جزيرة توتي مهددة بالزوال.. كوبري المك نمر .. وتوسعة شارع النيل تسببا في الانجراف
مخاطر الغرق
تعتبر جزيرة توتي من اولى المناطق التي تأهلت بالسكان في منطقة الخرطوم ويرجع تاريخها الى (500) عام حسب مصادر محلية وتبلغ مساحتها (950) فدانا . وربما حددت الوحدة القياسية بالفدان لطبيعة توتي الزراعية .وتوتي واحدة من اجمل الجزر النهرية على نهر النيل بحيث تتميز شواطئها بطبيعة رملية جاذبة للاجانب والمحليين الى جانب الطبيعة الخضراء وكثرة البساتين والاشجار غير انها تتعرض لمخاطر الغرق في مواسم الدميرة و معرضة لخطر الانجراف حسب تقرير اليونسكو في حال عدم اتخاذ تدابير تمنع من تزايد الهدامات نتيجة قيام مشاريع على مجرى النيل الازرق وانشاء كورنيش على شارع النيل المقابل للشاطئ الجنوبي لـ(توتي ) وتقول الدراسات الهندسية والبيئية ان قيام كورنيش على النيل سيؤدي الى حدوث ضيق في مجراه يزيد من قوة التيار الذي يودي الى تضاعف قوة ارتطام الامواج في الجانب الآخر ذات الطبيعة الهشة ويحدث ما يسمى بالهدام وهذا ما سيحدث لجزيرة توتي , مشروع توسعة شارع النيل مشروع مهم جدا ويأتي ضمن الخريطة الهيكلية لولاية الخرطوم . اي الشكل النهائي في التخطيط العمراني بالولاية وتأتي اهمية المشروع من هذا المنطلق وكذلك ينطبق الامر على المشاريع المزمع قيامها بمدينة بحري قبالة توتي بالجانب الشمالي الشرقي ويقول احدهم وهو من اقدم سكان الجزيرة ان توتي اخذ ت تتعرض للفيضانات بصورة راتبة والسكان يعيشون في قلق دائم من تدفق مياه النيل الازرق عليهم ووجود( المز) الذي يؤثر في المباني . واضاف ان المدينة تحتاج الى آليات حماية افضل . واردف :واذا كنا نتعرض الى الغرق سنويا دون وجود مشاريع كالتي تعرضنا لمخاطر الانجراف لك ان تتخيل شكل معاناتنا منها اذا تحالفت الدميرة مع قوة التيار وابدى المواطن خوفه من عدم اهتمام السلطات بالجزيرة وسكانها وعدم اتخاذ تدابير مطمئنة حتى هذه اللحظة .
تقرير اليونسكو … خطر زوال الجزيرة
تقرير اليونسكو اثار رعب المواطنين والسلطات التي سارعت بإنفاذ عملية ردم على الشريط الشرقي من الجزيرة اي اكثر المناطق تعرضا للفيضانات والهدام , وخلال جولتنا داخل الجزيرة برفقة رئيس اللجنة العليا لتخطيط مدينة توتي ومقرر اللجنة واعضاء باللجنة وقفنا على الردمية التي نفذتها السلطات حيث تبلغ عرض الردمية نحو (10) امتار تم بإسقاط اجسام صلدة مع التراب بمناطق الهدام وتم تثبيتها بكتل خرسانية تزن مئات الاطنان . وقال رئيس اللجنة قيس ابراهيم ان التقرير بالفعل اثار رعب المواطنين وجاء بما لا يحتمل الانتظار وعلى وجه السرعة اتصلنا بالسلطات الولائية وقدمنا لهم رؤيتنا مرفقة مع تقرير اليونسكو الذي اشار الى ان قيام المشاريع على الشريط النيلي بالجانب الآخر سواء في بحري او الخرطوم يعرض الجزيرة الى خطر كبير ربما قد تنتهي الى الابد, وتجاوبت السلطات وامرت بردم الشريط الشرقي على وجه السرعة وتمت معالجة (600) متر وبدأ العمل بالناحية الجنوبية ولكن العمل توقف الآن . ولكن ما لفت نظرنا بروز تشققات في الردمية التي تم تنفيذها وربما قد ينهار في اية لحظة كما قال احدهم ان المعالجة الحالية مؤقتة ولا يمكن الاطمئنان لها ويجب ان تبحث الولاية عن معالجة ناجعة تحمي الجزيرة وسكانها من خطر الغرق والهدامات . . ويقول محجوب عباس عمر مقرر اللجنة القومية لتخطيط توتي ان توتي معرضة لمتاعب جمة بسبب المشاريع التي على النيل واردف ان التقرير اشار الى نقطة خطيرة جدا وهى ان قيام مشاريع على النيل سيؤدي اولا الى انهيار كوبري المك نمر وكوبري توتي قبل زوال الجزيرة واستشهد التقرير بحدوث حادث شبيه بنهر الميسسبي بالولايات المتحدة الامريكية وانهيار احد الجسور.. وقال محجوب ان توتي تتعرض للتآكل منذ سنوات مستشهدا بالشريط الشرقي الذي اخذ تتراجع مساحاته بشكل مخيف بسبب الهدام وقال ان احد الاندية على النيل فقد نحو اكثر من (15) مترا بسبب الهدام والتآكل . وقال الفاتح عضو اللجنة ان هناك خلافا حول التقرير وان الدار الاستشارية التابعة للولاية ترى ان التقرير مبالغ فيه واردف ان الدار لم تستبعد تأثر الجزيرة بالمشاريع على النيل ولكنها تقول ان نسبة التأثير لن تتجاوز (1%-2%) ولكن تقرير اليونسكو يقول ان (توتي ) ستتأثر بنسبة اكثر من( 50% ) في حال قيام المشاريع . ولا ندري ماذا سيحدث حيال هذا التقرير نتمنى أن تكون هناك حلول عاجلة .
حلول جذرية
وقال د. يعقوب محمد عطا مهندس بالتخطيط العمراني ان التقرير الصادر من اليونسكو يقول ان المنشآت القائمة على النيل ستؤثر على الشواطئ خاصة توتي التي تعاني شواطئها من الهدام وقال يعقوب ان نحو(5) أفدنة تتأثر بما يحدث حاليا من الانشاءات وفيما يتعلق عن الحلول قال يعقوب : الوزارة تعمل على حل مؤقت (بردم المناطق المعرضة للهدام بتراب وتثبيته بكتل خرسانية ) ولكن هذه المعالجة غير كافية واضاف يعقوب ان الحل النهائي سيأتي بعد اعداد اليونسكو لدراسة توصلنا الى الحل النهائي . وقال يعقوب ان المواطنين خائفون لان تأثير المنشآت سيكون كبيرا وواضحا . والآن نحاول انجاز الحل المؤقت ولكن العمل يلازمه البطء بسبب البيروقراطية وضعف الامكانيات فيما قال الامين الاعلامي باللجنة القومية لتخطيط توتي مصطفى ابراهيم ان الحل النهائي للمشكلة بناء حائط خرساني واق من ارتطام التيار وحماية الشاطئ من الهدام . وقال يجب ان يكون هذا الحائط الخرساني حول محيط الجزيرة . وعن الحل المؤقت قال مصطفى ان الحل مؤقت ولكنه خطوة ايجابية من السلطات .
الراي العام
لاحظت أن الظلط الجديد بشارع النيل في أمتداده الجديد بأمدرمان وخصوصا جهة الخدير/الروضة شرق/حي الشاطئ أتى مع حافة ضفة النيل الغربية. الوضع الأسلم للضفة الغربية في إعتقادي هو (النيل ثم شاطيء/كورنيش ثم شارع الظلط) وليس كما هو جار العمل عليه الآن (النيل ثم شارع ظلط). الذي يجري تشييده الآن يلغي تماما الإستفادة من عمل كورنيش بالنيل ويخنق النيل ويمنع المواطنين من ورود النيل في تلك المنطقة وينم عن عدم وجود رؤى جماليه وبيئية لمصمم المشروع ومن وافق على التصميم!