تحقيقات وتقارير

فقد هيبة المعلم بقرار الوزير

[JUSTIFY]أهوال الزمان وتصاريف القدر غيّرت من مكانة المعلم في المجتمع، المعلم الذي تتغنى له الفتيات «الماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطًا يكون لبيس من هيئة التدريس» المعلم الذي صار لا شيء وهو يدير العملية الحيوية في الدولة، عملية التعليم، فتكافئه بضآلة المرتب،وتنسى أنه من أنجب الطبيب علمياً والشاعر أدبياً، وإمام المسجد ديناً، وهو من زرع الطموح في النفوس فأصبح الوزير يحلم بمقعده هذا منذ أن كان صغيرًا ويتذكر كلمات معلمه وتكبر بدواخله حتى يتربع في كرسيه، فيصدر بيانًا يلزم فيه هذا المعلم كيف يتعامل مع تلاميذه تربوياً، عيب والله يا وزير التربية، يعلم الكل أن المعلم لا يقصد التشفي بعقاب التلاميذ، وإنما يقصد تربيتهم وتقويمهم، وأنه يسعد ويفخر بتلميذه النابغة أكثر من الأسرة التي ينتمي لها هذا التلميذ، العقاب موجود في القرآن وأمر به النبي صلى عليه وسلم، وأتحدى وزيراً لم يُجلد في مراحل دراسته الأولية لماذا يحمِّل الناس بعض الحوادث المتفرقة لوفاة التلاميذ للأساتذة برغم أن الطب الشرعي يثبت براءتهم في كل مرة، المعلم يتخذ من التلميذ ابناً فيعلمه التربية كما يربي أبناءه، وكان على وزارة التربية والتعليم تغيير اسم هذه الوزارة تماشيًا مع سياستها الجديدة فلا تذكر اسم التربية، بعدما منعتها في مدارس الأساس، وعلى الأسر ان تعي ما يترب على ذلك هل هنالك أب لا يعاقب ابنه إذا أخطأ؟ أنا مع سياسة التحفيز والعقاب بصورة أخرى ككتابة الموضوع عدة مرات عند إهمال التلميذ للحفظ..
ومتأكدة أن كل الأساتذة يستخدمونه، وعقاب الجلد يأتي في حالات محدودة منها إصرار التلميذ على الاعتداء على زملائه وعدم خوفه من التحذير شفاهة، وهكذا، ولكن من النتائج السيئة لهذا القرار تبجُّح الطلاب على المعلمين بعدم سماع الكلام وصل بهم درجة القول: «يا أستاذ لو سمحت ما تضربني الوزير منع الضرب» ووصلت بهم الجرأة لضرب الأساتذة، ولي واقعة مشهودة حكاها لي أحد المعلمين الأفاضل لما قام أحد تلاميذ مدرسته بضرب الأستاذ الذي أصر على معاقبته رغماً عن قرار الوزير كما برر الطالب فعلته، بديهيًا سيتم فصل هذا الطالب الذي سيكون ناقمًا على المجتمع وعلى المعلمين بصورة عامة، قرارك خطر قادم بقوة على تحلل المجتمع، وإفساد العملية التعليمية.. أيها الوزير لماذا لا تقيم ورشة كبيرة وسمنارًا تجمع فيه أهل الاختصاص من التربويين القدماء وعلماء النفس والاجتماع لتتم مناقشة الأمر بموضوعية وعلمية وتصلوا لصيغة توفيقية تعيد للمعلم هيبته ووقاره وللتلميذ أدبه واحترامه للمعلم بدلاً من القرار الانفرادي كأن يكون الضرب للحالات المستعصية من «قلة الأدب» وبأنواع معينة من السياط فنحافظ على المجتمع بكرامة المعلم.
[/JUSTIFY]

صحيفة الانتباهة

‫4 تعليقات

  1. وزير شنو وتربية شنو ديل وزراء يتبعوا لحكومة قبضدت ثمن بيع السودان وتفككة وبالتالى انحلالة وضياعة حكومة المؤتمر الوطنى بتنفذ فى اجندة خفية واقل مايقال عنها انها ( قذرة )..

  2. لا يختلف اثنان فى مكانة المعلم وهوالاساس فى بناءوتربية الشعوب ولكن لايخفى عليكم ماوصل اليه بعض المعلمين من استهتاروعدم اهتمامهم بالنحية التربوبية الحديثة وتاخر معلمين المدارس الحكومية فى معرفة اسلوب التعامل مع الطلبة وياحليل المعلمين الزمان كانوا فعلا مكان ثقة وكان اباء الطلبة يقولواللمعلمين ديل اولادكم ليكم اللحم ولينا العظم

  3. هذا بعد ان صارت الوزارة للترضيات فقط وليس للتربية والتعليم لك الله يا سودان .

  4. الضرب لا يمت للتربية بصلة ويخلق اجيال ملؤها الحقد والدكتاتورية .. وغالبا المعلم يضرب ليشفى غليله وليس للتوبيخ كما ذكر الكاتب .. واطفال السودان يكرهون الذهاب للمدرسة ويتعلمون الكذب غالبا بسبب هذا العقاب .. وللمعلومية رغم ان الضرب ممنوع هنا الا ان ابناءنا يهابون معلميهم ويحترمونهم .. اتمنى اعادة النظر فى الامر