اعتراض المغنين على المفتين..!!
هكذا كان ابن الفقراء الصالحين المتواضعين الغيورين الشيخ نمر يوجه شباب الدعوة وطلبة العلم الشرعي من ناشئة كلي ألا يتسرعوا وألا يشتطوا في نشر الآراء الفقهية التي قد لا يلمون بأصولها وفروعها بشكل كاف. وكان توجيهه توجيهًا وعظيًا حكيمًا مسددًا.
وهذه الموعظة القيمة القديمة انبعثت إلى ذهني أخيرًا، منبثقة من مركنها في أحد ملفات الذاكرة، عندما طالعت صحفيًا نشر حديثًا بعنوان: «صلاح بن البادية: مطالبة علماء الدين بوقف تمدد الغناء في رمضان قصر فهم وحديث لا معنى له». وقد استفظعت لدى قراءتي هذا العنوان الأمر العجب برمته، فأن يتجرأ مغن من المغنين ليوجه جمعًا من العلماء المتفقهين الراسخين، ويتهمهم بقصر الفهم، وينعى عليهم الخوض في حديث لا معنى له، والهرف بما لا يعلمون، لأمر خطب جلل، ويمكن أن يعد من علامات الساعة، ومن إمارات قدوم المسيح الدجال، ونحن في آخر الزمان على كل حال. والذي دعا هذا المغني لكي يعترض على السادة العلماء الفقهاء، هو أن مجموعة من جِلَّتهم التقوا السيد رئيس الجمهورية، ودفعوا إليه بمذكرة شكت من إفراط القنوات التلفازية السودانية في بث الأغاني آناء الليل وأطراف النهار.
وذلك حتى غدت القنوات التلفازية السودانية تتميز بأنها القنوات التي كلما لجأت إليها ألفيتها تزمر وتغني.
وهذا مما يخالف مواثيق العزائم، وعلائم الجد والعمل، ويناقض أسس وركائز المشروع التربوي والدعوي الحضاري الإسلامي السوداني المأمول. وما قاله علماء السودان الأجلاء في مذكرتهم المرفوعة إلى السيد رئيس الجمهورية، سبق أن صدع به أحد سادة الدعاة المشمرين، وهو فضيلة الشيخ الإمام كمال عثمان رزق إمام مسجد الخرطوم الكبير، كما ضج بالشكوى منه جمع كبير من المواطنين العقلاء المهتدين المتبصرين من السودانيين وغيرهم. ولم تكن هذه الشكوى بدعًا من الأمر المنكر اجترحته هيئة علماء السودان، كما زعم المتعالم والمتفيقه صلاح بن بادية الذي طاب له أن يحشر نفسه في مقامات العلماء المفتين بعد أن عُرف طوال عمره كواحد من زمرة المزمرين. ومن الفتوى التي أطلقها صلاح بن البادية، يتحمل وزرها، قوله: إن مطالبة العلماء بوقف تمديد الغناء في شهر رمضان المعظم، من خلال القنوات الفضائية السودانية، أمر غير حكيم، لأنه يرغب الناس أكثر في طلب الغناء. وما درى وهو يُدلي بهذا الضرب المتسرع من الفتيا أنه يناقض نفسه، ويهزم منطقه الذي استند إليه، عندما اتهم العلماء في ذيل قوله، بأنهم يرغِّبون الناس في الغناء وهو منكر مذموم!
واستأنف هذا المفتي المغني فتواه الضالة المضلة فقال: «إن الفضاء مليء بالقنوات وان كل ممنوع مرغوب موضحاً أن من السهل أن تتجه أنظار المشاهدين إلى قنوات أخرى لمشاهدة ما يرى».
وتابع هذا المغرور المتعالم وعظه وتوجيهه للعلماء الكرام فقال: «إن ما تسعى هيئة علماء السودان لإيقافه عبر قنواتنا بمقدور المشاهد أن يجده في قناة أخرى متاح بها كل شيء». وباستخدام منطق هذا المفتي المغني يمكن لقائل أن يقول إنه لا داعي لتحريم الخمر في مكان لأن من يريدها سيجدها في كل مكان!
ومفاد القول الذي جاء به هذا المفتي المغني المدعو ابن البادية ليس صحيحًا حتى من حيث الناحية الواقعية، فالقنوات التلفازية الأخرى المعنية، هي أكثر رصانة وجدية، وأشد احترامًا لمشاهديها من من القنوات التلفازية السودانية، التي لا تجد ما تقدمه لمشاهديها إلا المواد الغنائية.
