تقنية معلومات

الأنترنت.. الثورة وما بعدها


415p[ALIGN=JUSTIFY]أحدثت الانترنت ثورة غير مسبوقة فى مجال التواصل والتفاعل البشرى “الثقافة والعقائد والأفكار والمعارف والتجارة والصناعة والسياسة” ونتائج هذه الثورة كانت سريعة ونلاحظها فى أكثر من مجال، وهذا يعرفه أغلبنا. ولم تنل وسيلة من وسائل نقل ونشر المعلومات فى تاريخ البشرية ما نالته الإنترنت من سرعة فى الانتشار والقبول بين الناس، وعمق فى التأثير فى حياتهم على مختلف أجناسهم وتوجهاتهم ومستوياتهم، وما يميز الإنترنت هو تنوع طبيعة المعلومات التى توفرها، وضخامة حجم هذه المعلومات التى يمكن الوصول إليها دون عقبات مكانية أو زمانية.

لقد أصبح الناس اليوم ينظرون إلى الإنترنت على أنها المصدر الأول والمفضل للمعلومات والأخبار، ويرى البعض أن وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والمجلات لن تلبث أن تنقرض على يد الإنترنت، كما انقرض النسخ اليدوى للكتب على يد روتنبرج.
تتخطى الإنترنت كل الحواجز الجغرافية والثقافية والعقائدية التى حالت منذ فجر التاريخ دون انتشار الأفكار وامتزاج الناس، وتبادل المعارف. فاليوم تمر مقادير هائلة من المعلومات عبر هذه الحدود على شكل إشارات إليكترونية لا يقف فى وجهها شيء، وفى ذلك الكثير من نواح إيجابية وبعض النواحى السلبية.

والسرعة الكبيرة التى يتم بها نقل المعلومات عبر الشبكة تسقط عامل الزمن من الحسابات، وتجعل المعلومة فى يدك حال صدورها، وتسوى بين كل البشر “فى حال استخدموا الانترنت” فى حق الحصول على المعلومة فى نفس الوقت.
فى وسائل الإعلام التقليدية نتعامل معها أننا كجهة مستقبلة فقط، ينحصر دورنا فى أن نأخذ ما يعطوننا فقط، ولذلك من يملكون وسائل الإعلام هم الذين يقررون ما نقرأ أو نسمع أو نشاهد.

أما فى وجود الإنترنت فأنت الذى تقرر ماذا ومتى تريد أن تحصل عليه من معلومات. وأكثر من ذلك فبإمكانك من خلال منتديات التفاعل والحوار أن تنتقل من دور المستقبل إلى دور المرسل أو الناشر، وهذه نقلة تحصل لأول مرة، ولهذا أهمية كبيرة بلا شك فى الحوار.

فشبكة الانترنت أزاحت كلّ الأستار والحجب، ولا نقول قلّصت الممنوعات والمحرّمات، بل جعلتها من متناول اليد، ولم يعد الحفاظ على الأسرار شيئاً سهلاً، وتقلّص مفهوم الرقابة إلى أقصى حدّ.

وقد أضافت الانترنت الكثير للسلطة الرابعة، وجعلت عملها سهلاً وسريعاً، وإذا تحرينا الدقة فأن معظم الصحف غير قادرة على إصدار مطبوعاتها من دون الاستعانة بالشبكة، وهذا السبب لوحده يعد خدمة كبيرة جداً والذى يعنى بأن إيجابياتها لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن الاستخدام السيئ والاعتماد الرئيس عليها اضر بالعمل الصحافي.

إن خدمة الانترنت لا تعادلها خدمة أخرى، لأنها جعلت عملية إصدار الصحف سهلة وسريعة، وذلك بما توفره من معلومات تحتاجها الصحافة، بل وأصبحت اليد اليمنى لأغلب الصحف، إذ تستطيع إدارة التحرير فى أية صحيفة إعداد العشرات من الصفحات اعتماداً على ما توفره هذه الخدمة، إلى جانب السهولة التى يمكن أن تتعامل بها الأقسام الفنية.

