قير تور
عندما يكون حصادك إحراجاً
طبعاً، ما جاء أعلاه صعب قبوله لكنها حقائق يعيشها بعض الناس ولا يكتشفونها نادراً إلا عبر آخرين. وكم صارت بعض الأسر اسيرة جدرانها بسبب شقاوة أطفالها المبالغ فيها..
إن عبارة غير مؤدب لا يرضاها أي شخص عند إطلاقها على أبنائه لأن المعني الحقيقي بالصفة الذميمة هنا هو المربي وليس الطفل، ولذا تجد المربي يثور ويهيج بسبب هذه العبارة الصعبة والتي غالباً ما تكون في محلها لكن محاولة تجنب العراك يجعل الناس يتحاشونها.
والشخص الذي لا يريد عبارات محرجة لنفسه بسبب أطفاله مطلوب منه معرفة أطفاله وكيفية تصرفهم فالطفل الذي يأتي بفعل غريب لا يخترعه فجأة عندما يكون في دار آخر غير دارهم، فهو لا بد له من التعود على فعل ذلك.
لا نتحدّث عن كيفية تربية الأولاد فلكل شخص نظرية خاصة به يطبقها في الحياة بطريقته وليس ضرورياً أن يكون المحيطون به موافقون على ما سنه. لكن هناك أشياء عامة يتم مراعاتها خاصة تلك المتعلقة بالأطفال، وهذه النقط المهمة جداً هي ما جعلت راديو الرياضية 104 مشكوراً يتناول بعض سلوك الأطفال يوم الجمعة الماضي، في برنامج عشم باكر.
تحدث أحياناً مشاكل بين اسر بسبب الأطفال خاصة هؤلاء الذين تعودوا على العبث بالأشياء القيمة، وعندما يتحث صاحب الشيء متناولاً الضرر الذي لحق بحاجياته نجد الوالد او الوالدة او الإثنين معاً في موقف المدافع عن طفله.
إن الطفل في أغلب الأحيان وليس دائماً يعكس للآخرين نوع الحياة التي يعيشها مع والديه، وخاصة الأطفال المدللين نجدهم أكثر ظهوراً. وهناك فرق بين سلوك الطفل العنيد والطفل المتعود على فعل ما يريد دون أن يسأله أحد.
في السابق حسب ما أذكر كان الطفل يحذر على الإتيان بفعل غير مقبول عند والديه حتى لو كان في الشارع بعيداً عن البيت والدرسة، لأنه سيتعرض للتأنيب من اقرب شخص في الشارع.. اما الآن فمن الصعب التعرض لمشاكل الآخرين فقد صار الناس يتجنبون العراك حتى أن الأسرة الواحدة تجد فيها بعض الآباء يتحاشون توجيه ابناءهم أو الأمهات تتحاشين التوجيه.
لقد صار التربية والتوجيه للطفل متروك للشارع والتلفزيون والأصدقاء، أما مساهمة الوالدين والأسرة والمدرسة فقد صار دورهم يسير مقارنة بتلك العناصر الأخرى. ولا ننسى بأن ساعات بقاء الأسرة مع بعضها صارت قليلة.
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 987- 2008-08-13 [/ALIGN]