تحقيقات وتقارير

ولا يزال الرفاق يبكـــون على التنــوع

[JUSTIFY]بتُّ عندما أقرأ كلمة «التنوُّع» أتحسّس مسدسي!!
أقول ذلك بين يدي تلك المناسبة التي أُقيمت في الخرطوم بعنوان: «الندوة الإقليمية حول إدارة التنوع في إفريقيا».. لافتات تحيط بمكان الانعقاد وتغطي الكباري جميعها وتمتد تغطيات الندوة عبر البحار وتُنشر أخبارها عبر الفضائيات ونشاهدُها في قناة الجزيرة الفضائية وتشارك فيها عددٌ من الدول الإفريقية!!
الندوة الإقليمية حول التنوُّع.. إذن فهي ندوة إقليمية تنعقد حول «التنوُّع» في الخرطوم ليس خلال تلك الأيام النحِسات حين كانت الخرطوم بل والسودان جميعه مُبتلى بالجنوب الذي عكَّر صفوَه وأحال حياتَه إلى جحيم ونومَه إلى سهر وملأ سماءه برائحة الموت والخراب وإنما بعد أن انعتقنا من الجنوب وأثقاله وبعد أن أصبحت الخرطوم مسلمة بنسبة 79% وبات التنوُّع غريباً لا تراه إلا بالمجهر وقد حلَّ مكانَه التجانس وما عاد الفار زوجاً للقط ولا الشحمة زوجة للنار ولا الليل رفيقاً للنهار!!
من الذي عقد الندوة؟! إنها تنعقد باسم «الهيئة القومية للبرلمانيات السودانيات»!! علامات استفهام كثيرة تجول في رأسي!! لماذا تنعقد الآن بعد أقل من شهر من زوال كابوس الجنوب وذهاب باقان وقبيله عن بلادنا؟! ولماذا تنعقد في الخرطوم وليس في أيٍّ من البلاد الإفريقية الأخرى؟!
لم أنقِّب أكثر من ذلك وإنما أردتُ فقط أن ألفت نظر الغافلين ممَّن تمرَّر الأجندة «الخفية» من تحت أناملهم وهم في غمرةٍ ساهون.. فهمتُ شيئاً مما كنتُ موقناً به عندما استمعتُ إلى أستاذ جامعي سوداني يتحدَّث من قناة الجزيرة «تخيَّل» وهو يعلِّق على انعقاد الندوة هذه الأيام بعد أن انفضَّ سامر التنوُّع ولم يبقَ من محبيه إلا «الرويبضة» وثلة من العملاء فردَّد العبارة التي يعشقها الرفاق وبنو علمان «أخفقت الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال في إدارة التنوُّع الأمر الذي أفضى إلى الانفصال»!! إذن فإن من يتحدث تم اختيارُه بعناية ليهرف بهذه العبارة التي يرفض بنو علمان أن تُقبر ويغادر ذكرُها أسماعَنا!!
كذلك فإن بني علمان لا يزالون يقيمون سرادق العزاء ولم يرفعوا «المناحة» على أعمارهم التي أضاعوها سُدى كما أضاعت الجنُّ عمرَها في العذاب المهين وهي تنصَب وتجهد أمام جثمان النبي الملك سليمان الميت جرّاء غبائها وغفلتها وجهلها! إنهم لا يزالون يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حزناً على «التنوُّع» الذي قضى وانقضت معه بحمد الله وحدة الدماء والدموع.. إنه حال الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً!!
لفت نظري أمران وأنا أتمعَّن في أبعاد انعقاد هذه الندوة الآن وهو «جَلَد» هؤلاء الرفاق ومن يؤازرونهم في الخارج ممن «يدفعون» من أجل إقامة هذه الندوات «اللهم إني أعوذ بك من جَلَد الفاجر وعجز الثقة»!! مرّ الفاروق عمر براهب نصراني معتزل الناس في قمة جبل وداخل كهف فقرأ عمر الآية «عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية»!!
لماذا يا تُرى يجهدون في باطلهم ونتقاعس عن الذود عن حقنا؟! لماذا يمرِّرون الأجندة من تحت أعيننا؟! لماذا نكون في حالة دفاع مستمر بعد أن كنا مهاجمين؟! لماذا وأين الدبابين وروح الدبابين وإخوان الدبابين؟!
الأمر الثاني هو أنني لا أشك لحظة في أن غثاءً كثيراً خرج من تلك الندوة التي تنعقد ونحن نُعِدُّ العدة لإصدار دستور يعبِّر عن جمهوريتنا الثانية بعد أن غادرنا «الجنوب» المعوِّق الأكبر للتعبير عن هُويتنا التي توحَّدنا حولها الآن وانتهى عهد «الدغمسة» وبات الإسلام عزيزاً وقوة غالبة ومدوِّية وخنست الأصوات التي كانت تتحدث قبل أشهر قليلة من الانفصال عن «حقوق غير المسلمين في العاصمة القومية» بينما المسلمون يُقتلون في الجنوب وتُقتل قياداتُهم ويُذبح دعاتُهم ولا مفوضية تحمي حقوقهم على غرار تلك التي أنشأتها نيفاشا «أنزل الله عليها غضبه» لغير المسلمين في الشمال، بالرغم من ذلك أقول إن الندوة قد تكون انعقدت بمشاركة بعض البرلمانيات غير المتهمات في دينهنَّ أو غير المنتميات إلى قبيلة بني علمان لكن العبرة بالنتائج والعبرة الأخرى الأهم تتمثل في أهمية الانتباه واليقظة عند إقامة المؤتمرات الإقليمية والدولية أو تمرير الشعارات التي لا يُراد لها إلا أن تكون خنجراً مسموماً ينهش في أجسادنا فمن يقرأ كلمة «التنوُّع» عليه أن يتمعَّن بين السطور حتى لا تنطلي عليه الخُدعة فلكم خُدعنا ولكم لُدغنا من مئات الجحور مئات المرات!!
[/JUSTIFY]

