تحقيقات وتقارير

قل موتوا بغيظكم!!


[JUSTIFY]الشيوعي حيدر المكاشفي أبدى اندهاشه أن أكتب منتقداً أوضاع الحريات العامة في السودان بما في ذلك حرية التعبير والرأي!!
طبعاً أتوقع أن ينبري الرجل وينكر أنه شيوعي كما فعل من قبل عملاً بنصيحة أو حكمة «الشينة» منكورة، فالحمد لله الذي جعل الشيوعية أمراً «شيناً» ومنكوراً بعد أن كان معتنقوها ذات يوم يتباهَون بها ويتفاخرون بل ويخرجون في الشوارع ويبرطعون ويصيحون «يا يمين يا جبان اليسار في الميدان»!! في قلة حياء تستعصي على الحديث الشريف «إذا بُليتم فاستتروا»!! لكن أليس غريباً أن يأتي زمان يحتكر فيه الشيوعيون حقّ الحديث عن الحريات العامة ويُنكرون على الآخرين ذلك الحق وهم الذين ارتكبوا أبشع المجازر في تاريخ السودان بل وفي العالم أجمع وهل ما فعلوه في مجزرة بيت الضيافة عام 1971م في أعقاب انقلابهم المشؤوم إلا مثال على وحشيتهم وهل كانت مجازر الجزيرة أبا وود نوباوي عندما كانوا يسيطرون على حكومة نميري إلا ترجمة فعلية لدمويتهم وهل يملك أناس قامت نظريتهم على مبدأ الصراع والحقد الطبقي غير أن ينفثوا أحقادهم على بني الإنسان؟! وهل كانت سيرة الرويبضة صديق ورفيق حيدر المكاشفي إلا مثالاً لما ترتكبه الشيوعية في حق أتباعها؟
استنكر حيدر المكاشفي عليَّ أن أكتب عن الحريات وقال إن الذي دفعني إلى ذلك هو سبب شخصي بعد أن حُجبتْ عني الدعوة إلى المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني وهو خُلُق راتب عند الرفاق الذين يشخصنون الأمور ولا يصدِّقون أن أحداً من البشر يمكن أن يصدر عن مبدأ أو فكر وأعجب ما في الأمر أن الرجل يعلم تماماً أن نقدي لأوضاع الحريات العامة كان سابقاً للمؤتمر التنشيطي وصدر في مقال بعنوان «هل يطيق المؤتمر الوطني التداول السلمي للسلطة» كتبتُه تعليقاً على حديث الرئيس البشير في المؤتمر التنشيطي لولاية الخرطوم والذي كنتُ أحد شهود جلسته الافتتاحية التي تحدَّث فيها رئيس المؤتمر الوطني ورئيس الجمهورية.
لم ينسَ المكاشفي أن يقول إن لي سهماً فيما أشكو منه اليوم وهنا ذكر الوظائف الإدارية التي تقلدتُها في مجال الإعلام وينسى الرجل أن الإنقاذ كان ينبغي أن تقوم لأنها إن لم تفعل لجاء غيرها ولشهدنا تكراراً لما تتعرض له سوريا اليوم من تسلُّط أو ما تعرَّض له الاتحاد السوفيتي السابق وغيرُه من أنظمة القهر الشيوعي ذلك أن ثلاثة انقلابات كانت تتسابق لترث حكومة الصادق المهدي التي كانت تعاني من سكرات الموت وهي تُحتضر في انتظار من يخلفها وكان البعثيون والشيوعيون والإسلاميون جميعاً يقفون على الباب لحمل الجنازة إلى مثواها الأخير ولذلك لم أندم ولن أندم البتة على قيام الإنقاذ لترث الصادق المهدي خاصةً بعد مذكرة الجيش التي كانت بمثابة إعلان الوفاة المبكِّر لحكومته المريضة.
الرفيق حيدر المكاشفي يعلم أن تحولاً كبيراً في مسيرة الإنقاذ قد حدث وأن القبضة الحديدية الشمولية قد خفّت بإرادة الإسلاميين الذين انتهجوا التدرج في مسيرتهم السياسية وكنا جزءاً من تلك المسيرة ولا أظنه يعلم أن التدرُّج سُنة إسلامية اتُّبعت في تنزيل الكثير من الشرائع وما تحريم الخمر بالتدرج إلا مثالاً صارخاً على ما أقول، أما الحريات فلعله يجهل أو يتجاهل أنا كتبنا مراراً عنها وطالبنا بتوسيعها وكنتُ على المستوى الشخصي من أكثر من عانوا من التضييق على رأيي حين صدعتُ برؤية الانفصال وخرجتُ من المؤتمر الوطني حين ضاق ذرعاً بمقالاتي وخيَّرني بين البقاء في صفوفه في مقابل الكفّ عن تناول الانفصال في الصحف وحتى عندما أصدرنا الإنتباهة بعد تكوين منبر السلام العادل كانت من أكثر الصحف تعرضاً للتضييق والمراقبة والسنسرة ولا أحتاج إلى التذكير بتعرُّضنا لفرعون ليبيا الذي أُوقفنا بسببه لفترة قاربت الثلاثة أشهر ولطالما كتبنا عن الحريات وكنت أُكثر في مقالاتي من عبارة إن القرآن خلّد الرأى الآخر بآيات يُتعبَّد بها إلى يوم القيامة ومن ذلك آيات «قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ»، «وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ…».
لذلك لا يحق للشيوعيين تحديداً والذين كانوا يردِّدون مع وردي في تمجيد مايو بعبارات بشعة من شاكلة «نشق أعدانا عرض وطول».. لا يحق لهم أن يزايدوا علينا في مناداتنا بالحريات التي نوقن أنها ستأتي بالإسلام وهل من دليل أبلغ من ثورات الربيع العربي التي جاءت بالإسلام على أنقاض الأنظمة العلمانية القهرية!!
أعلم يقيناً مقدار الحنق والغيظ الذي جعل حيدر المكاشفي يسمِّي منبر السلام العادل بمنبر الانفصال فالرجل لا يزال يبكي، مثل رفاقه وأصدقائه عرمان والحلو وعقار وبقية بني علمان، على وحدة الدماء والدموع ولا يزال ينتحب حزناً على تحرير النيل الأزرق وجنوب كردفان وخروج عرمان وعقار والحلو المخزي من السودان وانهيار مشروعهم العلماني.
أقول لحيدر المكاشفي إن الانفصال الذي تعيِّرنا به رغم أنه أصبح واقعاً برغبة أهل الجنوب الذين اختاروه بالإجماع تقريبًا رغم بكائكم ونحيبكم وعويلكم ورغم المناحة التي لا تزالون تقيمونها.. إن الانفصال الذي تعيِّرنا به هو ممّا نفخر به ونباهي ونعرض ونهزّ بعد أن أسهمنا في تحرير بلادنا من مسيرة الانتحار البطيء الذي أراده لها أعداؤها حتى يدمروها ويطمسوا هُويتها ونصيحة لوجه الله أقدِّمها لحيدر المكاشفي.. وهي أن تلحق قبل أن يدهمكم الموت الذي يتخطّف رفاقك بين الفينة والأخرى وهم في غفلة ساهون وفي محراب الهالك ماركس يتعبّدون!!
[/JUSTIFY]

