قير تور

استجواب الجناة..!!!


[ALIGN=CENTER]استجواب الجناة..!!! [/ALIGN] لم يخطر ببال أعضاء محكمة السلطان في ذلك الصباح أن تنتهي مجهوداتهم وسعيهم بتلك السهولة التي أنهت بها الذبابة التحقيقات بإجابتها التي اعتبرها بعض الأعضاء غير مقنعة. فالذبابة كانت آخر من سئلت ولذا لم يعقب أي فرد آخر لأنها بعد إدلائها بحديثها فارقت المجلس.
تبدأ القصة بالثعبان الذي لم يقدر على النزول في الماء فهو يعاني جرحا غائرا على ظهره مما عرضه إلى مطاردة الذباب له.وفي أثناء هروبه من الذباب لمح جحراً قريباً منه فحسبه ملجأً مناسباً يقيه شر الذباب وحرارة الشمس.كان الجحر مسكن الفأر فأصيب بالذعر الشديد وخرج نحو نقارةً ضربها بقوة حتى يتاح الفرصة للبعيدين سماع الصوت.وفعلاً تردد الصوت في الغابة وظنت الحيوانات بأن هناك احتفال فرح مقام في مكان مصدر الصوت ولذا فقد تحرك بعضهم نحوه…. ومن ضمن المتحركين (أكون) وهو أضخم حيوانات الغابة.وأثناء سير (أكون) السريع، عفص أحد الحيوانات الصغيرة يسمى (أقور)،وعرو بدوره أخرج ناراً.والنار اشتعلت في الحشائش والأشجار فبكت وصرخت رافعة صوتها للسحاب تطالبها بالنجدة وانقاذها من النار.سمعت السحاب صوت الاستغاثة فأنزلت الأمطار التي أوقفت هلاك الأشجار والحشائش.تسللت المياه إلى الحفر والشقوق فكان أن تبلل أبناء (أنقييك) وكادوا يغرقوا، فأخرجتهم أمهم إلى فوق الأرض وعرضتهم للشمس حتى يجفوا…. وجود صغار انقييك في ضوء الشمس وجدته طائر (أويج) فرصة مناسبة لوجبة شهية فالتقط عدداً من تلك الحشرات وهو ما لم تعجب الأم فسارعت بعقاب (أويج) فقامت بكشح الماء الساخن على وجه الجانى على أبنائها.وبدوره كانت العقوبة قاسية على الطائر فطارت وركت على إحدى الأشجار، وتلك الشجرة ما أن أحست بجلوس اويج عليها أسقطت نفسها أرضاً وكان تحتها حيوان (أمُوق)… فجرى اموق ودخل قصر السلطان وضرب زوجة السلطان فاسقط أسنانها فالقى الجنود القبض على الجاني.
بلغ خبر الاعتداء السيد السلطان وتم إصدار أمر تشكيل محاكمة ولجان تحقيق في الموضوع بسرعة وتم استجواب الفاعل عن سبب حماقته التي أدت إلى خلع أسنان زوجة السلطان فقال أموق للجنة :”وهل يعقل لكم أيها السادة بأن تسقط علي مصيبة كبرى مثل شجرة؟”.تحول السؤال إلى الشجرة لماذا اسقطتي نفسك على أموق فقالت :” وهل يعقل بأن تجلس عليّ مصيبة كبرى مثل طائر اويج؟”.وعند سؤال اويج لماذا فعل ذلك قال:”أليت مصيبة كبرى يا سادة أن تكشح إحداهن الماء الساخن على وجهك؟”..قالوا:”ومن كشحت الماء الساخن على وجهك؟”فأشارت إلى حشرة انقييك…. فسألوها لماذا فعلت ذلك فقالت بأن أويج التقطت ابناءها من على الأرض أثناء تجفيفهم من الرطوبة والماء.فسألوها عن سبب الماء والرطوبة فذكرت هطول المطر بشدة.سئلت السحاب لماذا دفقت مياه الأمطار على الأرض ذلك اليوم فقالت بأنها استجابت لاستغاثة الأشجار والحشائش.سئلت الحشائش عن سبب الاستغاثة فذكرت أن النار كانت خطراً عليها، وعند سؤال النار لماذا انتشرت ذكرت بأن أقور أخرجتها من بطنها… وعند سؤال أقور قال بأنها تعرضت لضغط من الفيل جعله تخرج النار دون قصد، وعند سؤال الفيل ماذا دهاه بفعل ذلك قال بأنه لم يقصد إيذاء غيره لكنه كان في طريقه إلى النقارة التي سمع صوتها وصاحبها الفأر.وسئل الفأر لماذا استخدم النقارة فذكرت دخول الثعبان جحره، وأما الثعبان فقال بأنه كان هارباً من الذبابة، وعندما سئلت الذبابة لماذا طاردت الثعبان…رفعت رأسها قليلاً ونظرت في وجوه الجميع وقالت:”زززززززي.. أو ترون أليس من حقي الاستمتاع بقليل من الرائحة النتنة؟”.ثم طارت.

لويل كودو – السوداني
14 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com