تحقيقات وتقارير

سيدي الرئيس.. حتى لا تضيع الفرصة الأخيرة

[JUSTIFY]الخبر الذي ورد مانشيتاً في صحيفة «الأهرام اليوم» بعنوان «الرئيس الأمريكي يطالب سلفا كير باحترام سيادة السودان» كان ينبغي أن يحظى باهتمام أكبر في الساحة السياسية والإعلامية.
يقول الخبر إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعا رئيس دولة جنوب السودان إلى احترام سيادة السودان وعدم مساعدة نشاطات الحركة الشعبية الشمالية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق ويقول الخبر الذي ورد في بيان أصدره البيت الأبيض إن أوباما أوفد نائب مستشاره لشؤون الأمن الوطني إلى جوبا لنقل هذه الرسالة!!
متحدِّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عضّد الخبر بانتقاده استخدام القوة المسلحة للإطاحة بحكومة الرئيس البشير مضيفاً بأن أمريكا تؤيِّد تغيير النظام في السودان عن طريق عملية ديمقراطية شاملة باعتبار أن الإدارة الأمريكية لا ترى أن ذلك يمكن أن يتحقق من خلال العنف.
إذن فإن تحالف كاودا أو سمِّه بالجبهة الثورية السودانية التي تضم ثلاثاً من حركات دارفور المسلحة المتمردة على سلطان الدولة السودانية «خليل وعبد الواحد ومناوي» علاوة على ما يُسمّى بالحركة الشعبية لتحرير السودان «شمال» بقيادة مالك عقار والتي يتولى عرمان منصب أمينها العام.. أقول إن هذا التحالف مرفوض من الإدارة الأمريكية بل إنه مرفوض كذلك من الأمم المتحدة التي أعلنت على لسان أمينها العام بان كي مون إدانتها لتأسيس تحالف كاودا الذي «دعا إلى استخدام القوة ضد الحكومة السودانية» وقال إن ذلك سيأتي بنتائج عكسية.
إذا أضفنا إلى الموقف الدولي المناهض لإسقاط النظام عن طريق القوة العسكرية أن معظم الأحزاب السياسية «التاريخية» ترفض استخدام العنف بما في ذلك حزب الأمة القومي الذي أعلن رئيسُه الصادق المهدي أن حزبه يدعو إلى التغيير بعيداً عن العنف وكذلك الأحزاب الأخرى المتحالفة مع المؤتمر الوطني ومن بينها الاتحادي الأصل الذي سيشارك في الحكومة القادمة بالإضافة إلى منبر السلام العادل العدو اللدود للتمرُّد المسلح على الدولة.. إذا فعلنا ذلك مضيفين الموقف الدولي إلى المحلي الرافض لاستخدام القوة ضد النظام الحاكم تصبح الساحة آمنة تماماً إلا من هذه الجبهة الجديدة التي أُدينت من الجميع الأمر الذي يستدعي اتخاذ مواقف وسياسات معينة يقتضيها الواقع الراهن.
في ختام ورشة العمل التي عُقدت في واشنطون بتنظيم من المعهد الأمريكي للسلام بالتضامن مع مكتب المبعوث الخاص للسودان قالت وزارة الخارجية الأمريكية بعد أن أشادت بالورشة إنها تعتبر «وثيقة الدوحة لسلام دارفور» خطوة للأمام لسلام دارفور وحثّت الموقِّعين عليها على تنفيذها بشفافية ودعت الحكومة والحركات المسلحة لتحقيق أهدافها من خلال الوسائل السلمية محذِّرة من أن المطالب غير الواقعية ربما تشكِّل خطراً على عملية سلام دارفور.
لا يعنيني في هذا المقام الأسباب التي أدّت إلى أن تتبنّى أمريكا هذا الموقف المهادن للحكومة السودانية فلربما كان ذلك ناشئًا عن نشاط دبلوماسي من دولة قطر بعد أن أصبح لها وزن سياسي كبير في أروقة السياسة الدولية وربما خشيت أمريكا من تداعي «الدومينو» الذي يمكن أن يعصف بدولة جنوب السودان التي تعاني من فقر دم دائم وأمراض مزمنة وقاتلة توشك أن تُرديها حتى بدون أدنى تدخل من القوات المسلحة السودانية التي تعلم أمريكا من خلال سيرة ناصعة من البذل والتضحية أنها عصيّة على الهزيمة.
اعتراف أمريكا بأن دولة الجنوب الجديدة تدعم عملاءها في النيل الأزرق وجنوب كردفان هو أكثر ما أدهشني لأنه يمثل شهادة شاهد من أهلها ويوجِّه ضربة قاصمة لدولة جنوب السودان ذلك أنه يُعطي حجة قوية للحكومة السودانية لإعمال مبدأ المعاملة بالمثل كما أنه يهزم دعوات الحكومة الأمريكية نفسها ممثلة بعدو السودان اللدود سوزان رايس إلى إدانة الحكومة السودانية جرّاء ما اتهمت به قواتها المسلحة من قصف لبعض معسكرات اللاجئين داخل حدود دولة الجنوب.
لا أدري ما إذا كانت الدبلوماسية السودانية تملك من الكفاءة ما تُحسن به الاستفادة من هذه الهبات الربانية الممنوحة من أمريكا التي لم يعتَدْ السودان منها غير الأذى والكيد والتآمر والتضييق.
ما دعاني لكتابة هذا المقال هو أن الكرة في مرمى الحكومة السودانية بل في ملعب الرئيس البشير شخصياً والذي أرجو أن يولي ملف دارفور واتفاق الدوحة اهتمامه الشخصي ذلك أنه ما من اتفاق دارفوري حظي بقبول دولي خاصة من أمريكا التي لم تكتف بمجرد منح الدعم السياسي للاتفاق إنما رفضت حتى تحالف الحركات المسلحة الدارفورية مع حليفتها الحركة الشعبية ودولة جنوب السودان التي اتهمتها بل طالبتها بالكفّ عن التدخُّل في الشأن السوداني.
أقول ذلك لأني أخشى أن يلعب صراع السلطة والثروة والتنازع حول الصلاحيات في دارفور بين الولاة المنتخبين ورئيس السلطة الانتقالية د. التجاني السيسي دوراً في تعويق الاتفاق سيما وأن هناك بعض التصريحات التي تشي بأن هناك سحباً سوداء تلوح في الأفق.
أشعر حتى الآن أن د. السيسي يتحلى بكثير من الموضوعية في تصريحاته ويُبدي حرصاً على التعاون لكن شيطان السلطة والثروة يحتاج إلى إرادة قوية وقرار رئاسي يكبح جماح أي تفلتات يمكن أن تنشأ بين الأطراف المختلفة مع إيجاد آلية فعّالة للمتابعة.
ثقتي في قدرات الأخ أمين حسن عمر كبيرة وأطلب منه أن يتابع الأمر بصورة لصيقة وبقرون استشعار ذات حساسية عالية ويرفع الأمر إلى الرئيس أولاً بأول قبل أن نفقد هذه الفرصة الذهبية المواتية التي أخشى أن تكون الأخيرة.
[/JUSTIFY]