هذا فضلاً عن أنها جعلت عمل الصحافيين ومندوبين الأخبار سهلاً، كونهم استطاعوا من خلالها إرسال أخبارهم إلى صحفهم عن طريق خدمة البريد الالكتروني، بل والاستفادة من معلوماته فى تحرير بعض الأخبار والمنوعات.. ومن هنا نجد بأن الجرائد والمجلات اغلبها قد الزم العاملين فيها على تعلم استعمال الانترنت والاستفادة منه، وهى خطوة جيدة نحو الأفضل، كون العالم وكما يقال أصبح قرية صغيرة بفضلها.

أما علاقة الشبكة بالثقافة الجادة فمتناقض، فمن جانب تكون هذه الحوارات حافزا على البحث والدراسة، ومن جانب آخر تستقطع وقت القراءة و قد تلغيها، ويمكن أن تؤثر سلبيا على الثقافة الجادة.

والقراءة من شاشة الكومبيوتر لم يتقبلها القارئ العادى الذى تعود على القراءة من المجلات والكتب، ويجد صعوبة فى لتقبلها. بينما يجدها القراء الجدد مناسبة.

وهذه القراءة غالباً ما تكون سريعة ومختزلة وغير مركزة، فكثرة المواضيع ووجود الكم الكبير من المعارف التى يمكن الوصول إليها، أدى لأوضاع سلبية فى تناقل ونشر المعلومات، فقدرات الإنسان على استيعاب المعارف الموجودة على الانترنت وتمثلها وضمها إلى منظومته الفكرية لم تتوافق معها. إن هذه المجالات والقدرات الكبيرة والواسعة التى أوجدتها الانترنت، لم يستطع الفكر البشرى أن يجاريها بقدراته التى يملكها، فالخيارات الكثيرة المتاحة أوسع وأكبر من أن يستطيع العقل التعامل معها، بالإضافة إلى أن المعارف الموجود على الانترنت متداخلة ومختلطة مع بعضها إن كان من حيث نوعيتها أو دقتها. والانتقال السريع بين هذه المعلومات يمكن أن يؤدى فى كثير من الأحيان إلى نتائج سلبية. ومن الصحى أن يكف المرء عن البحث عن المصادر بعد فترة ليستطيع هضم ما وجده بالفعل.

عندما يستمد الإنسان ثقافته من الإنترنت فقط، خصوصا إذا كان القارئ لا يعرف أن يتحقق من صحة المعلومات أمامه، لأنه يسهل تزيف الحقائق وتزويرها عبر الإنترنت.
فالمشكلة فى المستخدم غير الخبير سواء فيما يقرأه “الموضوع الذى يبحث عنه” أو فى الإنترنت عامة وكيف يفرق المواقع ذات الثقة من غيرها.

فمستخدم غير خبير قد يصدق بسهولة أى خبر فارغ أو نظرية غير دقيقة لمجرد وجودها على أى موقع على الويب. ولكن تبقى المزايا أكثر من العيوب – كون الأفكار مطروحة بحرية وما على القارئ سوى التحقق – ومع الخبرة والوقت سيكتسب القارئ الجاد هذه القدرة.

فقضية المصداقية يمكن حلها، وهى موجودة أيضا فى باقى وسائل الإعلام.
والقراءة من الإنترنت سوف تزداد وتتسع لتصبح هى الأوسع، وكذلك الكتابة عل الإنترنت هى التى ستصبح الأساس، وجميع الكتاب سيوجدون على الإنترنت بإرادتهم أو بإرادة غيرهم.

