تحقيقات وتقارير
نادية عثمان مختار : لمن يشكو النازحون وهم يحملون الموت فوق رؤوسهم؟
ويبقى اتهام الخارجية الذي وجهته بشكل مباشر لدولة الجنوب (الجارة الجديدة) وتحميلها مسؤولية ماحدث ويحدث في ولاية النيل الأزرق، رغم نفي حكومة الجنوب، أرى أنه اتهام لايقدم ولا يؤخر من حقيقة انفلات الأمر بالولاية شيئا؛ بل يزيد الأمر بلبلة أعتقد ان البلاد والعباد في غنى عنها الآن، إذ أن المسألة لا تتطلب تبادل الاتهامات وتصعيد المسألة مع دولة جارة بقدر ما يتطلب التعامل بكامل الحكمة لاحتواء الموقف قدر المستطاع قبل أن (يقع الفأس في الرأس) بأكثر مما هو حادث فعليا، وأكثر مانخشاه أن نستيقظ يوما لنجد أن ولاية النيل الأزرق قد فارقت حضن الوطن لتكون دولة جوار أخرى بيننا وبينها كبير التوتر و(ما صنع الحداد) على غرار ماهو حادث مع دولة الجنوب التي ثبت بما لايدع مجالا للشك- وبكل الأسف- استحالة التعايش بينها والخرطوم كدولتي جوار تربط بينهما حسن العلاقات وتبادل المصالح؛ بما يصب في مصلحة البلدين والشعبين !!
اتهام الخارجية لدولة الجنوب بالضلوع في إشعال فتيل الحرب بولاية النيل الأزرق نحسبه الفشل بعينه في احتواء الموقف بسياسة العقل ومواجهة الجنون بالحكمة، بل هو في جزء منه (شماعة) العاجز الذي وجد نفسه مضطرا لتبرير مايحدث من تفلتات في الولاية؛ النازح والمشرد أهلها دون ذنب جنوه، سوى أن حظهم العاثر جعلهم في مرمى النيران غير الصديقة المتبادلة بين الحكومة والحركة الشعبية !
تصعيد الموقف من الجانبين- يوما بعد يوم- أدى بالجميع لسكة الأبواب المغلقة والدهاليز المؤدية بالبلاد والعباد لمحارق حروب جديدة؛ قبل ان يبرأ جسد الوطن من نار حرب الخمسين عاما الماضية التي قسمت الوطن وشطرته نصفين يضمر كلاهما مايضمره للآخر من نوايا لا يعلمها سوى علام خافية الصدور !!
لمن يشكو أولئك الذين تقطعت بهم السبل وتمزقت أوصال أحاسيسهم بالأمن والاستقرار في الولاية الحزينة التي لم تذق طعما لفرحة رمضان ولا عيد الفطر المبارك ؟!
لمن يشكو النازحون وهم يحملون الموت فوق رؤوسهم ويهرولون في سكة الخلاص تحت أغطية مشمعات خيامهم في أيام خريف صعبة يعاني فيها حتى من يسكنون القصور والفلل، ناهيك عن من يفترشون لهيب الأرض ودموع السماء ؟!
لابد من إيجاد حلول سريعة وناجعة لحل الأزمة المستفحلة في ولاية النيل الأزرق، وإسكات صوت الذخيرة الحية هناك بأي ثمن آخر غير إزهاق المزيد من أرواح الأبرياء وتشريدهم دون رحمة ولا شفقة !!
حال أولئك المساكين يذكرني بكلمات أغنية للفنان النوبي محمد منير يقول فيها : (قدمت شكوتي لحاكم الخرطوم .. أجّل جلستي لما القيامة تقوم) !!
و
هلكتنا الحروب أرحنا منها بقوتك يا الله !!
صحيفة الأخبار
كلام جميل وحلو لايقل حلاوة عن صاحبه .. ولكن لم تطرحي استاذة نادية رؤيتك فيايجاد الحل .. الحركة تستقوى على الحكومة بالخارج ، منبر الحركة لايكاد يخلو يوما من التصريحات التي تستفز وتسخر من الحكومة والشمال باكمله ، ما ان يوقعوا اتفاقا الا ا يتملصوا منه غدا..
