قير تور
الوحش
المهم… تحكي قصة شعبية لدى الدينكا عن أحدهم تعرض لهجوم ضار من أحد الوحوش كاد يفتك به لحظتها لو لا لحاق عصابته به عندما جاؤوا مهاجمين الوحش.
ويقال بأن الوحش عندما هرب من مكان ضحيته عندما أدرك تكاثر القوم عليه نفد بجلده، وعليه فالقوم ذهبوا بالمصاب إلى داخل إحدى القطاطي يريدون معالجة جروحه.ولأن الوقت كان ليلاً فلم يكن لهم خيار سوى انتظار من سيأتي بالسراج وفي تلك الأثناء انتبهوا إلى أنين يصدره المصاب وكان أنيناً غير عادي بالنسبة لهم فاستنكروا صوت الأنين متساءلين ما هو السبب الوجيه الذي يجعل رجل مثله يصدر مثل هذا الصوت.
رد المصاب بأنه كان يمكنه عدم إصدار أي أنين إذا كان الوحش الذي تسبب في إصابته بالجروح قد فارقه حقيقة…. فقالوا ماذا تقصد بقولك هذا؟… أعني بأن الوحش يقضم جزءاً من جسدي حالياً لأنه ببساطة معي الآن في هذه القطية…. وعنده هرب الجميع من القطية وأكمل الوحش مهمته في القضاء على الضحية.
هذا ما يخص الإنسان مع الحيوان، لكن قصص الحيوانات مع بعضها البعض لا تقل روعة تلك المتوارثة عن غيرها….. فهاهو حيوان صغير تسميه الدينكا (لياث) له ذيل كثيف وطويل يعادل تقريباً طول حجمه أو أكثر بقليل، المهم حسب الرواية فقد تعرض هذا الحيوان إلى زنقة صعبة في أحد الأيام عندما خرج الإنسان للصيد يرافقه كلابه، وتحركت الكلاب في الأدغال حتى أحاطوا بأحد ذكور حيوان (لياث)، والأخير بدوره أدرك خطورة وجود الكلاب في مثل ذلك الوقت فجرى ودخل أحد الجحور الصغيرة التي لا تسعه مع ذيله رغم إدراكه لذلك لكنه فعل ما فعل قائلاً” لقد نجوت بجسدي من الكلاب وأما الذيل فعليه البحث عن ملجأ يقيه شر الكلاب”. المهم… فيما بعد لم تكن المشكلة بين الذيل والكلاب بدون أن تكون نهايتها وقوع لياث فريسة سهلة لصاحب الكلاب.وتقول الدينكا بأن بقية فصيلة لياث تعلمت منذ ذلك اليوم أهمية ضم كل أجزاء الجسد الواحد عند الوقوع في المشكلات خاصة عندما تأتي كلاب الصيد مهاجمة.
ومما يحكى عن الإنسان والإنسان فقد اتفق أحدهم مع زوجته على قتل طفل لجار لهما لسبب ما يعرفانه، وقاما بدفنه. وهذا الرجل في اليوم التالي حكى ما حدث لصديق له يثق فيه. عنده نصحه صديقه بألا يطمئن على ما فعل فهو رهين هذا السر الذي بينه وزوجته لأنها ستجعله كرت ضغط ضده وقتما شاءت وإذا لم يصدقه فعليه فعل ما يقترحه عليه. سأله صديقه ما هو اقتراحه، فطلب منه ابتعاث الزوجة إلى أهلها.. ففعل.. وفي غياب الزوجة جاء الصديق إلى صديقه وقاما بنبش الجثة وأدخلا بدلاً عنها كلباً ثم ذهبا بجثة الطفل بعيداً ودفناه في الغابة. وبعد أيام عادت الزوجة ولم يخبرها زوجها بما حدث، وقبل مضي وقت….ظهر ما تخوف منه الصديق فقد صارت الزوجة تتمرد بدون أسباب مقنعة وعندما عاتبها زوجها بصوت عالٍ هتفت المرأة عليه بحيث يسمعها الجيران “أيوه.. أنا ما عارفك داير تكتلني زي ما كتلت ود ناس فلان”… وعندما سمع أهل الطفل المفقود متساءلين عن صحة ما تقول المرأة أكدت الزوجة صحة ما تقول، أما الزوج فقد أنكر ذلك وقال بأنه قتل كلباً فقط وليس طفلاً… ومع إصرار المرأة تم نبش مكان الدفن فوجدوا عظام الكلب.
لويل كودو – السوداني
4 يوليو 2010م
grtrong@hotmail.com