قير تور

مـنـاخ الـسـودان


[ALIGN=JUSTIFY] ليس المناخ السوداني بمعزل عن سلوك وتصرفات القادة السودانيين، فيوم واحد خاصة إذا كنت بالخرطوم تشاهد فيه جميع مناخات وطقس العالم، كذلك الشيء نفسه نشاهده ونلاحظه على تصرفات البشر.
وحتى الحقائق التاريخية تأتي الأيام التي نحن فيها فنصاب بالدهشة، إذا تأملت إلى المناخ الذي يسود بلادنا نجد أن الفصل الغائب عن مدار السنة هو الربيع، لكنه يمكن حضوره في الخريف أو الشتاء أو الصيف.. لا يهم الالتزام.
لذا إن كانت البيئة نفسها تجعلنا لا نقف على أمر واحد نحتاط له بدراسات، فلا نستغرب أبداً في بعض المصادفات ولا بأس من اطلاق كلمة دراسات علمية.
واحتفالاتنا بانجازاتنا غير المنكورة في مجال تشييد الكباري خلال السنوات الماضية اوقفتني نقطة صغيرة لها مثيل في الماضي فتتعادلان في القوة وتتضادان في الاتجاه فتكون المحصلة النهائية صفراً مما يعني استقرار مكان الحدث فتعادل القوتين يعني الايجاب بالنسبة للموجودين في محيط الحدث.
حدث تشييد وبناء كبري المك سيكون واحداً من معالم التاريخ الذي ينتظر ابناءنا في المستقبل ونحن الذين شاهدنا الانجاز بذلك الصرح الكبير الذي جعل التواصل بالمرور فوق النيل الأزرق من بحري إلى الخرطوم.
وإن كانت هناك كلمات تقال فهي تلك الكلمات القيمة التي جاءت منا نحن أحفاد المك نمر، نقدمها من كل القلب شاكرين ومشيدين للعمل البطولي الذي قام به أحفاد إسماعيل باشا.
إنها صورة من صور الحياة، أن يكون أول جسر ينفذه الاتراك في السودان يحمل اسم الزعيم التاريخي المك نمر، ويظل التعجب معنا فهل المصادفة وحدها هي التي قادت الأتراك إلى تنفيذ أول جسر بالسودان يحمل اسم من قتل جدهم إسماعيل باشا بن محمد علي باشا؟!.
هل جاء بناء الجسر تكفيراً عن اخطاء الاجداد القدامى فنفتح بذلك صفحة جديدة ليست من اوراق كتابها اشارة إلى ضربة الغليون أو القش الذي احيط به مكان نوم الباشا إسماعيل بن محمد علي؟!.
هل تتفق معي عزيزي وعزيزتي القارئة على أن التغييرات عبر الزمن كافية لنسيان أو تناسي العمل المضاد لما حدث في الماضي؟! ألا يكفي أن يعيش كل شخص حسب ظروف زمانه، ولنا زماننا الذي لا نتضرر فيه من التعامل المختلف مع أحفاد إسماعيل باشا، ولا يفيدنا كذلك أن نفتخراليوم بأننا احفاد المك نمر فلنا جسر وشارع يحمل ذلك الاسم وخلده الأتراك عندما اتوا اليوم بثروتنا القومية حسب مزاجنا، لكننا لم نرمهم بغليون فليس هذا زمان التبغ.[/ALIGN]

لويل كودو – صحيفة السوداني – 2008-05-06