حوارات ولقاءات

الشريف صديق الهندي : إشراقة جلبت أدبيات الشيوعيين للحزب

رغم الانسلاخات والانشقاقات التي ضربت الحزب الاتحادي الديمقراطي في السنوات العشرين الماضية ضربا، الا ان بوادر اختلاف الرأي بين أعضاء الحزب الاتحادي الديمقراطي (المسجل) الأخيرة أفسدت للأشقاء الإتحاديين قضيتهم، وبلغ الخلاف حد فصل (14) عضوا على رأسهم الشريف صديق الهندي (تيار الاصلاح) وتجميد عضوية (8) آخرين، كأول سابقة في تاريخ الحزب منذ تأسيسه، (الرأي العام) جلست لطرفي الخلاف لفك شفرة النزاع بينهما.

270814321108001 الشريف صديق الهندي:
إشراقة جلبت أدبيات الشيوعيين للحزب قرار الفصل بالنسبة لنا (كأنه لم يكن)

* بعد أن تم فصلكم من الحزب ماذا أنتم فاعلون؟
– قرار فصلنا بالنسبة لنا كأنه لم يكن، لا أساس له دستورا وقانونا او في العرف او التقليد لأنه صدر من لجنة تحقيق غير شرعية ولا وجود لها من جهة غير شرعية.
* أي – أنكم لن تتقدموا باستئناف أو طعن فيه؟
– الفصل ليس من اختصاص لجان التحقيق، وهو من صميم اعمال رئيس الحزب، ويبدو أن من كلفها لاتخاذ مثل هذا القرار اضعف من ان يتخذه اصالة عن نفسه، لذا رمى بالمسؤولية على أعضاء اللجنة، وبينهم من ينطلق من مرارات او مطامع أو أحقاد ليست من تقاليد الاتحاديين.. فمن يفصل من؟
* هذه المرة الاولى التي يتم فيها قرار بالفصل في خلافات الاتحاديين؟
– هذه جاءت من افكار الملحقين بالحزب وليس الاتحاديين الاصليين، انهم (اتحاديو زمن الغفلة)، لان الاتحاديين يعرفون ان عضوية الحزب امر مقدس لا يملك احد التصرف فيه وهو سلطة المؤتمر العام، لذا – وطوال عمر اختلاف الاتحاديين – لم يتم فصل عضو او تجميد عضوية اي من منتسبي الحزب.
* اذن من اين جاء فصلكم؟
– هذه ادبيات الشيوعيين التي جلبتها اشراقة والذين انسربوا من خلال باب مبادرة الحوار الشعبي التي سمحت لعدد من الانتهازيين للدخول إلى الحزب وخرج منه الحادبون على شرفه.
* من هم الحادبون على شرفه؟
– الذين اسسوا الاحزاب الاتحادية الاخرى.
* لكن لجنة الانضباط والمحاسبة هددت بمقاضاتكم حال استخدمتم اسم الحزب او اسم مؤسساته؟
– (لما يتحول الحزب الى شركة استثمارية فليتقدم هؤلاء لمنعنا من استخدام اسم الحزب)، ثم من كان اولى بالمحاسبة.. من باع تقاليد وتاريخ الحزب مقابل وظائف معدودات؟ ام من يطالب بعودة الديمقراطية من خلال مؤتمر عام ديمقراطي؟
*قالوا انهم سيقاضونكم؟
– فليسرحوا ويمرحوا، وليذهبوا الى اعلى درجات التقاضي.
* من اين تستمدون مشروعيتكم؟
– نستمد مشروعيتنا من الحق الطبيعي، حق القاعدة لانشاء المنظمات السياسية وهو حق دستوري وقانوني لا يمكن أن يترك لقلة أن تستبيحه من أجل مآربها. وكيف يكون هناك حق مطلق للامين العام السابق في التصرف بما يشاء.. لا صلة له بقواعد الحزب وقضاياه وهو الذي شطب اسمه من ضمن قائمة المؤسسين للحزب في العام 1999م وعاد بشخصه قبل المبادرة بستة اشهر، فمن هم اصحاب المشروعية؟، ورخصة العمل هي رخصة ارادة الافراد (لا رخصة ادارة طاحونة).