أهم الميزات

× المجانية وهى أمر لم يحصل تماماً بعد. لكنه سيحصل خلال السنوات القادمة، حيث إن الكثير من الأنماط التجارية بدأت تتبلور لتمكن المجتمع من اعتبار خدمة الإنترنت من الخدمات الأساسية فى الحياة والتى سيتم توفيرها للجميع بشكل مجانى أو شبه مجاني. تتابع الأخبار وتتسوق وتستدعى المعلومات المهمة فى الوقت المناسب.
× تنوع التطبيقات، إذ إن التطبيقات والخدمات التى تقدمها الشبكة تبلغ سعتها سعة الحياة فمن التطبيقات التعليمية والتربوية التى تخدم أطفالنا فى تعلمهم واستكشافهم للعالم، إلى الخدمات التى × × تسهل الاتصال كالبريد الإلكترونى وغرف الحوار، إلى التطبيقات التجارية التى تحول العالم بأسره إلى سوق صغيرة يستطيع فيها البائع والمشترى إتمام صفقاتهم فى لحظات، إلى المواقع الإخبارية والمعلوماتية والأكاديمية والمرجعية التى تخدم الباحثين والمطلعين فى شتى المجالات. سهولة الاستخدام لا تحتاج أن تكون خبيراً معلوماتياً أو مهندساً أو مبرمجاً حتى تستخدم الإنترنت.

بالإضافة إلى ان الانترنت:

1 منحتنا حرية واسعة جداً فى التعبير الفكرى والعقائدى والأدبى والفنى والتعبير عن المشاعر والعواطف..، نحن كنا محروموين منها.
2 – أتاحت لنا مجال تواصل ثقافى و فكرى وعقائدي… مع الآخرين، وسريع جداً لم نكن نحلم به.
3 – حققت لنا سرعة كبيرة فى مجال اختبار أفكارنا ومعارفنا..، عندما مكنتنا من معرفة رأى الآخرين فيها.
4 – فتحت لنا مجالات واسعة تمكننا من إظهار قدراتنا، وبالتالى هيأت لنا ظروفا تساعدنا على الإبداع فى مجالات كثيرة.
5 – تساعدنا على تطوير الكثير من المهارات، إن كانت فى مجال استخدام الكومبيوتر أو فى مجال الكتابة واللغة والتأليف الفكرى والأدبى والفني…الخ
6 – منحتنا مجالاً واسعا للتسلية واللعب والترفيه والمزاح…، وكل ما هو موجود فى النوادى الواقعية.
7 – أتاحت لنا مجالاً واسعا للإطلاع المعرفى والثقافى فى مجالات كثيرة، وبسهولة كبيرة.
8 مكنتنا من سهولة وسرعة النشر على الإنترنت، وهى أفضل بكثير من النشر عن طريق المراسلة العادية.
9 وسهلت لنا البحث عن المراجع والمعلومات والأخبار سهل وسريع، بوجود محراكات البحث المتطورة.
10 سهلت لنا كتابة المقالات و الموضوعات، لسهولة الوصول للمراجع، ووجود برنامج الورد.
11 – هى عالم يطور المرء فى ذاته، وهى مجال تختبر فيه الأفكار والقدرة الكتابية والإبداعية، وهى ملتقى مع أفراد يجمعك بهم قواسم مشتركة، والتعاطى مع الآخر وإمكانية الحوار معه.
12 منحتنا سرعة التفاعل مع الآخرين، وبالتالى تسريع تطور الأفكار، واتساع مكان ومجال الحوارات والنقاشات. بوجود النوادى والندوات عبر الإنترنت.
لاشك أن للمنتديات الحوارية الكثير من المزايا والفوائد كما أن لها سلبياتها، ككل شيء فى الحياة عموما. ففيها الحرية الواسعة فى عرض ونشر الأفكار، وضعف الرقابة.
إن حرية التعبير التى حرمت منها مجتمعاتنا جعلت من هذه المنتديات متنفس وهو وضع صحى ومطلوب ومع الوقت ربما تصبح حرية التعبير وتقبل الآراء المختلفة وضع طبيعى ومقبول، فالكثير من الأفكار التى تطرح لم تتعود مجتمعاتنا على مجرد سماعها ولا أقول قبولها.