الانتباهة

‫7 تعليقات

  1. الزول ده إما معتوه أو أصابه مس من الجنون ، ولو ترك له الحبل علي القارب سوف يورد البلاد الي التهلكة .
    وحفاظاً علي الأمة والبلاد يجب قتله أو نفيه .

  2. لافُض فوك أخي الطيب مصطفي..ولا عزاء للناعقين على أنقاض الوحدة مع الترلة المنفسة…

  3. للاسف الشديد كل مقالاتك و كتاباتك تفوح منها رائحة العنصرية و الاستعلاء و التفرد بالعداء السافر للاخوه الجنوبين و لا ننكر انهم اخوة لنا و فيهم من هو مسلم و من هو مسيحى و من لا ديانـة له و الاسلام اوصانا بحسن المعاملة و لا ان لا نتعالى على البشر من اى ملة كانوا و نحببهم للاسلام و المسلمين ؟
    بعد الانفصال و الذى لم يكن فى حسبانا يوما ان يتفتت الوطن الواحد و نفقد جزء عزيز علينا من ارضه و شعبه و ليس كل ابناء الجنوب بقتله او متمردين كما يحلو لك نسميتهم و فيهم من تزوج من الشمال و له اطفال و اسر لا حصر اها تعيش بين اخوالهم و اعمامهم هل نطالبهم بالرحيل لانهم من الجنوب خافوا الله فى العباد و يكفيكم ما ال اليه السودان فى عهدكم و اشبعتوا الناس بالهموم و الفقر و العزله و الاهانة و التعالى و النظره الدونية لكل من لا ينتمى الى الافقار الوطنى ؟
    لقد صبر الشعب السودانى على ما انابـه من مصائب و اثقل كاهله العناء فى البحث عن لقمة العيش الشريف و لكن هيهات هيهات ارتفاع الاسعار و قلة المورد و الدخل المحدود يقف امامـه حائط صد و يعود الى اهله مكلوما محسورا و يشاهد بام عينه القصور و الحور و المركبات الفارهة و الخدم و الحشم و يسأل نفسه المهتريه من اين لهم هــذا ؟؟؟؟؟؟
    الكل يعلم و ما زالت اطلالكم تحكى تلكم الايام التى سبقت الانقاذ و كيف كان حالكم و احوالكم و الشواهد كثر و لكن الانقاذ لم تأتى الا للانقاذ فئــه على حساب اخرى .

