تحقيقات وتقارير

افرحوا بالاستقلال الحقيقي

[JUSTIFY]في اليوم التاسع من يناير الذي أُجري فيه الاستفتاء لأبناء جنوب السودان كتبتُ المقال الذي أُعيد نشره اليوم.. والذي يعبِّر عمّا جاشت به نفسي بالأمس والحلم يصبح حقيقة وتنهمر دموعي بدون استئذان مني فإلى المقال:
افرحوا بالاستقلال الحقيقي

اليوم.. التاسع من يناير 2011 يوم ولا كل الأيام.. يوم نعتبره عيداً للفرح الأكبر والاستقلال الحقيقي لشعب السودان الشمالي.. نقولها بملء أفواهنا إننا لم ننل استقلالاً حقيقياً في الأول من يناير 1956، فقد كان استقلالاً منقوصاً ما إن بدأ ـ أو قل قُبيل أن يبدأ ـ حتى بدأت مسيرة الدماء والدموع والدمار والتخلف التي حشَرَنا المستعمِر اللئيم في نفقها المظلم المليء بالثعابين السامة.
نعم.. لقد حشَرَنا الإنجليز بدون استشارتنا في زواج مستحيل أشبه بزواج القط من الفار وهل يملك القط والفار أن يبنيا بيتًا أو عش زوجية سعيدًا ومستقرًا وآمنًا أو ينطلقا من مرجعية مشتركة لبناء ذلك البيت القائم على خيوط العنكبوت؟!
لقد كان زواجاً بين قط وفار عقد قرانهما مستعمِرٌ كان يعلم بما أقدم عليه من كيد، وما إن دخل الزوجان عش الزوجية وخرج المأذون حتى بدأ العراك والشجار الذي أسال أنهاراً من الدماء وعطّل مسيرة البلاد وأعاق تقدمها وكبّل قدميها بل وأعمل فيهما سيفه الحاد.
لم يفعل المنبر أكثر من أنه جهر بما سكت عنه الناس مما كان معلوماً لديهم فقد كانت الوحدة عبارة عن ملك عريان تماماً مما يستره بعد أن تسربل بأوهام ظل الناس يتصورونها ويرسمونها في خيالهم إلى أن جاء المنبر من أقصى المدينة يسعى لكشف حقيقة الملك العريان فأزال الزّيف المتوهَّم في عقول لا تفكِّر وأعين لا تبصُر فكان أن استبان للناس الوهم الكبير والخُدعة المجنونة.
فشلت كل محاولات الحل وأعيت مشكلة الجنوب الطبيب المداوي وما من اتفاقية وُقِّعت إلا كانت أتعس من سابقتها وظلت المشكلة تشتعل كما النار في الهشيم وتتمدّد فبعد أن بدأت في أحراش الجنوب بما عُرف بتمرد توريت الذي ارتُكبت فيه أول عملية تطهير عرقي في أغسطس 1955 قبل حوالى أربعة أشهر من استقلال السودان إذا بالمشكلة تتفاقم وتتشعَّب وتصل خلال خمسين عاماً إلى قلب الخرطوم فكانت أحداث الإثنين الأسود في قلب الخرطوم والتي انفجرت في أغسطس 2005.
أخطر ما في الأمر أن عمليات التطهير العِرقي التي ارتُكبت في أحداث الإثنين الأسود تمت بعد اتفاقية نيفاشا التي رفعت ذات الشعار ونادت بالوحدة فكانت تلك الأحداث رداً عملياً بأن السرطان لا يعالَج بالبنادول وكانت بمثابة المؤشِّر الأكبر أن نيفاشا لن تأتي بالسلام ومرَّت ست سنوات من عمر الاتفاقية كسنِي يوسف كشفت بجلاء أن المشكلة أكثر تعقيداً من أن تعالَج بالمسكِّنات فما كان ينبغي أن تطلب الحركة الشعبية المعبِّرة عن الجنوب أكثر مما مُنح لها ولجنوب السودان بعد أن مُنحت أكثر مما كانت تحلم به لكنها ما اكتفت وواصلت ابتزازها وظلت تطلب وتنادي هل من مزيد، فكانت الحركة هي الشريك الأكبر في الحكومة القومية وزعيمة المعارضة في نفس الوقت في أول سابقة من نوعها في التاريخ الأمر الذي يُرجعنا إلى حقيقة المشكلة التي لن يُجدي معها إلا البتر.