ولا شك أن هناك بعض المواضيع القيمة تكتب فى المنتديات، ولكن الإشكال هو أنها سرعان ما تذهب خلف الصفحات و تـُدفن. وصفات وخصائص المنتديات لا تحددها وتقررها الإدارة فقط بل صفات وقدرات الأعضاء أيضاً. فمهما كانت الإدارة متطورة وجيدة وحكيمة، فإن هذا لا يكفى لتطور المنتدى وتقدمه إذا كانت غالبية الأعضاء غير مؤهلة لذلك.
والحرية الواسعة فى التعبير عن جميع ما تفكر فيه بالإضافة لتنوع المواضيع واختلاف الأفكار والثقافات الموجودة، له محاذيره. وكذلك إعطاء الحرية لم لا يستحقها يمكن أن يكون له عواقب سلبية.

لقد تعالت فى الوطن العربى أصوات تدعوا للرقابة على الإنترنت، والبعض أيد ذلك والبعض الآخر لم يؤيده.

إن الرقابة على الإعلام هى كانت موجودة دوماً إن كان بشكل ظاهر أو كان بشكل غير ظاهر، فالتقييم والتوجيه لكافة أشكال الإعلام هو موجود دوماً. وإذا دققنا فى التاريخ المروى أو المسجل، وهو شكل من أشكال الإعلام، وكذلك كل الإعلام الواصل إلينا، فإننا نره مراقب ومقيم وموجه من قبل راويه أو كاتبه أو ناشره.

وكل من مارس أو يمارس الإعلام مهما كانت صفته، يترك بصمته عليه بطريقة من الطرق، فيمكن أن يذكر أشياء أو يتحاشى ذكر أشياء، أو يستعمل طرق كثيرة أخرى معروفة ليترك بصمته “أو بصمت من يكون تابع له”، وهذا نتيجة الدوافع والأفكار والقيم والمصالح التى يعتمدها، ودوماً الأقوى “والأقوى يمكن أن يقون الأقوى فكرياً أو عقائدياً أو مادياً أو اقتصادياً” هو الذى يفرض تقييماته وتوجهاته وينشر ما يحقق مصالحه.

لذلك كان الإعلام غير دقيق وفيه الكثير من التحوير، بالإضافة إلى أنه كان قليل ومحدود مقارنة بالإعلام الموجود الآن، وقد كان دوماً مسيطر على الإعلام وموجه من قبل الأقوياء.

ولكن الآن بوجود الإعلام الفضائى والإنترنت الذى سمح للكثيرين نشر أفكارهم ومعارفهم وقيمه، وضمن حرية واسعة. أصبحت قوة سيطرة الأقوياء على التحكم وتوجيه الإعلام مهددة، وإن بقيت موجودة.

يجب أن يستغل هذا الوضع من قبل الضعفاء لأنهم تحرروا من سلطة الأقوياء، والسعى لإظهار أفكارهم وقيمهم وتوجهاتهم، فهو الأفضل حتى وإن كان لهذا العديد من المحاذير المعروفة. لأنه فى النهاية سوف ينتشر الإعلام الأدق والأفضل “ولا يصح إلا الصحيح” ويتوارى الغث والتافه والسيء، ولن يكون هذا خلال وقت طويل.فيجب أن تتحقق ديمقراطية وحرية الإعلام وإن كان الثمن كبيرا.

ومن مساوئ ومضار الانترنت:
1- إدمان الجلوس بين يديه عنده لساعات طويلة بما يعطّل الكثير من أنشطة المستخدم الأخرى: العلمية والاجتماعية والرياضية والإنتاجية.
2- الابتعاد عن الواقع المعاش بما ينتج عن تفكك الروابط والعلاقات المباشرة، والاستعاضة عنها بلقاءات الغرف الالكترونية.