صحيفة الانتباهة – الطيب مصطفى

‫3 تعليقات

  1. الاخوة الاعزاء يقول المولى عز وجل{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} صدق الله العليم العظيم
    ويقول خير البشر سيدنا محمد {صلى} المسلم كيس فطن أو فى رواية أخرى المؤمن كيس فطن صدق رسول الله{صلى}
    شخصيا لا أتوقع خيرا من هذه التصريحات فلنرجع بزاكرتنا أيام حرب الجنوب وعند قرب وصول الجيش لحدود يوغندا تدخلت أمريكا وأوربا وعنفت الجيش الشعبى لاختيارة خيار الحرب وأمرت بوقف الحرب والجلوس مع حكومتنا للمفاوضات فأعطيت أكثر ما تستحق بنيفاشا لان الجنوب ليس ملكا للحركة الشعبية ولكن نتمنى أن ينعم الله على الاغلبية المستضعفة بالجنوب بالفرج القريب من قهر الحركة الشعبية.
    ونعود لموضوعنا الذى تؤد الحكومة الأمريكية تكرارة والمقصود اعطاءما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال ومتمردى دارفور مكاسب غير مستحقة بالجلوس مع الحكومة فى مفاوضات لتقديم تنازلات لفئات لاتتحدث الا عن نفسها وعن حقوق افرادها وهم أقلية لاتزكر سوا بالنيل الازرق أو دارفور وعلى الحكومة ألا ترضخ ولاتصدق ما يقولوهو فهم ليس لهم هدف الا تمزيق السودان بمساعدة مرتزقتهم وعمالتهم المندسين.
    رسالتى للحكومة كمواطن بأن تصبر وأن تراعى لغالبية أهل البلد الأشارف من لا يريدون ضعف فى الموقف السودانى تجاة كثير من المواقف ونحن معكم.

  2. عندما قرأت هذا المقال تزكرت غزو الكويت ومناصرة صدام عندهاكانت الانقاذ فى البداية وكان الوقوف نع الاجماع العربى ولكن الحكومة فى وقتها لم تنظر الى هذا اليوم وضاعت فرصة كانت سوف تجعل السودان موحدا اليوم فهل سيتكرر نفس الموقف وتضيع الفرصة مرة اخرى

  3. الاخوة الاعزاء يقول المولى عز وجل{ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم} صدق الله العليم العظيم
    ويقول خير البشر سيدنا محمد {صلى} المسلم كيس فطن أو فى رواية أخرى المؤمن كيس فطن صدق رسول الله{صلى}
    شخصيا لا أتوقع خيرا من هذه التصريحات فلنرجع بزاكرتنا أيام حرب الجنوب وعند قرب وصول الجيش لحدود يوغندا تدخلت أمريكا وأوربا وعنفت الجيش الشعبى لاختيارة خيار الحرب وأمرت بوقف الحرب والجلوس مع حكومتنا للمفاوضات فأعطيت أكثر ما تستحق بنيفاشا لان الجنوب ليس ملكا للحركة الشعبية ولكن نتمنى أن ينعم الله على الاغلبية المستضعفة بالجنوب بالفرج القريب من قهر الحركة الشعبية.
    ونعود لموضوعنا الذى تؤد الحكومة الأمريكية تكرارة والمقصود اعطاءما يسمى بالحركة الشعبية قطاع الشمال ومتمردى دارفور مكاسب غير مستحقة بالجلوس مع الحكومة فى مفاوضات لتقديم تنازلات لفئات لاتتحدث الا عن نفسها وعن حقوق افرادها وهم أقلية لاتزكر سوا بالنيل الازرق أو دارفور وعلى الحكومة ألا ترضخ ولاتصدق ما يقولوهو فهم ليس لهم هدف الا تمزيق السودان بمساعدة مرتزقتهم وعمالتهم المندسين.
    رسالتى للحكومة كمواطن بأن تصبر وأن تراعى لغالبية أهل البلد الأشارف من لا يريدون ضعف فى الموقف السودانى تجاة كثير من المواقف ونحن معكم.