تحقيقات وتقارير

بيوت الجالوص … هل يعصف بها المسلح؟

يا ضل مفروش جوا الحوش مقشوش بي موية ريد وحنان والبن على الموقد تهب ريحتك وانا راسي يدوش متقريف ليك.. قصيدة كتبها احد الشعراء وقف فيها مع بيت الجالوص الذي كان سيد الموقف وهو بطل الموقف الذي هزم المقولة التي اكدت عدم قدرته على الصمود امام عوامل المناخ بدليل بقاء طابية المهدية التى ظلت شامخة الى هذا اليوم .. فقد استبسلت في حماية جيوش المهدية وخاضت معهم معارك ضارية
لم تكن نظرة قادة المهدية قصيرة المدى عندما قرروا بناء الطوابي من الطين لحماية للجنود اثناء المعارك التى خاضوها محض افتراء وصدفة فالطين مادة رئيسة استخدمها اسلافهم لبناء حصونهم ورسخت كفكرة فرضتها ظروف تلك الحقبة اضافة الى قوة هذه المادة وقدرتها على الصمود فقد ظلت شامخة متحدية كل الظروف المناخية وعوامل الجو لالاف السنين
ويشكل بيت الجالوص مساحة من الوجدان السوداني وها هو الشاعر هاشم صديق يتباهى بواقعه عندما كتب مسجل للبلد.. يابلد اسمعيني وهاك كل البيعة كاملة اسمي هاشم وامي آمنة
ابويا ميت وكان خضرجي
ومرة صاحب قهوة في ركن الوزارة
بيتنا طين واقع مشرم ولما حال الطين يحنن نشقى شان يلقى الزبالة..
بيوت الجالوص ظلت شامخة تحتضن كثيرا من الاسر السودانية وتدفئهم وتنسج معهم خيوط احلامهم بواقع افضل ولم تخذلهم يوما بفعل الامطار او الرياح التي قد تأتي بما لا تشتهي جدرانهم التي تحتاج الى الزبالة سنويا مكسبا اياها قوة تستطيع بها مواصلة المشوار
11804 على الرغم من التطور العمراني داخل العاصمة الا ان بيوت الجالوص مازالت متمسكة باسباب البقاء
يقول الحاج مكي عبد الرحيم انه فخور بمنزله الذي تخرج من المهندس والطبيب والمعلم وهم ابناؤه الذين اسهم صبر البيت وتحمله في تعليمهم وقد رفض تركه عندما طلب منه الابناء السكن مع احدهم في شققهم الفاخرة في ارقى الاحياء السكنية الا ان حاج مكي اصر على البقاء في منزله الجالوص في شيء من الوفاء.
من جانبه اكد اسامة الزين قدرة الجالوص على تحمل الامطار الغزيرة مشيرا الى ان منزلهم اسس منذ اكثر من ثلاثين عاما ومازال شامخا ويستطيع البقاء لثلاثين عاما اخرى مبينا انه يحلم بتحسين اوضاع عائلته وتأسيس منزل بالطوب الاحمر فضلا عن الجالوص غير ان والديه يرفضان ذلك التوجه غير ان هدى الزبير انتقدت بيوت الجالوص وقالت بان حلمها هو الزواج من رجل يسكنها في بيت من الطوب بدلا عن الجالوص الذي عاشت فيه طفولتها و شبابها مبينة ان ذلك ليس تقليلا من شأن بيوت الجالوص اذ تحتفظ بالكثير من اللحظات السعيدة للجالوص الا ان هذا?لايمنعها من الحلم بالسكن في بيوت الطوب فالحياة تبدو هناك اجمل كما تقول آمنة
عثمان خليفة يقول انه ومن خلف هذه الجدران الطينية خرج اناس غيروا خارطة التاريخ فمعظم المبدعين في بلادنا عاشوا في بيوت من طين وسطروا تاريخ البلاد وانهم فخورون كثيرا بالطين وبالجالوص..
وعن الجالوص الذي عاش فيه العم عبد الرحيم دعونا نردد مع الشاعر المهاجر عاطف خيري رائعته «الجالوص وما احلاها»
والمطرة زي شفع العيد..تدخل غرف كل البيوت
حكمة الجوع الشرح للارضة كيف تقرا المرق
وقبال يقع فوقك سقف..يتنحنح الجالوص
امرق على مهلك ..مروق الحنة من ضفر العروس
واصعد على مهلك..صعود البذرة والروح والشموس
الصحافة
هبة الله صلاح الدين

تعليق واحد

  1. [frame=”13 90″]
    [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=6][COLOR=#198C10]الماشايف البحر تخلعه الترعة ، قال بيتهم من 30 سنة .. هههههههه يا اخي تعال في الشمالية وشوف بيوت اكثر من مائة سنة ومن الجالوص والسقف جريد وحلفا وطين وزبالة ..( الحلفا دا نبات)
    غير دفء الجو هذه البيوت تضم بين جنباتها دفء الحنان والحنية وتضم بين جدرانها الفة وصوت حبوبة وعمة وخالة وكلهم متجمعين في بيت واحد وشاي يجمعهم شاي الصباح مع حرف ومناقشة امور زراعتهم ولا حصاد ولا خرط تيراب برسيم ولا قليع بصل وكثيرة وجميلة وحلوة ونستهم وطيبتهم ويا حليل الماضي .. انا شخصيا بيتنا مبني سنة 1952 مع اننا قمنا بتكسير وتعديل الا ان هناك ما رفضت الوالدة ان يكسر او يغيّر وهما غرفتها وغرفة الوالد يرحمه الله فظلتا شامختين ويعاندان الزمن والاحوال الجوية كما يحتفظان بجيرهم الابيض من الداخل وما يستغرب له كيف هي صامدة تلك الابواب الخشبية كل هذه السنوات وكيف تلك الكوالين مازالت تعمل وكانها ركبت بالامس سبحان الله ..وياناس الخرطوم ماتعملوا من الحبة قبة امرقوا يا صحفيّ اخر زمن وشوفوا البلد كويس مش قاعدين فوق كراسيكم وعايزين تكتبوا مواضيع وانا متأكد كاتب هذا الموضوع يكون عمره ماشاف غير مدني وبورتسودان .. عشان كدا مخلوع بالكلام دا .. ولا عمره شاف حوش ولا بيت وسط التمر وفي نص الحوش حفرة بركاوي ولا قنديل وعندها دكة وتحتها زير مليان موية بحر ونقاعه محفوظ للشاي .. [/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT][/frame]