ظلوا هكذا سودانيون وليسوا سودانيون ، شماليون وليسوا شماليون ، حركة شعبية شمالية لكن تدار من الجنوب فماذ هو العمل بربك ياريت كنا نسمع رايك .؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
مش كلام القصير لا يسمع ولا الحكومة نائمة
الحكومة صاحيه ومتابعه ومتوقعه ولو لا هذا لكان
الموقف اصعب 0
استاذه ناديه الان انتى كلامك هذا يثبت ان
الحكومة عندما تقول للصحفيين لا تكتبوا عن اى شئ
وعندما تصادر صحيفة لهذا السبب .
نشكرك جدا واتمنى ان تكون وطنيه منك قبل ان
تكون مناكفه 000
وطنـــــــــــــــــــــــى
الحمد لله الذي حبانا بنعمة العقل وبصحفي يعقل ما يقول ، فلك الشكر أجزلة أستاذتنا الفاضلة والمبدعة ناديه عثمان. من جميل القول فعلا أن تجد صحفيا مدركا ببواطن الأمور يقول دون رياء للمسئ أسأت ، ولكن أختي الفاضله أن طلبك من نظام الخرطوم التعامل بالعقل والمنطق مع دولة الجنوب بالمنطق والعقل أمر يجافي الواقع الماش هذه الفترة من تاريخ السودان؟ أليس العقل في الجلوس الى طاولة المفاوضات والوصول الى بر الأمان عبرها؟ أليس العقل في إحتواء الخلافات والنواقص التي تنشأ عن أي إتفاق يكون بالحوار نفسه الذي بدأ به الأمر؟ أليس التعامل بأعرافنا السودانية وعاداتناوتقاليدنا التي لا يختلف كثيرا عنافيها مواطني الدولة الجارة الجديده؟ وهذا فعلا مافعلته حكومة الإنقاذ ظنا منها أن القوم يفقهون وظنا منها أنها تخاطب ذو لب يفقه ما يجب عليه أن يفعله ومصالح شعبه والقواسم المشتركة مع الجيران دون الرضوخ للمطالب الخارجيه والأجندة الصهيونية التي صارحت تنفذ في العالم العربي والأفريقي عن طريق تلك الحقبة العجفاء من البشر في الجنوب ومن سعى سعيهم من الشماليين الذين لا يعقلون؟ ولكن ما النتيجة أختي الفاضلة ناديه ؟ هي هذه الماثلة أمامك دون شك!!! الحرب والتشريد والقتل والتهجير لأناس لا ذنب لهم ألا حظهم العاثر الذي جعلهم كما قلت في مرمى النيران، وأنا هنا ارى ومن منطلق وطني يقرأ الواقع أن التعامل مع القاريون والعرمانيون والحلويون لا يمكن له أن يكون سوى بلغتهم التي يفهمونها وأجبارهم على الفهم السليم لطبيعة السوداني الذي لا يرضى الضيم ولا الخنوع لمطالب الغير دون وجه حق. وأظن أن صاحب السعادة مالك عقار قد إشتاق فعلا لحياة التشرد التي إعتادها منذ نعومة أظفاره وأن السيد الجليل عرمان قد إشتاق فعلا ألي حياة التشرد والمجون التي اعتادها منذ كان طفلا ولا يستطيع العيش دون أن يجد ماءا عكرا ليصطاد فيه وهذه طبيعته التي نشأ عليها منذ كان طالبافي طابت ألإبتدائية والمتوسطة والحياة على فتات الموائد. لذا أظن أن لغة البندقية التي تعامل بها الجيش السوداني مع هؤلاء الشرذمة والمارقين هي اللغة السليمة التي يجب أن يتحدثها كل سوداني أصيل مع هؤلاء السفلة في الوقت الحاضر . والله من وراء القصد.