كانت الحركة تنطوي على مشروع استئصالي عنصري ما قام إلا حرباً على هُوية الشمال العربية الإسلامية، فبدلاً من أن تكتفي بما منحته إياها نيفاشا من حكم للجنوب ومشاركة كبيرة في الشمال جعلت رئيس حكومة الجنوب هو النائب الأول في الحكومة الاتحادية بينما اكتفى رئيس الجمهورية بمنصب رئيس الشمال وبدلاً من أن تكتفي وتحمد الله على ذلك ظلت تعمل ليل نهار لإسقاط الحكومة المركزية متعاونة مع حَمَلَة السلاح في شرق السودان وفي دارفور بل مع أعداء السودان الشمالي من أمريكان وأوروبيين وغيرهم.
وهكذا انتشر السرطان وتمدَّدت أحلام الحركة وباتت تعمل وتطمع في أن تحكم السودان جميعه بمشروعها العلماني العنصري الاستئصالي ولم نشهد سلاماً بل عراكاً وصداماً وإنهاكاً وتمرداً وعذاباً.
اليوم وقد أصبح الانفصال واقعاً نحمد الله عليه بعد أن أذهب عنا الأذى وعافانا فإن أمامنا تحديات جسامًا تتمثل في القضايا العالقة كما تتمثل في أن عملاء الحركة الشعبية من الشماليين الذين ركلتهم بالأقدام ولاذت بجنوبها لا يزالون يحلمون بأن يقيموا مشروعهم القميء مما سأتعرض له في مقبل الأيام إن شاء الله فالمعركة لم تنجلِ بعد ولا تزال ذيول المشكلة تشرئبُّ مهدِّدة باندلاع القتال من جديد مما سنتصدّى له إن شاء الله ونحن على ثقة بأننا سندمِّر مشروع السودان الجديد في طوره الجديد المعروف بـ «الخطة ب» كما دمرناه في طور «الخطة أ» مما أرغم الحركة على أن تنكفئ جنوباً مع أطماع سنكون لها بالمرصاد إن شاء الله.
إننا ندعو شعب السودان الشمالي للاحتفال بيوم الاستقلال الحقيقي فما شعب الجنوب بأكثر فرحاً منا ولا يوجد ما يجعله كذلك فإذا كان الجنوب قد عانى فقد كانت معاناتنا أكبر وعذاباتنا أشدّ فاليوم سيكون هو اليوم الذي نصحِّح فيه مسيرة التاريخ فقد حُرمنا نعمة الأمن والسلام على مدى العقود الماضية منذ الاستقلال الأول في 1/1/1956 واليوم نعود إلى ذاتنا ونحسم مرجعيتنا الثقافية والفكرية والحضارية وينتهي التنازع والتشاكس حول الهُوية ونعلن عن استقلالنا الحقيقي.
صحيح أن النتيجة لم تعلَن بعد ولكنها معلومة لا جدال حولها، ولذلك فإننا سنؤرِّخ نحن في منبر السلام العادل ليوم الاستقلال الحقيقي بيوم التاسع من يناير 2011 الذي يصادف يوم الاستفتاء الذي حُرمنا منه نحن أبناء الشمال.
ندعو أبناء السودان الشمالي إلى أن يعبِّروا اليوم الأحد عن فرحتهم بشتى الوسائل وينحروا الذبائح ويُقيموا صلاة الشكر في الميادين العامة فقد أذهب الله عنا الأذى وعافانا ولم يبقَ كثيرُ شيء وما عرمان وعقار والحلو وأتباعهم وأشباههم من بني علمان بمعجزين وسنبدأ معركتنا معهم اعتباراً من اليوم بإذن الله.