*هم ايضا يعتبرونكم قلة؟
– قلة نحن ام هم؟ الذين لا يزورون اعضاء الحزب في الولايات، وحتى حين يحطون رحالهم في تلك الولايات لا يستظلون بديار الاتحاديين. (وانا اتحداهم لو يعملوا مؤتمر عام بمائة شخص حتى في مسقط رأسهم).
*ولكنكم صبرتم طوال هذه الفترة منذ العام 2005م ولم تطالبوا بقيام المؤتمر العام؟
-انتهت فترة المؤتمر العام السابق في يونيو 2005م واصبح الوضع بعد ذلك مخالفا للدستور، وبعد انعقاد اللجنة المركزية بعد ممانعة مستميتة لئلا تنعقد، تم اتفاق بالاستمرارية وكانت فتوى مجلس الاحزاب ان يتم الاتفاق في ديسمبر (2006) ولا يمكن ان تكون هذه الفترة مطلقة، وفي سبتمبر قبل عامين قررت اللجنة المركزية قيام المؤتمر في الفترة بين 19 ديسمبر الى الأول من يناير 2007م وحسم الامر، الا ان الامين العام السابق جمد وعرقل عمل اللجنة الى ان جاءت الانتخابات وخضناها بلا اجهزة شرعية، واستغل الامين العام جو الانتخابات في عقد صفقات مع السلطة، وحاز جراء ذلك على اربعة مقاعد مع زملائه، وساند مرشحي حزب المؤتمر الوطني ضد مرشحي حزبه، خاصة في ولايتي الجزيرة والنيل الابيض.
* هناك إتهام لكم بأن كل الاجراءات التي تمت تهدف من ورائها إلى القفز لرئاسة الحزب، ولكن عن طريق الوراثة؟
– اسرة الشريف الهندي ليس لها مقعد ممتاز في اي حزب ولأفرادها الحق المطلق في الانضمام الى اي حزب، لاننا كأسرة لدينا مسؤوليات تاريخية تجاه الوطن، وبالتالى من يتقدم لوراثة الشريف يتقدم لتحمل اعباء تاريخية وليس للتوظيف والوزارة والاراضي.
*هذا التصعيد الناشب بينكم وتيار الدقير ألا يقف في وجه الوحدة الإتحادية؟
– ما يقف امام وحدة الاتحاديين أمران: ممارسات القيادة التنفيذية السابقة في كل فصائل الاتحاديين، وتبؤ مقاعد السلطة، والامر الآخر ذوبان الحزب في المؤتمر الوطني.
* هذا يعني إنقطاع الأمل في وحدة الإتحاديين؟
– مطلقا.. حركة الاصلاح لدى الاتحاديين كافة تهدف الى القضاء على هذين السببين لافساح الطريق امام وحدة الاتحاديين، وعقد هذا الاسبوع اجتماع في هذا المكتب (يقصد مكتبه بمقر الحزب الكائن في شارع المهاتاما غاندي والمعروف بشارع الدكاترة) ضم بعض فصائل الاحزاب الاتحادية والافراد، واتفقوا على انشاء وهيكلة هذا الاتفاق السياسي تحت مسمى الحركة الاتحادية مع بقاء فصائلهم واحزابهم مستقلة الى حين إنشاء مجلس يتكون من خمسة اعضاء ممثلين لكل حزب، بالاضافة لخمسة ممثلين للاتحاديين الافراد لقيادة العمل الوحدوي والتنسيق السياسي فيما بينهم وصولا الى الوحدة التي ستتوج بمؤتمر جامع للحركة.
* وهل تيار الدقير جزء من هذه الوحدة المرتقبة؟
– تيار الدقير اقرب للوحدة مع المؤتمر الوطني لا الإتحاديين.
———-

اشراقة سيد محمود:
الشريف صديق الهندي كادر جبهة قومية إسلامية إعلان تيار الهندي قيام مؤتمر في أكتوبر (لا يخصنا في شئ)

