تحقيقات وتقارير
عامل بمصنع الجنيد: تم تخييري بين التزوير أو الفصل..!!
يطيب لي في البداية أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير لصحيفتكم الغراء التي ظلت تمثل نبض الضعفاء والمقهورين ببلادي، واتمنى لهذه الصحيفة التي باتت من موروثات الشعب السوداني كل التوفيق والازدهار والبلاد تستشرف عهداً جديداً.
وسبق لي أن قمت بعرض قضيتي عبر صحيفتكم، وأوضحت الظلم الذي حاق بي من قبل إدارة مصنع سكر الجنيد، وكان هدفي الأساسي هو لفت نظر المسؤولين بالدولة لمظالم الشريحة الأكثر انتاجاً والاقل تقديراً، غير أن إطلالتي عبر صحيفتكم لم ترض البعض، وجلبت الي الكثير من المشكلات التي واجهتها بكل شجاعة، وذلك لأنني على قناعة تامة بأن الأرزاق بيد الله، وان دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى يوم القيامة، ومشكلتي تمثلت في اصابتي بداء عندما كنت أعمل في قسم الحصاد، وبقرار من القمسيون الطبي، وهو أعلى جهة مرجعية طبية في البلاد، كان يجب نقلي الى قسم آخر، وذلك لأن آثار ومخلفات حريق القصب تؤثر على صحتي سلبا، ولكن الإدارة ضربت بهذا التقرير عرض الحائط، وظللت اعمل متحملاً المعاناة شهرين كاملين، وبعد أن ساءت حالتي تم تحويلي الى القسم الزراعي بدون مهام، وهو امر رفضته، وذلك لأنني اريد ان اعمل في اي قسم آخر، وبعد أن قمت بعرض قضيتي عبر صحيفتكم، تعرضت لحرب علنية من المدير الاداري للمصنع ومفتش شؤون الافراد اللذين طالباني مباشرة وبواسطة النقابة، بالاعتذار عبر صحيفة «الصحافة»، ولما رفضت طالباني بتزوير التقرير الطبي أو مواجهة مصير الفصل عن العمل، علما بأنني في الخدمة المستديمة، ولكن لم انصع لطلبهما الذي أرفضه جملةً وتفصيلاً، وذلك لأن التزوير عمل لا يليق بالمسلم حتى لو كان مجبراً، وأعتقد أن تهديدي بالفصل لا يمثل لي هاجساً او مشكلة، وذلك لأنني مؤمن بأن الله هو الرازق وليس الافراد، ولكن أكثر ما يحزُّ في نفسي أن تكون ممارسات بعض المسؤولين على هذه الشاكلة التي تخصم كثيراً من رصيد مصنع سكر الجنيد وشركة السكر السودانية، وتوضح أن مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب غير موجود، رغم قناعتي التامة بوجود مسؤولين جديرين بالاحترام في مصنع الجنيد، وأؤكد أنني لا أخشى الفصل عن العمل، ولا الذين يعملون ضد توجيهات رئيس الجمهورية الداعية لمحاربة البطالة وتشغيل الشباب، وحقوقي القانونية سأبحث عنها في ساحات القضاء السوداني النزيه والعادل، وفي محكمة العمل، وعند لجنة حقوق الإنسان، ورغم مرارات الظلم الذي حاق بي من بعض الذين يعتقدون أن المؤسسات الحكومية ملك لهم، وأنهم دائمون فيها، اتمني دوماً التوفيق لمصنع الجنيد ومجتمعه الذي تعلمنا منه الشجاعة في مواجهة الظلم والظالمين.
وشكراً
عبد الرحمن الرشيد
عامل بمصنع سكر الجنيد
والله والله وتالله .. إن لم تتلمس الحكومة أمثال هؤلاء فرداً فرداً وتفصل في دعواهم وهم ملايين الصابرين .. وبيان الحقوق .. لن تقوم لهذا البلد قائمة .. لأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..