3- الاستغراق فى التعامل الآلى يهدّد بالخوف من إلغاء إنسانية الانسان.
4 – الدراسات الطبّية التى أجريت على أناس يتعاملون مع الكمبيوتر لفترات طويلة يومياً، كشفت أن ذلك يؤدِّى إلى: ـ إضعاف البصر. ـ زيادة الإرهاق النفسي.
ولكن كيف نتكيف مع هذه المضار؟
إن المهم هو معرفة وإدراك الخيارات والقدرات التى أتاحتها لنا الانترنت فى مجال التواصل والتفاعل الفكرى والمعرفى بما يسمح لنا بالنمو والتطور نحو الأفضل وبشكل سريع جداً.

أما فى أى مجال ومن أجل أى أهداف وأى قيم، توظف هذه القدرات وهذه الإمكانيات، فهذا شيء أخر.

فيجب علينا أولاً اعتماد أحكام واقع أى أحكام موضوعية وتؤيدها الوقائع، وتكون عالية الدقة، وبعد ذلك نطلق الأحكام القيمة. أى ما هى قيمة “فائدة أو ضرر” هذه القدرات التى عرفنا خصائصها، وفى أى مجال يمكن أن نوظفها.

ويمكن أن يكون الحل فى إيجاد بنية منظمة ومديرة ومقيّمة، تقوم بالتعامل مع هذا الوضع وتحقق ارتباط فعال ومجدى بين ما هو موجود على الإنترنت وقدرات الانسان أو الفكر المتعامل معها.

وهذه البنية موجودة وهى النوادى والمنتديات والصحف الإلكترونية وباقى المواقع. فهذه البنيات يجب أن تكون مهمتها الأساسية تحقيق أعلى مردود لتواصل بين ما هو موجود على الانترنت والمستخدمين لها.

فيجب أن تكون مهمتهم التقييم والتنظيم والإدارة بما يحقق تلافى مساوئ الانترنت والاستفادة من ميزاتها. ويجب أن يكون هذا مع المحافظة حرية التعامل مع الانترنت. ومن مهمة إدارة المنتديات أيضاً الاهتمام بالمواضيع القيمة ونشرها على صفحات مجلة إلكترونية لكى لا تذهب هباء.

ومن الواقعى أن نعتبر الحوار على الشبكة هو نوع من الثرثرة أو التسلية وتباسط الأصدقاء أكثر منه حوارا أصيلا أو ثقافيا جادا، وطبعاً هناك فوائد هامة نجنيها من الحوارات الجادة، ليس أقلها التعرف المباشر على الآخرين، ولكن الحوار الذى ربما لا يؤدى إلى اتفاق سيؤدى على الأقل إلى تفهم، وأيضا إلى شيوع روح الاعتدال و التعقل فى الحياة العامة.
والحوارات هى ترمومتر ثقافى للإنسان يستطيع خلالها تحديد مدى لياقته الذهنية والثقافية، وهذا يحدث تحديدا عند اختلافه مع محاورين جادين أقوياء و هذا نادر للغاية، ولكنه يحدث أحيانا.

هناك فارق بين المحاور والكاتب، فالمحاور مشغول أساسا بمن يتحاور معهم، و لكن الكاتب يستغرق فى الموضوع نفسه. المحاورة هى عبارات جذابة ولكن غير عميقة غالبا، فلا وقت للتفكير المركز. والمقال يتوخى العمق لا الجاذبية، خاصة فى المقالات الشهرية أو الأسبوعية. والكاتب الجيد ليس بالضرورة محاورا جيدا.
والآن من يستخدم الإنترنت فى البلاد العربية قلائل جداً ونسبتهم لا تتجاوز 10%.

* كاتب سورى متخصص فى العلوم الإنسانية

عرب اونلاين [/ALIGN]