  4. عن اى هوية يتحدث هذا الرجل … السودان بلد افريقى متنوع الآعراق .. يظهر ان بياض البشرة اعجب هذا الشيخ الموهوم و ظن انه من طين غير ما ورد فى قوله تعالى لقد خلقنا الآنسان من سلالة من طين … و قوله تعالى ان مثل عيسى عند الله كمثل أدم خلقه من تراب … اظن ان هذا الشيخ المخبول من انصار فرضية داروين التى قسمت البشر الى اكثر من 14 مرتبة … فرضية البقاء للآصلح ولدت من رحم مفهوم الآنتقاء او الآنتخاب الطبيعى الذى فسره داروين … الفرضية تتحدث ان سيطرة عرق على الآخر تكون ممكنة و سهلة فى حال وجود فوارق عقلية … زوال هذه الفوارق بين اهل السودان اجج الصراعات الماثلة امامنا فى الجنوب سابقا و حاليا فى دارفور و كردفان و النيل الآزرق .. سيطرة عرق على الآخر او قبيلة على الآخرى اصبحت من المستحيلات … اذا لم يرعو امثال هذا الشيخ سيتحول السودان الى دويلات … انعم الله على الجنوب بأن نال استقلاله من قرف الشمال و من نقم الله على الشمال ان نبت فيه امثال الطيب مصطفى … لا يوجد سلام عادل وأخر ظالم و تسمية المنبر دلالة على جهل من تبنوه … العدل فقط و ليس غيره هو من يصنع السلام … التنوع و التضاد هو مدعاة للآنصهار و التقدم … طبيعة الآشياء اثبتت ان الآقطاب المتشابهة تتنافر و المختلفة تتجاذب … و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفو ان اكرمكم عند الله اتقاكم !!!!

  5. بالمناسبة يا الطيب مصطفى لاتظن انك عربي ، انت افريقي وفي نظر الجميع لافرق بينك وبين باقان اموم ، اتحداك واتطلع من السودان واسأل اي شخص أنت واسحق فضل الله ،حايقول أنه لايعرف الفرق بينك وبين باقان او سلفاكير او اي جنوبي أو اي شخص من دارفور.
    و بالمناسبة المسلمين في الجنوب اكثر من المسيحيين
    بس لكن يا ناس الجبهة صدركم طلع ضيق جدا بهم لأن الجنوبيين الوحيدين الذين يطالبون بحقوقهم المنهوبة

    ارجوك ياباشمهندس بطل العنظزة والتكبر وخليك واقعي وانت انسان كبير في السن ، ما في داعي لاثارة مثل هذه الموضوعات التي لاتسمن ولاتغني من جوع
    الجنوبيون انفصلوا ماعيزين يرجعوا حتى لو ضمنتوا لهم الجنة والله العظيم
    اتركوهم في حالهم
    زي ما قال عوض دكام الله يرحمه
    القدم بالقدم
    مع تحياتي

  6. ياباشمهندس ، بالمناسبة لاتظن انك انت عربي والجنوبيون افارقة ، اتحداك اطلع من السودان واسأل أي شخص انت واسحق فضل الله حايقول ليك لافرق بينك وبين باقان وسلفاكير ، وزي ماقال عوض دكام القدم بالقدم

    الجنوبيون انفصلوا وما حايرجعوا لوضمنتوا ليهم الجنة

    شوف ليك قضية تانية العب عليهايا باشمهندس

  7. الأستاذ الجليل / الطيب مصطفي

    قلت أن الخرطوم أصبحت مسلمة بنسبة 79% ، دعنا لا ننسي أن هناك واحد وعشرين بالمائة مطلوب منا أن نقول لهم بصوت جهوري أن حقوقهم محفوظة وأنهم سودانيون لا فرق بينهم وبين أي سوداني أخر ، لهم كامل الحقوق وعليهم واجبات مثلهم مثل غيرهم ………
    مثل هذه الرسائل تطمين الأخر وتقول له أن إنفصال الجنوب ليس بداية للإستفراد به ودفن معتقداته والنيل منه.