* لأول مرة في تاريخ الحزب يتم اتخاذ قرار بفصل عدد من عضويته وهذه ليست من سنن الاتحاديين؟
– لسنا سعيدين اطلاقا بقرار الفصل في الحزب، لكن القرار كان واجبا اتخاذه لضبط الانفلاتات التي وقعت، ولاننا من ابرز المفاهيم التي نرتكز عليها في حزبنا الحسم العادل ولدينا آلية عادلة لحسم كل ما يخل بعمل المؤسسة ولم نكن اطلاقا في يوم من الايام نفصل احدا من الحزب وعانينا كحزب حركي وحزب وسط من اشكالات في التنظيم، لذلك العملية التنظيمية داخل الحزب ليست هي مثل الاحزاب الاكثر تنظيما في اليسار او اليمين، ورغم كل هذا استطاع الحزب بعد عقد مؤتمره الاساسي في العام 2003م ان يكون مؤسسات قوية جدا وصارمة ديقراطية وممتدة، والذي حدث من هذه المجموعة (تيار الهندي) بدأ قبل ثلاث سنوات من تاريخ الفصل، وجرب الحزب ومؤسساته كل الطرق للوصول الى حلول لهذه الاشكالات من داخل المؤسسة، لكن ارادت هذه المجموعة ان تناقش هذه القضايا خارج المؤسسة وهذا شئ لا يشبه تقاليد المؤسسية في شئ ثم بدأوا في نشر اسرار الحزب في وسائل الاعلام. واستدعت اشخاصاً من خارج الحزب لتناقشهم في قضايا الحزب. كل هذا تم الصبر عليه الى ان بادرت بحل المؤسسات الموجودة وعدم الاعتراف بالشرعية ثم اتخذت قرارات باعفاء قيادات الحزب.
* أنتم متهمون بإدخال أدبيات الشيوعيين في إدارة الحزب؟
– اولا انا اتحادية مذ كنت في الرابعة عشرة من عمري وشغلت مناصب في الحزب منذ المرحلة الثانوية الى جامعة الخرطوم ولاول مرة في تاريخ الجامعة كنت رئيسا لرابطة طلاب عطبرة ممثلا للطلاب الاتحاديين وفي ذلك الوقت كان صديق الهندي عضوا بالجبهة الاسلامية القومية وانضم للاتحاديين في العام 1988م.
* ولكن يبدو ان الخلاف حول عدم دستورية المؤسسات القائمة الآن؟
– ظل صديق الهندي يتحدث كثيرا عن عدم الدستورية، لكن الحزب عقد مؤتمره في العام 2003م، وبعد رحيل الشريف زين العابدين الهندي اجتمعت مؤسسات الحزب وفوضت الامين العام للقيام بمهام الرئيس الى حين قيام المؤتمر العام وواجهت الحزب صعوبات في انعقاد المؤتمر العام قبل الانتخابات واجتمعت مؤسسات الحزب للنظر في قيام المؤتمر العام قبل الانتخابات ام بعدها؟ واتفقت على ان يقوم المؤتمر بعد الانتخابات ليهيئ الفرصة لمزيد من الحراك وسط جماهير الحزب في الولايات لتكون على استعداد لمسألة البناء القاعدي، وتم ذلك بالفعل بعد الانتخابات، وخاطبنا الولايات مباشرة بأن تعقد مؤتمراتها، وبعد ذلك تمت اعمال رئيسية وتفصيلية تتعلق بقيام المؤتمر وهذا واقع عملي وكنا على استعداد لعقد هذا المؤتمر في يناير الماضي واجل الى اكتوبر، والآن سيقوم في موعده.
* تيار الاصلاح اعلن عن قيام مؤتمر عام للحزب في أكتوبر أيضا؟
– هذا لا يخصنا في شئ.
* هذا يعني ان الخلاف ليس هو قيام المؤتمر من عدمه؟
– عدم الدستورية ليس هو الجند الرئيسي للهندي، فحتى العام 2009م كان صديق الهندي هو نائب الامين العام بالتعيين، وقبل هذه المهمة ومكث في منصبه لفترة لماذا اذا كانت هذه المؤسسات غير شرعية قبل بالتكليف؟، وايضا كان رئيس اللجنة السياسية ويقوم بمهامه، بجانب انه ترشح في الانتخابات الماضية عبر مؤسسات باسم الحزب، واجازته مؤسسة الحزب في ود مدني ولم يتم ترشيحه كفرد واخذ تمويلا من الحزب، ولم يقل حينها ان الحزب غير شرعي وغير دستوري، نحن نريد ان نحتكم للديمقراطية وصديق الهندي يريد ان يأتي لرئاسة الحزب دون المؤتمر وسعى لذلك كثيرا، واجراءاته الاخيرة محاولة منه لقطع الطريق امام المؤتمر العام، ويبدو انه ليس هناك مقدرة حقيقية على التنافس الديمقراطي.
