هاجر هاشم
وجوه الذاكرة
*الوجوه مرآة عاكسة لأعماق الإنسان فالوجوه بيضاء مادامت الأعماق بيضاء، والوجوه قاتمة ما دامت الأعماق قاتمة.
*فللوجوه مصابيح تشعلها الحسنات وتطفئها الذنوب لذا.. فنور الوجوه وظلمتها لا علاقة لهما بلون البشرة أبداً، فكم من بشرة سوداء مضاءة كالشمس، وكم من بشرة بيضاء مطفأة كالليل.
*لذا.. فكل مساحيق التجميل بإختلاف نوعيتها وجودتها لا يمكنها أن تضئ وجهاً أطفأته الذنوب.
*الوجوه دائماً أصدق من الإنسان فهي تعبر أكثر منه، أو ربما هي أقل خداعاً منه، ففي الوقت الذي يحاول هو ان يبدو مغايراً لأعماقه أو مشاعره، فيتظاهر بالفرح في قمة حزنه أو يدعي الحزن في قمة فرحه تكون هي في قمة صدقها.. فتبدو صادقة في سبر أغواره بلا رتوش.
*وللوجوه قدرة النمو في الذاكرة فتنمو في الذاكرة حتى تصبح جزءاً منها ويصعب مع الوقت إزالة ملامحها منا.. فبعض الوجوه لا تغادر الذاكرة أبداً مهما غادرت، فهناك وجوه تصبح مع الوقت جزءاً من جدار الذاكرة.
*والوجوه التي تبقى ملامحها سجينة الذاكرة لا تتغير أبداً، لا تكبر ولا تنال منها يد الزمن، فالذاكرة تحتفظ بالوجوه والأشياء كما هي في اللحظة الأخيرة، ويتوقف بعدها الزمن على مخزونات الذاكرة.
*وكم نصاب بالصدمة، حين نلتقي على أرض الواقع وجهاً تم تخزين ملامحه في الذاكرة فيرعبنا اختلاف الملامح بين وجه الذاكرة ووجه الواقع.
إعترافات – صحيفة الأسطورة 12/6/2010
hager.100@hotmail.com