قير تور
لون الظلم
لكن أن تقاوم الظلم بشراسة وتنادي الآخرين بالتضامن معك ضد من تظنه ظالمك فهذا يعني أنك لا ترضى سوى (العدل والمساواة)..
والباحث عن المجد يبتعد قدر الإمكان عن الصغائر.. والصغائر هي تلك التي ينتقدها في البداية شفاهة بلهجة هادئة وهو آمل في وجود آذان صاغية لما يقول.. ثم ترتفع نبرة الصوت إلى مرتفع..
والحديث المسموع من بعيد قد يتطور إلى مرحلة أخرى عندما يجد المتحدث نفسه بحاجة لإستخدام ساعده للحصول على ما عجز عنه بالكلمات..
وهذه كلها ليست غريبة ولا تدهش أحداً.. إنما المدهش أن تكون منادياً بما تريد على من تظنه عدواً وبطريقة ما.. قد تكون متعمّداً او غافلاً.. تكون كل الصفات التي تلصقها على عدوك ظاهرة عليك.
وبيان الصفات تكون بطريقتين: إما أنك تعرف نفسك ظالمٌ لمن تريد وقوفه معك ضد من ظلمك ومع سبق الإصرار والترصد لا تتزحزح ابداً عن موقفك، أو أنك غير مدرك للوضع وإذا اراد أحدهم تنبيهك تثور عليه وتعزله لأنه أخطأ السير.
وإذا استمرت الأمور هكذا فأنت ذهاب بلا محالة إلى إضافة المزيد من الصفات أقلها وصف ما يأتي منك بـ(عار عظيم).
ولنكون واقعيين جداً.. نذهب معاً على نفس الطريقة التي كنا نسافر بها عندما كنا في المرحلة الإبتدائية بالصف الرابع والجغرافيا التي تبدأ بالرحلات.
ورحلتنا الجميلة هذه أختارها لك عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة إلى واحدة من مدن جبال النوبة (الدلنج).
وفي تلك المدينة توجد جامعة تحمل اسم المدينة أنشئت قبل سنوات مضت وهي لا تزال حية تعيش رغم الصعاب.
ولكن تلك الجامعة.. ظهر لها ما يجعلها تعاني، فالتدهور يزداد كل يوم والصراخ وصلنا هنا رغم بعدنا، فالآلام تنتقل كالمرض الفتاك.
وصاحب منصب رفيع بتلك الجامعة -قد يكون أرفع المناصب بالجامعة- المنحدر من تلك الجهة الجغرافية التي ارتفعت اصوات ابنائها بظلم (الجلابة) لهم.. ينصب نفسه جلابيا جديدا أمام من هم دونه في الدرجة الوظيفية. وما كان منتقداً عند شعور اخوانه بالظلم يأت به اليوم..
وفي العام السابق كان تعيين مساعدي التدريس البالغ عددهم حوالى (17) من جهة صاحب المنصب الرفيع الجغرافية.
وكان أحد خريجي الجامعة من دفعة العام 2000م يصاب بالدهشة لأنه كان حاصلاً على المرتبة الأولى في دفعته.. وسبب الدهشة ان من احرزوا درجة اقل منه تعينوا فالإمتياز ولم يسعفه.. وكانت الدهشة تزداد اكثر عندما أدرك أهمية الجهة الجغرافية.
وزيادة أكثر من ذلك أن الحادث الذي قام فيه الطالب بضرب أستاذه بالـ(بونية) داخل قاعة الدراسة لم ينته الا بالأجاويد لأن فلاناً الذي فعل هذا وجد التعاطف من ذاك الكبير الآتي من نفس الجهة الجغرافية.
ولعلم القارئ والقارئة فالظالم والمظلوم في جامعة الدلنج ليس من بينهما من ينتمي إلى أي من الولايات (الشمالية- نهر النيل- الجزيرة). ولنا عودة بإذن الله.
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 992- 2008-08-18 [/ALIGN]