* لكن الفترة الزمنية بين المؤتمر التأسيسي الى اليوم أليست فترة طويلة؟
– هناك فتوى من مجلس الاحزاب بان قيام مؤتمر عام وقومي للحزب يحتاج الى وقت وجهد وامكانات مالية، وبالتالي وفقا لظروف الحزب، خاصة بعد رحيل الشريف زين العابدين، يجب استمرارية اجهزة الحزب واللجنة المركزية والمكتب السياسي والامين العام بكامل صلاحياتها الى حين قيام المؤتمر العام.
* أنتم قلتم إنه سوف تتم مقاضاتهم حال استخدموا اسم الحزب في نشاطاتهم ومخاطباتهم، وهم متمسكون بكونهم إتحاديين أصيلين في الحزب، فكيف ستتعاملون مع هذه القضية؟
– كان رد مسجل مجلس الاحزاب والتنظيمات السياسية على فتوى منه حول شرعية الاجهزة الحالية هو ان الفترة المقررة قانونيا للاجهزة لا تعني تلقائيا حلها وفقدانها اذا كانت هناك ظروف موضوعية تحول دون انتخاب اجهزة بديلة، وبالتالي سنقاضيهم وسنرى من هو الشرعي والدستوري، وهو امر يسير بالنسبة لنا لانهم فقط (14) فردا وبقية المؤسسات موجودة، وعليهم ان يثبتوا انهم يمثلون المؤسسات، ونحن سنثبت اننا المؤسسات وسننجح في ذلك، وبالتالي لن يستطيعوا التحدث باسم الحزب بالقانون.
* هل من صلاحيات لجنة الإنضباط والمحاسبة إصدار قرار بالفصل والتجميد؟
– انا لست عضوا في اللجنة التي يرأسها مولانا بروفيسور احمد التجاني الجعلي لكني اعلم الحيثيات التي استندت اليها في الدستور وفق دستور الحزب وتتيح للجنة تلك الصلاحيات حسب المادة (20) في دستور الحزب والمادة (14- ح) واللجنة قرارها نهائي حال عدم تقدم العضو المعني بالاستئناف في الفترة المسموح بها.
*وإذا تقدم؟
– تفصل في ذلك اللجنة السياسية وقرارها حال وافق قرار اللجنة أو خالفه فهو ملزم ونهائي.
* تلك الخطوة ألا تقف عائقا في طريق وحدة الإتحاديين؟
– نحن نأسف في هذه المرحلة التي ينبغي ان يتحدث فيها الناس عن قضايا كبرى وطنية مثل مرحلة ما يتوجب علينا فعله في المشورة الشعبية والاحداث في ولاية جنوب كردفان والنيل الازرق ما كان ينبغي لنا ان نتحدث عن خلاف، ولكن حتى نقوم بواجبنا الوطني علينا الالتفات الى مؤسساتنا الحزبية وضبطها واحكامها بما يجعلها تؤدي دورها تجاه القضايا الوطنية. وأؤكد اننا نؤمن ايمانا قاطعا بأن وحدة الاتحاديين هي الطريق الى الوطن وسنسير في هذا الاتجاه بالشكل الصحيح.
* صديق الهندي في لجنة الوحدة طالب بحل مؤسسات الحزب حتى تتم الوحدة الإتحادية؟
– نحن لم نرفض الوحدة، فقط نرجو عندما تكون هناك وحدة اتحادية ان نكون جميعنا في مؤتمر يؤدي الى قيام مؤسسات جديدة، لكن ليس لنا الحق اطلاقا في حل مؤسسات وجدت عبر مؤتمر عام وهذا لا يعني أننا لسنا مع الوحدة.
* تيار الإصلاح يتهمكم بتذويب الحزب في حزب المؤتمر الوطني؟
– الشراكة التي يحاول ان يهاجمنا بها، بدأها الراحل الشريف، وكان صديق الهندي جزءاً منها ولم يقل هذا الحديث اثناء حياة الراحل يوما، وكان رئيسا للجنة النقل في المجلس الوطني. فمن الذي عينه؟

الراي العام
اجرت المواجهة: أم زين آدم