قير تور

بعير الأمير

[ALIGN=CENTER]بعير الأمير [/ALIGN] من القصص المشهورة التي سمعت عنها شفاهة وقرأت عنها في بعض الكتابات الجديدة والقديمة، قصة البعير الذي يقال بأن صاحبه الأمير في زمن سيادة دولة سنار قد أكثر دلعه حتى علموه شرب الحليب بنفس كيفية البشر…. وتقول القصة بأن ذلك البعير كان يلبس ويستحم ويجلس على مقاعد مجهزة له ويأكل التمر ولكل من هذه الأعمال شخص مخصص لذلك، وحسب الراوي فإن أحد جلساء الملك في يوم من الأيام قاطع الحضور باقتراح وجد القبول والتأييد للملك من الحاضرين قائلاً “يا اميرنا…. إنت البعير دا بعد يعلمو القراية والكتابة زي أولاد البشر فهو لا يقل عنهم ذكاءً”.
ولتنفيذ المقترح قام الملك بجمع كل الشيوخ في المملكة وكان من بينهم حسب الرواية الشيخ فرح ود تكتوك. وفي اليوم المحدد تحدث الملك للحضور شارحاً السبب من جمعهم وأنه أراد منهم القيام بهذه المهمة وعليه فمن يجد في نفسه الكفاءة التصدي لها.. لم ينبس أحدهم ببنت شفة وعندما كاد الانتظار يطول قال الشيخ فرح ود تكتوك بأنه جاهز لهذه المهمة وعلى الملك تجهيز الأشياء المطلوبة لتعليم البعير.. ولم يقصر الملك من ناحيته فقد قام بالتصديق على كل ما طلبه الشيخ فرح حتى أنهما اتفقا على زمن إعادة البعير وهو يقرأ ويكتب ويحفظ القرءان.. وكان الزمن الذي اقترحه الشيخ عامين.
عندما خرج الشيخ فرح ود تكتوك من المجلس تجمع حوله زملاؤه الشيوخ البعض مشفق عليه والبعض الآخر يسأله لماذا قبل بهذه المهمة المستحيلة وقالوا سيكون ضحية بطش الملك الذي لا يرفض له طلب.. ويقال بأن الشيخ فرح ود تكتوك ضحك وأجاب المتحدثين ببساطة “يا جماعة… معقولة نحن التلاتة حنكون موجودين في السنتين الجاية دي؟…. يمضي الحول ثم الثاني فيأتي القدر يا في البعير أو في الفقير أو في الأمير”.. وتقول القصة بأن المدة التي حددها الشيخ فرح لإرجاع البعير حافظاً وقارئاً للقرءان لم يمض لهم جميعاً كما كان مخططاً فقد توفى الملك قبل عام، وبقيت الأشياء مع الشيخ.
وللشيخ فرح ود تكتوك قصص كثيرة يرويها الناس عنه وتنسب له عند الرواية، لكن هناك قصص شعبية سودانية تجدها عند كل جماعة يحكونها بدون تحديد الشخص بطل القصة ولا زمنه المحدد.. ومن أمثال تلك القصص ما كتبته هنا في الأسبوع الماضي والتي كنت عنونها بالمعالج والعلاج، فتلك القصة التي فحواها تفيد بأن الفكي اقترح على المرأة التي ارادا علاجاً لحب زوجها الاتيان له بلبن الجاموس وشعر من رقبة الأسد سمعتها من عدد كبير من الناس فالدينكا تحكيها بأنه قصة مأثورة عندهم قديماً وفي الغرب وجدت الناس يحكونها وكذلك بعض أهل الوسط والشمال ولم يسبق لي ان سمعت بأن القصة بطلها هو الشيخ فرح ود تكتوك وعليه فلا يمكننا أن ننسب له ما لم نتأكد منه فقصص الشيخ فرح موثقة لا تقبل الجدال.
أكتب الفقرة أعلاه حتى يعرف القراء، وقد قال أحدهم معلقاً بأن الفكي هو فرح ود تكتوك، بأننا لا نظلم أحداً فكان يمكنني نسب القصة لقبيلتي حسب ما سمعت منذ الأول لكن عندما يقوم الفرد ببعض المقارنات يجد القليل من الإختلاف في التفاصيل فالبعض يقول بأن الفكي طلب شعر الأسد والبعض الآخر يكتفي بلبن الجاموس والبعض الآخر كما أتيت به في القصة يجمعهما معاً، وفي النهاية فأنا اعتبر القصة الشعبية صعب المتابعة لتنسبها لشخص معين بدون أدلة دامغة. ويحدث كثيراً أن يتم نسب بعض القصص إلى بعض الأبطال دون دراية لكن الأفضل لي أولاً التأكد من المعلومة.

لويل كودو – السوداني
11 يوليو 2010م
grtrong@hotmail.com