أمينة الفضل

تكميم الأفواه


[ALIGN=CENTER]تكميم الأفواه[/ALIGN] أصدر جهاز الأمن والمخابرات قراراً بإيقاف صحيفة الإنتباهة، لكن إذاعة
البي بي سي أعلنت ان الصحف المتوقفة ثلاثة التيار والأحداث ليوم واحد مع الإنتباهة
ورغم التبريرات التي ساقها مصدروا القرار الا ان الجميع يعلم ان الإعلام
عموماً والصحافة خصوصاً تلعب دوراً كبيراً ومساعداً للحكومات في كشف
مواطن الخلل وبؤر الفساد وبالتالي أُطلق عليها السلطو الرابعة والعين
الثالثة والثاقبة أيضاً، وأهمية الصحافة لأي بلد أمر لا تنتطح فيه عنزتان
وبالتالي يجب ان يكون رد الفعل على ما تجيئ به الصحافة هو لفت النظر
والتحذير والمسؤولية التي يجب ان تستشعرها الصحافة في الرقابة الذاتية
وليس رقابة خارجية تُفرض عليها وتجعلها غير قادرة على ممارسة واجبها
بصورة طبيعية طالما هي تعلم سلفاً ان هناك جهة ما تراقبها وتتربص بها،
وكما حدث قبلاص لألوان حدث الآن لبعض الصحف الأمر الذي يجعلنا نتساءال ما
جدوى العمل الصحفي ان كان من يعملون في حقله لا يأمنون على أقواتهم
وحالما تغلق الصحيفة ابوابها يعاني صحفييها من التشرد وملاحقة الحقوق،
نحن لا نقدح في من أصدروا القرار ولكننا ضد القرار في هذا الوقت تحديداً
والبلاد تتجه لإستفتاء ةتقرير مصير وإقتناع المواطنون سواء في الشمال او
الجنوب لا يمكن ان يؤثر عليه شخص او شخصين، وليست الإنتباهة وحدها هي
التي تدعوا للفرقة او العنصرية فهناك كتابات تجعلك تشعر بالغم والأسى
وهناك من يدسون الكلمة والإثنتين بين حواشي الحديث ومتونه وهنك من يتعمد
القدح في عروبة البعض وسودانية البعض بل وذمم البعض دون ادلة يدلقون
الحديث هكذا دونما تبصر او حرص ولكن كما يقول المثل ( شقي الحال يقع في
القيد) وهو ما أوقع الإنتباهة في هذا القيد ونشهد بمهنيتها وصبرها على
التطور والتقدم حتى أصبحت في مصاف الصحف الكثر توزيعاً ولا نرى ضرورة
لإيقافها، فإن كان قول الحقيقة يوذي بلإنسان لحتفه اذن لتغلق كل الصحف
وبعض القنوات والإذاعات والا لماذا يكون الإعلام هو صوت الدولة؟. وانني
اتساءل اين دور وزارة الإعلام التي تتبع لها الصحف واين دور إتحاد
الصحفيين الذي وعد بإيفاء الحقوق ورد المظالم عن منسوبيه الذين تحمل جلهم
هجير الشمس وتعب الوقوف للإدلاء بأصواتهم ليكون لسان حالهم عند الدولة،
وبذات القدر اتساءل هل كل من عمل على توضيح الحقيقة يكون مصيره التكميم،
اين الرقابة من الصحف التي تدعوا عياناً بياناً للفساد وللفتنة والجريمة
بتلك الصور المقززة والعناوين الصفراء حتى خلنا اننا بإحدى الدول الغربية
التي تروج للصحافة الصفراء ولسنا في بلد مسلم يخاف الله ويخشى على مجتمعه
من الفتن وإشاعة الفواحش، حرياً بالصحف ان تدعوا للفضيلة والخير والحق
والجمال شعار صحيفة الوان الحصري وليس بتلك الطريقة التي هي اقرب للتباري
في زيادة معدل مثل هذه الأحداث الغريبة، نحتاج لرقابة الضمير أكثر من
الرقابة الأمنية لأنه يمكن ان يتم التحايل عبر العمل الصحفي وإدخال
السموم في الحواشي والمتون وربما كلمة واحدة تشعل فتنة وتؤدي لجريمة،
وكلمة واحدة لا يلقي لها صاحبها بالاً تلقيه في جهنم سبعين خريفاً،
الكلمة مسوؤلية والصحافة مسوؤلية وليس كل من رفع قلمه يمكن ان يكون صحفيا
جيداً، كثير من الغثاء يجب إعادة النظر فيه اتركوا مساحة للحرية ولا
تكمموا الأفواه وتكسروا الأقلام فتكون النتيجة عكس ما يريد البعض
فالممنوع مرغوب واللبيب بالإشارة يفهم.
مرايا أخيرة:
الكلمة الطيبة صدقة فليكن حديثك صدقة للآخرين.
ملحوظة:
بكل اسف هذا المقال صادرته الرقابة الأمنية من الصحيفة التي اكتب فيها بحجة مخالفته لبعض المحاذير، انقله لقرائي الإعزاء لأعرف ما هوالمحظور فيه والى متى تكمم افواه الصحف والإعلام.

مرايا
أمينة الفضل
aminafadol@gmail.com


تعليق واحد

  1. سؤال برئ اخت امينة هل تكميم الافواه فقط عندما اوقفت الانتباهة ولماذا اوقفت راي الشعب ارجو عدم الكيل بمكيالين