قير تور
مسؤلية الفرد والحكومة
كنت اجلس على باب محل الطعام الواقع على شارع المك وللأمانة فالمحل موضوع أمامه سلتين للأوساخ ورغم ذلك فالسلتان فارغتان والورق ومعه الأكياس تملأ المساحة الصغيرة امام الدكان.اما الزبائن المتعاملون مع المحل التجاري المخصص للطعام فليس من بينهم اطفال صغار حتى يمكننا ايجاد العذر لهم بانهم لم يتربوا على النظافة في بيوتهم ومدارسهم او نقول بانهم قاصرون في فهم النظافة واهميتها او على الأقل كان يمكننا نهرهم وتخويفهم بالجلد حتى يرفعوا ما رموه… للأسف الشديد الذين يتجاهلون رمى الأوساخ في الماكن المخصص لها هم رجال بالغون وفاهمون ما يجري حولهم وينظرون حول اية سياسة حكومية بل قد يكون بعضهم في طريقه ان يكون في منصب مرموق بالسودان في اقرب وقت.
ان تجاهل رمي الأوراق في الأماكن المخصصة لها ليست حكراً على المحل المذكور فقط إنما منتشرة في الخرطوم لكني ذكرت هذا المكان كمثال لما يحدث على الدوام وانتبهت له فقط يوم الخميس الماضي… وما انتبهت له ليس انتشار الأوساخ بل (إهمال النظافة عن عمد)…
نعم لا اقول انتشار الأوساخ في كل مكان وإلا عنينا بأننا حاولنا الحفاظ على بيئة نظيفة وغلبتنا الحيلة.. لكن في الحقيقة الأوساخ المنتشرة في الخرطوم ليست مستحيلة السيطرة عليها ولا يمكن جعل مسؤولية النظافة على عاتق سلطات المحلية وحدها.
ليمر احدكم امام اي جزارة في امدرمان او الخرطوم بحري او سوق اللفة، وكذلك إذهب لأقرب مطعم وسترى العجب العجاب فهناك المياه والقاذورات….هل مسؤولية الحفاظ على بيئة نظيفة في مثل هذه المحلات تقع على المحليات فقط؟ وإذا سلمنا بأن المحليات ما دامت تتحصل الرسوم والعوائد ولذا فهي تتحمل وحدها مسؤلية النظافة… هل عندما يستغرب الغريب عن السودان من المنظر القبيح يمكنه إدراك القصور الذي نرمي به على المحلية؟ او هل عندما تتسبب هذه الأوساخ والقاذورات في الأمراض تتعامل الأمراض مع فرضيتنا وتقول بأنها ستأتي فقط لأفراد المحليات وتتخطانا متجنبة اصابتنا؟.
لا اعني تبرئة سلطات المحليات في قصورها عندما تقوم بالنظافة.. لكن افراد المحليات هؤلاء اعضاء من مجتمعنا المتساهل مع موضوع النظافة ولا تتشدد إذن فمن الظلم ان نطالبهم بالتخلي عن عادة سائدة لدى الغالبية. اغلب الناس يظنون بان النظافة تقتصر عليك وانت في دارك فقط وما دونه ليس من مسؤوليتك وهذا هو الخطأ المشترك.
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 990- 2008-08-16 [/ALIGN]