قير تور
الكويس والكعب
أذكر أنني شاهدت بالتلفاز (قبل أسبوعين) برنامجاً إخبارياً حيث تم فيه عرض تصريح لأحد تجار الفواكه بولاية سنار، وذلك المتحدث عندما تكلم وصف الإنتاج الصادر من ولاية سنار بأنه (كذا لوري في اليوم)…
عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة ما بين الأقواس أعلاه (كلامي والكلام الذي نسبته لمن أشرت إليه كلام غير معياري حسب رأيي… فلاحظوا أنا أتحدث عن شيء في زمن معين وليس معقولاً ألا أذكر التاريخ واليوم والشهر والعام، وكذلك لاحظ حديث تاجر الفواكه في ولاية سنار بلا معيار حديث يواكب العالم الذي يسمعه فلا يعقل أن يقول نحن ننتج كذا لوري – طبعاً لا نعلم كم عدد الجوالات التي تتسع لها كل عربة عندهم أو ما هو حجم سعة الشحن – ولم يقل ولايتنا تنتج كذا طن يومياً أو كذا طن/أسبوع… الخ حتى نقف فعلاً على حقيقة ما يقول مقارنة بالولايات المحيطة من ثم الدول المجاورة بنا.
أتيت بمثالين حيين لحديث فضفاض لا يستفيد منه صاحب العمل شيئاً، لكن من يستمعون إلى مثل ما تحدثت عنه هم الانفعاليون فقط، وهذا ينطبق على موعدك مع زميلك أو صديقك أو قريبك الذي تتحدث معه بالهاتف الجوال فيقول بأنه سيلتقيك بعد المغرب دون تحديد سقف زمني مما يعني أنه يمكنه الحضور إليك في منتصف الليل.
المهم نرجع لموضوعنا الأساسي، فما تطرقت إليه أعلاه عبارة عن تمهيد فقط ومحاولة مني لتقريب وجهة نظري. ففي بعض المرات تجد أحدهم يتحدث إليك عن فلان فيصفه قائلاً “دا زول كويس” أو يصفه بـ “زول كعب”، ورغم ذلك فقد تجد صديقاً آخر في مكان مختلف يعكس تماماً ما قاله لك الأول فتتحير ما هو الصحيح فيما قيل لك؟… والسؤال الأهم من رأيك هذا حسب رأيي هو أن تسأل هل من المناسب أن آخذ فكرتي عن شخص من انطباع شخص آخر؟ دون أن تكون هناك نقاط واضحة تبنى عليها الآراء؟. عن مثل هذه المواضيع، أعرف أحدهم في الخرطوم إذا التقيته وسألته حاجة فهو يستطيع تلبية ما طلبت منه فهو بمجرد سؤالك له يعدك بالقدوم إليك خلال فترة زمنية محددة خاصة إذا الأمر كان يتعلق بالمال ليأتي به إليك لا يهمه عدد النقود… وهو عندما يفعل ذلك يكون قد ذهب لشخص آخر في مكان آخر يحكي له حاجته للمال في الوقت الراهن لظرف صعب يمر به (مرض أخته أو والده أو عمه إلخ…) ثم يفي بوعده لك لكنه لا يعود للشخص الذي استدان منه لإرجاع ما أخذ… في رأيكم أعزائي القراء الزول دا نقول عليهو كويس واللا كعب؟…
تهنئة: إلى كل من المقدم شرطة حاتم علي يسن (جوازات) وخالد محمد أحمد (العلاقات العامة) ومحمد الحسن عبدالمطلب (المستشارية الاقتصادية)، بسفارة جمهورية السودان في الرياض بمناسبة المواليد الجديدة جعلهم الله من أبناء الوطن البررة.
لويل كودو – السوداني
16 يونيو 2010م
grtrong@hotmail.com