الانتباهة – الطيب مصطفى


تعليق واحد

  1. قبح الله وجهك ياأيها المعتوه ، لقد خلق الله الكون ووجد السودان بشكله الحالي ، وبقبائله الحاليه، فالسودان كان أمة واحدة بمختلف تنوعه القبلي .
    أين الإسلام البريْء منكم ، هل الإسلام هو السعي للفتنة وتقسيم الوطن ، الكل يعلم السبب وراء موقفكم من السعي وراء إنفصال الجنوب ، هو موت أبنكم فطيسة في أحراش الجنوب ّّّّّّّّّّ.
    ويالجهالتك وسذاجتك بأن نصبت كل من هو شيوعي بأنه كافر ، بل الكفار أنتم يابائعي الدين ، وأني لأشهد بأن هنالك شيوعيون هم أكثر ورعاً ومخافة لله لا يظلمون الناس مثقال ذرة ، أين أنتم من هؤلاء يافاسقين

  2. [SIZE=5]اولا نرجو التحلي بالاخلاق هذه ليس مرجلة ولا شهامه الرجال بالميدان لا عبر النت يتشاتمون هذا جانب الجانب الاخر نرجو من المشرف ان يقوم بضبط مثل هذه التفلتات والشتائم لان اي تعليق لا يتعدي عشرة كلمات وكلها شتيمه [/SIZE]

  3. أنتم يامنتصر ومحمدكامل المثل بيقول الفيك بدر بيه، ماكل من يقول الحق في أمر يخص جهة ما أنه يتبع لتلك الجهة.
    يظهر عليكم من المغفلين النافعين والمنتفعين من المؤتمر الوطني وآكلي أموال الشعب السوداني بالباطل .
    نعم مما قمنا وجدنا السودان بلداً واحدا رغم تعدد الأعراق والثقافات التي تمثل تميز حقيقي للشعب السوداني ، لكن فهمكم أقصر من أن يطول ذلك .