منى سلمان
في الليلة ديك ..!
* ذات صباح وبيدين مرتعشتين ووجه ممتقع مع ذهول، نادى (معروف) على صديقه (جعفر) بصورة اثارت القلق في نفس الأخير، فقد أخذه جانبا خلال فسحة الفطور وبيده المرتعشة مد له مظروفا صغيرا تفوح منه رائحة عطر زكية وبداخله وريقة زرقاء تضوعت بذات العطر …
اعادها (جعفر) اليه سريعا عندما أكتشف أنها رسالة تبدأ بعبارة (حبيبي معروف …)، ولكن (معروف) قال ببساطة:
أقراها.
كان (معروف) طالبا بالصف الأول الثانوى العالي ومن أميز تلاميذ صفه ذكاءا وتفوقا .. حلو المعشر وجم الأدب .. طالع (جعفر) الرسالة في ذهول واعجاب من الخط الدقيق المنمنم .. كانت كلماتها تشع صدقا بريئا و طهرا نبيلا .. كتبت تقول أنها قد عشقته بلا حدود، وبرغم تجاهلها ألا أنها لم تستطع صبرا علي الكتمان وهاهي تطاوع نفسها وتبوح بما تكنه له من شدة العشق والهيام، وانها كم تتمني لو كان يبادلها مشاعرها ولو قليلا، قالت له:
ياحبيبي أستحلفك بالله وبكل من تعز – أذا لم تكن تحبني – ألآ تحتقرني أو تسئ الظن بي وأن تسترني وكلي ثقة بك وبنبل أخلاقك
العاشقة والمتيمة أبدا في هواك (سلمى)
أعتراف (معروف) لصديقه الحميم (جعفر) أنه بالفعل يكن لها الحب الشديد منذ أيام المدرسة المتوسطة، وقد كان يراها يوميا بحكم الجيرة وعلاقتها الوثيقة بشقيقته الاصغر منه، لكنه لم يملك الشجاعة يوما على أن يكاشفها بحبه وقد كان عازما على ألا يفعل حتي لا يجرحها، ذلك لفرط رقتها وعذوبتها ثم طلب منه أن يساعده في الرد عليها، قال له:
انت يا جعفر أكتر زول بيفهمني .. وبتقدر تعبّر في الكتابة أحسن مني.
كانت المهمة شاقة على (جعفر) ولكنه أفلح في صياغة خطاب باسم (معروف) عبر فيه عن قبوله الحار لرسالتها وأعترافه الصادق بحبه الجارف لها والشوق والحنين الي لقائها لكن ما يمنعه هو اشفاقه عليها من كلام الناس والقيل والقال، اخبرها عن ايمانه الشديد بأن عش الزوجية الهادئ سيجمعهما في مقبل الايام.
أستمرت العلاقة الثلاثية بالرسائل اللطيفة، فقد كانت لهفة (جعفر) لا تقل عن لهفة (معروف) علي تسلم ردودها علي الرسائل ثم الاتفاق معا على كيفية الرد عليها.
مرت الايام بسعادة وفي نهاية السنة الثالثة حكى (معروف) لـ (سلمى) عن صديقه الوحيد (جعفر)والذى يعرف سر حبهما، فكافأته على رعاية هذا الحب بخطاب خصته فيه بالتحية ولم تنس أن توصيه في النهاية علي حبيبها ونور عيونها، فالدخول للجامعة قد اقترب ولابد من المذاكرة الشديدة.
لم يلحظ (جعفر) تناقص الرسائل بينهما ولعله ارجعه لظروف الاستذكار كما لم يلاحظ رنة الآسي في صوت (معروف) والذي كان يدير دفة الحديث سريعا كلما جاء ذكر (سلمى)، حتى جاءت رسالتها الأخيرة، كان البلل قد طمس بعض الحروف – ولعله كان من قطرات دموعها- والتي ختمتها بمقطع من أغنية عبدالحليم حافظ :
في يوم .. في شهر .. في سنة .. تهدأ الجراح وتنام
وعمر جرحي أنا .. أطول من الأيام
وداع يادنيا الهنا .. وداع يا حبي أنا
أحترم (جعفر) رغبة صديقه في كتمان ما جرى بينهما وسبّب الفراق، وكانت في الامتحانات بعض السلوى والعزاء لتجاوز ماحدث.
قبل أذاعة النتائج بأيام وصلت للشلة دعوة من (معروف) لحفل زواج شقيقه الاكبر بمنزلهم فقاموا بتلبية الدعوة مسرورين، وعندما رآى (معروف) صديقه اغرورقت عيناه بالدموع ولكن (جعفر) حسبها دموع الفرح بلقائهم ومشاركتنهم لأفراح شقيقه واثناء الحفل أخذه عن الشلة، واشار بيده نحو العريسين والدموع في عينيه:
تصور عروس أخوي دي سلمى ؟!!
صعقت المفاجأة (جعفر) ولم يشعر به وهو يجره نحو العروسين وقد تكلف الفرح، تقدما وهما يرفعا ايديهما بـ (التبشير) وما أن وصلا حتي قال (معروف) للعروس بصوت مسموع:
ده صاحبي جعفر!!
لم ينتبه العريس لكن العروس الحزينة ابتسمت له و علي مقلتيها لمعت دمعة لم تجرؤ على الانسياب.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
انا من اشد المعجبات باللاستاذة مني واتمني ان تقبليني صديقة واقوم بمراسلتك في الايميل الخاص بك وبالجد مقالاتك روووووعة ان شاء الله اطول في عمرك وايديك الصحة والعافية
الاستاذة/ الرائعة مني لك التحية والاحترام والتقدير ومن الحب ما قتل هذه قصة مفعمة بالمشاعر المختلطة ما بين فرح وحزن وياريت لو تتحفينا بمقالتك بدون انقطاع نحن في لهفة لمقالتك لتخفف عنا معناة الغربة ومفارقة الابناء والاهل دوما في انتظار الجديد وياريت لو يمن التواصل معك علي الايميل الخاص بك;) 😉 😉 😉
ربنا يديك الصحه والعافيه انشاء الله يارب ولايحرمنا منك
وكتابتك ذكرتينا شبابنا ياستاذه ويابخت سيد الاسم
احسن شئ ماذكرت حاجه من ايام دراستك في مصر قديت
انا المقال دا لم يحرك فى ساكننا لاانى لااؤمن بهزا الكلام !!امكن دا كان زمان اما الزمن دا البدفع اكتر يشيل وحلال عليهوا!!!!!