؟!؟
لماذا لا يأتنيا حزب كحزب رجب أردوغان في تركيا .. الذي جعل لها إقتصاداً أصبح يضرب به المثل وسياسة داخلية وخارجية نموذج لأي دولة عصرية وارتفع فيها مستوى دخل الفرد بصورة قياسية ومازالت تتقدم ….!!!؟؟؟
نحن بإنتظار هذا الحزب وذاك الزعيم الوطني المنقذ الذي سوف يقود هذه الأمة إلى عالم التفوق والنجاح في جميع المجالات والمحافل ؟!؟!؟!
نعم .. إذا كان ذلك لا يأتي إلا بالديموقراطية كما يقولون ؟!؟!؟ إذن فأين ذلك الحزب الذي سوف يؤسس ويعلن برنامجه ويعمل جاهداً حتى يقتنع به الجميع ( فطرياً ) ويسلمه قياد نفسه طواعية …