[/JUSTIFY]

الانتباهة

‫6 تعليقات

  1. [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]السيد الطيب مصطفى ما قلت إلا الحقيقة ونحن معاك ونرجو أن يتوحد الشعب السوداني الحقيقي على تطبيق الشريعة الإسلامية ولا نريد أي بواقي من الحركة الشعبية كفاية عذاب للشعب السوداني الأصيل ونرجو وثم نرجو القتل لكل من راودته نفسه لمحاربة شرع الله … والله المستعان[/FONT][/SIZE]

  2. [COLOR=#00AEFF][FONT=Times New Roman][SIZE=7]والله يا استاذ الطيب انت قاعد تجيب المفيد يسلم فمك يا اخي فعلا آن لنا ان نفرح فعلا بالاستقلال والانفكاك من كيان ظل يجلب لنا المشاكل تلو المشاكل تارة بالدينيات وتارة بالحريات وتارة بحقوق الانسان ,, وظل هذا الكيان منبع لكا الامراض التي كانت تكون سببا في حجر السودان وسببا في طلب تطعيمات من الدول الاخرى .
    نحند الله ونساله ان يدنبنا شرور هذه الدولة الوليدة

    [/SIZE][/FONT][/COLOR]

  3. الطيب مصطفي لقد سال لسانك عنصرية منذ ان جاءت الجبهة اللاسلامية لحكم السودان بالقوة العسكرية ولكن سوف يتفكك السودان اقليم اقليم لم يبق لكم الا ارض جعل با من تدعون العروبة وهي براء منكم اقف امام المراءه حتي تري الملامح الافريقية في انفك الضخم

  4. الطيب دلوكة لا سلم الله فاك ياعنصري الم تعلم بان الاسلام يدعونا الي فضائل الاعمال وان اشرها حصايد السنتنا والله انك لست بطيب ,كيف ترضي بالله عليك ان تضيع شبرا من ارض المسلمين وتدعها لقمة سائغة الي من تعلمهم اذا كان لك عقل رشيد ,يا بن دلوكة أهذه مبادئ الدعوة التي تعلمتها و رفعتم شعارها في ذلك اليوم النحس الذي اتيتم فيه ,والله ليس المسلم من يبيع ارضه ليمكن منها الكفرة وبعده يتمكنون منه, وللاسف الشديد انك تدعي الفطانة , وانني ادعوك دعوة مسلم صادق ان تنزع الحقد والعنصرية من قلبك وانظر الي الناس علي انهم سواسية كما امرنا حبيبنا صلي الله عليه وسلم,يا بن دلوكة تقولو انك مهندس الم تقرأ التاريخ كيف نشر الصحابة والتابعين رضي الله عنهم الاسلام في جميع انحاء الارض مع العلم انهم كانوا عربا شديدي بيض الجسم مسترسل شعر راسهم ليس لهم انوف فطساء ولا بشرة سمراء و لشعر كحب الفلفل , نعم نشروه بهندسة عالية ليست بهندسة منبر الظلم والعنصرية. هل قرأت يوما تاريخ الاندلس كيف انتهت دولة المسلمين ,يابن دلوكة لا تنسي انك مسلم لا تبيع ارضك مهما كن الثمن الا إذا كان ثمنها الجنة و إلا فلا.

  5. والله أعقل زول الطيب مصطفي..الحمد لله الذي أذهب عنا الاذي وعافانا..وياغريب يلا لي بلدك

  6. [SIZE=5]لا فض فوك يا اخى الطيب بما يعنى هذا الاسم من معانى الطيبه والحنان الذين هما شيمه اهل السودان وكما قلت الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن والظلم والحقد والاجرام والامراض والمشاكل وعافانا والله اكبر على عرمان وعقار والمر وليس الحلو .[/SIZE]