منى سلمان
قصدي فوق السجاير ..!!
قصدي وقصدك مشتاقين ما لقو
قصدي فوق السجاير ولع لي النحرقو
وبعد الوعي الفني بمخاطر التدخين غنت أخرى:
علب السيجار يا مجدي .. ازى للرجال يا مجدي.
لطالما ارتبط التدخين في خيال الكثيرين من المراهقين الصبيان بالرجولة واعتبروه علامة على بلوغهم مبلغ الرجال، بينما ارتبط بزيادة التوتر والقلق لدى الرجال (الصحي صحي)، ورغم ازدياد الوعي الصحي بمخاطر التدخين والبلاوي المتلتلة التي يجلبها على صاحبه ومن يصاحبه – فالتدخين السلبي بإستنشاق الدخان الذي ينفسه المدخن لاشد من شفط السيجارة (في رقبتا) إلا أن معدلات التدخين والمدخنين ما زالت في ازدياد وما زاد الطين بلة دخول الحريم (بتقلهم) لساحات سباق الموت تكديسا وشفطا وكركرة.
بالبحث وراء أسباب عادة التدخين نلاحظ أن معظم هذه الأسباب ترجع إلى عوامل نفسية، اجتماعية أو هي عبارة عن اعتقادات ومفاهيم خاطئة عن التدخين وأثره الإيجابي بالراحة والارتخاء الذي يتركه في المدخن، فمن المؤكد جداً ( حسب وجهة نظرشخصي الضعيف ) وجود علاقة بين المدخن وحالته النفسية دبرسة .. قلق .. أو حتى فرحة وانتشاء.
ولعل من أهم الأسباب التي تجرف المدخنين لسلك طريق التدخين والإنضام لزمرة المكدسين تنحصر في:
المحاكاة والتقليد وخاصة تقليد العيال لآبائهم ، فالطفل يعتبر والده قدوة له ولهذا يحاول أن يقلد كل تصرفاته وسلوكه، كما أن حب الاستطلاع والرغبة في تجربة الاثارة الناتجة من فعل الممنوع مع حب تأكيد الذات والتحديات بين الصبيان على مسايرة موضة التدخين والتأثر الشديد بتصرفات افراد الشلة، هي من أكثر ما يدفع صغار السن والمراهقين للإمساك بالسجارة.
أما ما يتشارك فيه الصغار والكبار (علي غباهم) فهي الأفكار والاعتقادات الخاطئة بأن التدخين مجلبة للشعور بالارتياح ونسيان الهموم، مع الاعتقاد بأن له مقدرة سحرية في المساعدة على حل المشاكل، وذلك عن طريق تصفية الذهن وزيادة التركيز والانتباه والذي بدوره سيقودهم حسب ظنهم للتفكير السليم.
من ما تعارف عليه في مجتمعنا المحافظ إحترام الصغير للكبير، فليس من الذوق والأدب بمكان تدخين الولد في حضرة أبيه مهما بلغت بهم اللبرالية والتحضر ما بلغت، فالتدخين بـ(الدس) في الحمام أو الغرف المغلقة وبالعدم في راس الشارع جنب العامود خوفا من رصد رادار الوالد لعلبة السيجاير أو التقاط أنفه لرائحة السيجارة في جو الغرفة الكان (لابد) فيها الولد، من أهم مراسم اكتمال الكيف.
وبالمقابل فإن حفظ الهيبة ومسافة الإحترام اللازم بين الصغار والكبار قد يلزم الكبار بتجاهل علامات التدخين الظاهرة زي عين الشمس على شباب الأسرة، طالما لم يكن في الامكان التدخل بمنعهم من التدخين، فالاسلم في تلك الحالة (دق الطناش) حفظا على برتوكول التعامل بين الشيب والشباب.
بعد العشاء المتأخر وشرب كوب الشاي غفلت عينا حاج (عمران) اجهادا قبل أن يقوم بتدخين سجارته الراتب قبل النوم، وعندما حانت منه (انقلابة) بعد منتصف الليل استيقظ كدرا معكننا مع شيء من الصداع .. ما بين اليقظة والاحلام حاول ان يستكشف سبب هذا الكدر وسرعان ما إنتبه لأنها السيجارة .. اخرج علبة سيجائره وبحث في جيوبه عن الكبريت فلم يجد .. تحامل على نفسه وسار بهدوء نحو المطبخ حتى لا يوقظ الحاجة من نومها.
بحث في الارفف وبين جنبات المطبخ عن كبريت فلم يجد ..احس بالغضب والضيق الشديد والتفت ليجد أن ضوء الغرفة التي ينام فيها أبناءه الاربعة الشباب ما زال مضاء.
بعد قليل من التردد توجه إليهم ووقف على باب الغرفة وسأل:
يا أولاد ما عارفين ألقى لي علبة كبريت وين؟
أجابه الشباب في براءة شديدة:
ابدا .. ابدا!!
عاد الحاج لسريره وهو يلعن في سره خرمته .. حاول تجاهلها ولكنها اشتدت حتى امسكت بتلالبيب انفاسه فصار ينهج بمشقة ويتصبب عرقا .. لم يجد الحاج من بد سوى الاستسلام لسلطانها فعاد لغرفة ابناءه مستسلما وقال:
سمح يا أولاد الذينا .. أنا حا أطفي النور والبدخن فيكم اليرمي لي علبة كبريت في الواطة عشان ما أعرفو!!
قال قولته تلك واطفأ النور، وحينما أوقده مرة أخرى بعد برهة وجد على الأرض أربعة علب كبريت!!!! [/ALIGN] لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
والغريب فى الامر يا استاذة انو الشخص يدخن فى بداية عمره ليثبت رجولته وانه يتخلى من التدخين لنفس السبب (فى الحالتين ليتفاخر بنفسه ) فالتدخين يا احباى وصفه الاطباء بالموت البطئ غير ذلك هو اهدار للاموال والتى نحن فى امس الحاجة اليها . دمت بصحة وعافية …عاطف