قير تور

تحية مستحقة لـ(مصـر)

[ALIGN=CENTER]تحية مستحقة لـ(مصـر) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]إن كتبت تحيتي هذه صباح اليوم فهي تعبير عن شكر وتقدير لدوله تستحق ذلك نظير ما قدمته…
وإن جاءت التحية في بابي المتواضع هذا…فهي خاطرة تموج وتصول في نفوس الكثيرين من الذين لم تسنح لهم فرصة إيصال صوتهم لدولة مصر حكومةً وشعباً…
وانا أكتب تحيتي وشكري، فليس بسبب نيلي حاجة معينة مباشرة سواءً من مواطن مصري أو حكومة مصر في وقت من الأوقات أو في يوم من الأيام الماضية، لكن عندما يكون لك إخوة وأخوات وآباء وأمهات إستفادوا من تلك الدولة (الإفريقية) الكبرى فمن واجبي الأخلاقي أن أتقدم بالتحية لـ(مصر شعباً وحكومةً).
والتحية عندما أبلغها لحكومة وشعب مصر فذاكرتي تستعيد الماضي الجميل ونحن اطفالاً عندما كان الأعمام والأقرباء يتحركون شمالاً ليس نزهة لزيارة شوارع القاهرة أو الإسكندرية أو أي من المدن المصرية الكبرى، ولعلم القارئ فقد كان المتحركون بالقطارأو الطائرات من الخرطوم شباباً…. يذهبون لأنهم قصدوا الرحيل إلى هناك للدراسة في الجامعات والمعاهد العليا المصرية.
والجامعات المصرية ومعاهدها العليا ظلت تستقبل طلاباً من جنوب السودان منذ بعد التوقيع على إتفاقية أديس ابابا عام 1972م التي أوقفت الحرب في السودان، لكن تدفق الطلاب على جمهورية مصر(العربية) توقفت بثورة التعليم العالي.
ومصر التي كانت تستقبل طلاب جنوب السودان لم تقل لنفسها مالي وما ل هؤلاء… ورغم فخرها بعروبتها.. فقد كانت تأتي مرة أخرى وكأنها تقول (يا أبناء جنوب السودان إن ذراعيكم مفتوحتان لكم وقتما جئتم) فكانت أن شهدت القاهرة تدفقات الكثير من السودانيين إليها وخاصة القادمين من جنوب السودان في فترة الحرب دون كللٍ أو مللٍ….
والقاهرة إحتضنت ورعت الكثير منهم حتى عبروا إلى القارات الأخرى التي تأهل البعض منهم حالياً أكاديمياً ومهنياً لا يخفى علينا.
وإذا كان أعلاه عبارة عن ماضيٍ فهي تستحق الوقوف لدولةٍ تستحق الشكر، رغم نقطة سوداء سجلتها أحداث ميدان مصطفى محمود الشهيرة، فعلينا النظر للحاضر لعلكم لا تذهبون بعيداً في خيالكم وتقولون بأنني أٌريد إسترداد الماضي….
وليس للماضي جمال أكثر من الحاضر.
وجمال الحاضر ليس من خيال رسام أو كاتب مثلي، إنما لوحة مصرية زاهية تأتي من القاهرة دائماً تحمل أجمل الألوان لتجهيز مستقبل زاهر لجنوب السودان في الوقت الذي يزرع فيه الكل الفتن جنوباً ساعين للفتنة ، تجد القاهرة تبني ليست لنفسها فقط بل للآخرين.
ومصر عندما تبني لنفسها قنصلية في جوبا التي تقول بعض الصحف (السودانية) بانها غير آمنة… نجدها هي المبادرة بوجود تبادل مع الجنوب فهي فتحت جامعاتها ومعاهدها العليا لطلاب من جنوب السودان…. أليس من حقي تقديم التحية لمصر؟.
وللعلم فلم تتوقف مصر عن تقديم المنح للجنوب فقد قامت جمهورية مصر العربية في العام 2003 م بتقديم منحة كورس لعدد (19) وظائف صحفية من جنوب السودان وأعطتها لـ(مجلس تنسيق الولايات الجنوبية) سيئة الذكر ولم تقم الكورس بسبب يعرفه المسؤولون عن شؤون الجنوب آنذاك.

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 999- 2008-08-25 [/ALIGN]