هاجر هاشم

سلمت أمري لله


سلمت أمري لله
* بعث لي أحد القراء الأساتذة بتعقيب جميل وظريف في عمود الأربعاء (28 أبريل) تحت عنوان حسبى الله ونعم الوكيل، قال:(سمعت طرقاً ورعباً على الباب ،فنهضت منزعجاً وجالت في خواطري أموراً كثيرة، لعله شحاد مُصاب بالصم أو لعله صبى صغير شاهد حيواناً مفترساً (كلباً مسعوراً أوغيره) فأصابه الهلع وأراد أن يلوذ بأقرب بيت.
* وما أن فتحت الباب حتى أصابتنى دهشة كادت أن تُذهِب ذاكرتى التى نقلتنى إلى تلك الحصة المدرسية والتى كانت راسخة في ذاكرتى عن الاتراك وفعلهم ما فعلوا بأجدادي ومن عاصرهم.. كان أحدهم ذوعينان خضراوان ورموش ذات شعر أحمر ويميل إلى الإخضرار.
* وذكرتنى بشرته تلك الحصة التى ما زالت أحداثها في مخيلتى عن الأتراك.. أعنى لونه ولون شعره، ثم ما يحمله من دفاتر.. كنت أتفرس فيها لعلي أعرف هويته قبل أن يُحدثنى عن نفسه ولكن فأجانى (العوائد لوسمحت).
* قلت له عوائد ماذا؟!!..عوائد العتب وهل تأخذون العوائد قبل أن يكتمل العام وأمر آخرهذا المنزل لم يكمل ثلث العام منذ تشييده ولكنه لم يبرح باب الدار إلا بعد أن سلمانى إيصالاً بإستلامهم المبلغ .
* سلمت أمرى لله ودخلت دارى وجالت بخاطري أموراً عن أموال الدولة وحفظها.
* هؤلاء لا يحملون خزنة (صندوق حديدى له أقفال متعددة)..هذه الخزنة أو الصندوق حفظاً لمال الدولة وبالضرورة يكون معهم رجل أمن وهذا يتطلب عربة حكومية ذات نمرة صفراء!!!
* أين يضعون الأموال التى جمعوها إذا وصلوا مقرعملهم ووجدوا أن الخزنة الرئسية ذات المبنى المؤمن قد أُوصدت وذهب العاملون إلى بيوتهم، ثم إستقلالهم للمركبات العامة كيف تكون النتائج إذا سُرقت منهم الأموال أوتعرضت وسيلة المواصلات التى استقلوها لحادث تبعثروتمزق فيه كل شئ.. هل ينطبق عليهم المثل القائل (مال طار وطار).
* هذا المثل.. يحكى أن مادحاً بعد أن انتهت ليلة المديح التى أقامها وبعد أن تناول عشائه وأراد أن ينام أكتشف أن ماله قد سُرق فأخبرصاحب المنزل فما كان منه إلا أن قال له:(مال طار وطار)..!!
* كان يا ما كان في قديم الزمان تُجمع أموال الدولة بتيم من المحاسبين ومعهم خزانة ورجل أمن يحرسهم وعربة تقلهم وماذا يا ترى آل في هذا الزمان؟!! هل أصبح الصراف رجل من صفاته الأمانة في قلبه والمال في جيبه.

إعترافات – صحيفة الأسطورة – 30/4/2010
hager.100@hotmail.com