ففي القنوات العربية والغربية الأخرى يجد المشاهدون منوعات إخبارية ثقافية وترفيهية كثيرة قيمة، وذلك لأن القائمين بأمر تلك القنوات إعلاميون مؤهلون، ذوو ثقافة وتدريب عال، يمكِّنهم من إنتاج برامج ذات محتوى سام، يفيد المشاهدين مثلما يرفِّه عنهم. ولا تلجأ تلك القنوات إلى شغل أكثر أوقاتها ببث الأغاني الجاهزة، وإزجاء المواد التافهة، التي لا تحتاج إلى بذل ولا تتطلب تحضيرًا، كما يفعل أرباب القنوات السودانية، الذين كل ما يأتونه هو تسجيل الأغاني، من أي مستوى ومحتوى، ثم لا يبذلون الجهد حتى في تقديمها بذوق وشكل فني أخاذ يعجب المشاهدين.
ثم قال المفتي المغني صلاح بن البادية: «إن الإيمان بالقلب وما جاءت به الهيئة «يقصد هيئة علماء السودان» لا يخدم غرضًا، وحديث لا معنى له حتى إذا انصاعت الدولة لهذه المطالب وعملت بها. فكأنه يسفه علماء السودان ويدّعي أنه أدرى منهم وأبصر بطب القلوب وإصلاحها!
وما درى أن القلب هو العضو الذي يصيبه الغناء الفاسد بالعطب وبالنفاق!. وما درى أن هذا هو ما قاله وأكده أرباب القلوب من الفقهاء العظام!
كسيدنا عبد الله بن مسعود الذي قال: إن الغناء ينبت النفاق في القلب. وسيدنا القاسم بن محمد، رحمه الله، وهو أحد الفقهاء السبعة، وقد سأله سائل عن الغناء فأجابه: أنهاك عنه وأكرهه لك. قال: أحرام هو؟ قال انظر يا ابن أخي إذا ميز الله لك الحق من الباطل ففي أيهما يجعل الغناء؟
وكالإمام أبي حنيفة النعمان الذي كره الغناء وجعل سماعه من الذنوب. فهذه أحكام لم ترد لأول مرة في عريضة العلماء للسيد رئيس الجمهورية، وإنما قررتها من قديم هيئات كبار العلماء الأعلام. بل إن هذا المغني نفسه، الذي يتصدّى اليوم للدفاع عن الباطل، ويتقدم ليعلِّم العلماء، ويفقِّه الفقهاء، ما برح منذ زمان مديد يردد ويعد:
عايز أتوب وارجع لك أنا واترك الحفلات والغنا!
ثم هو لا يثوب ولا يتوب، ولا ندري إلى متى يؤجل توبته وأوبته، وهو يشارف ختام العمر؟![/JUSTIFY]
صحيفة الانتباهة
والله كلام جمييييييييييييييييييييييل جداااااااااااااااااااااااااااااا جداااااااااااااااااااااااااااااااااااااا?
جزاك الله خيرا كفيت ووفيت والحق يعلو ولا يعلو عليه .
[COLOR=#00FF80][SIZE=5]المصيبة في السودان ان كل شخص يدعي انه افهم من الاخر بامور الدين ولا يحتكمون الى من قضى جل عمره في التحصيل والقرآة ، ومن هؤلاء الفنانون الذين هم انصاف عقلاء وانصاف راشدين ونسوا قول الله تعالى في الاية الكريمة وفي مما معناه ان الرجل اذا وصل عمر الاربعين دعى ربه ان يهديه ويرشده ويجعله من المهتدين .ز لم هذا الدعاء اذا ؟؟
وثانيا الفناين يخافون ان يتأثر مثل هذه الدعوى على دخولهم التي لايعرفون انها مشكوك في كونها حلال وانا شخصيا وبفهمي البسيط اردح ان يكون كل دخل من هذا الباب حرام لانه يقوم على افشاء محرما ، والمؤسف لا احد يرغب في ان يتعظ ..
كل العقلاء وكذلك الذين يتذوقون حلاة الصيام يعترضون ويتذمرون فعلا ان التلفزوينات السودانية يعيدة كل البعد عن روحانيات رمضان ويتسارعون الى ان يلهون الناس والشباب بالجلوس والاستعداد لحلقات الغناء من بعد الافطار مباشرة فاي مفهوم هذا واي روحانيات هذه[/SIZE] [/COLOR]