منى سلمان

هموم تعليمية – انتوا أول يوليو جا ؟!!

[ALIGN=CENTER]هموم تعليمية – انتوا أول يوليو جا ؟!! [/ALIGN] عاد الصغار قبل ايام من المدرسة ليسألوني عن المكان الذي احتفظ فيه بكتب العام الماضي .. سألتهم بحيرة:

خير يا طير .. كتب السنة الفاتت عايزين بيها شنو ؟

فقد تعودت أن اجمعها في نهاية العام، وأسلمها لاحدى معارفي لتقوم بدورها بتوزيعها على من يحتاجها من الطلاب في الحي الذي تقيم فيه .. أخبرني (العيال) أن هناك جماعة (خيرية) حضرت لمدرستهم وطلبت الاذن من الادارة والسماح لهم بجمع الكتب القديمة من الطلاب وذلك لاعادة توزيعها على المحتاجين من طلاب المدارس الحكومية ..

تكاتف جهود أهل الخير لمد يد المساعدة لـ (ناس الوزارة) بسد النقص، وان كانت لا تعالج إلا جزء يسير من معضلة الكتاب المدرسي، إلا أنها تحمل فهم أهلنا (النواية بتسند الزير) .. و(الزير) هنا الادارة المسئولة عن توفير الكتاب والتي يبدو أنها كعادتنا جميعا تفاجأت ببداية العام الدراسي، مع أن مواعيد العودة للمدارس (ياها ذاتا) منذ الازل !.. اذكر ان اخي الصغير عند استلامه للنتيجة في نهاية عامه الاول في المدرسة، كانت بها ملاحظة في آخرها تفيد بأن العام الدراسي الجديد سوف يبدأ في أول يوليو، ولذلك ظل طوال شهور الاجازة ما أن يستيقظ من النوم وقبل أن يفتح عينيه يصرخ بالسؤال في فزع:

أول يوليو جا ؟!!

فنطمأنه بأن (لسه) فيتنهد بارتياح ويغادر سريره في نشاط !!

اذن مواعيد بداية العام الدراسي ليست بالجديدة بل شيء ثابت من (سنة آنستو)، ورغم ذلك ظللنا نشهد تقاذف (كرة) اللوم بين مسئولي التربية الاتحادية والولائية، فكلما تسدر مسئول و(شات) بكرة التقصير في وصول الكتاب المدرسي للطلاب – حتى بعد مرور شهر كامل من بداية الدراسة – لملعب الطرف الآخر، عاجلها مسئول من تلك الجهة واعادها لـ (زميلو الأولاني) !!

كنت قد حكيت عن قيامنا بشراء الكتب المدرسية ما توفر منها في المكتبات فحتى الآن هناك مواد لم تخرج كتبها من المطابع – لابنتي بعد قبولها في مدرسة (نموذجية)، واليوم وقبل أن اجلس لكتابة هذه المادة سألت ابنتي فأفادتني بأن المدرسة لم تقم بصرف الكتب بستثناء القليل من الكتب القديمة الممزق و(مهرودة) .. فزادت حيرة (شاويشي) من التأكيدات التي قرأتها في الاعلام عن وصول الكتب ليد الطلاب .. يعني بقت الحكاية حجوة أم ضبيبينة !!

عندما زرت المدرسة جلست مع الوكيلة لاستشف منها ما يطمئنني على استباب الأمن وحسن سلوك وسير الدراسة، فشكت لي من أن الوزارة منعتهم من جمع (مساهمات) من الطالبات لتسير المدرسة، مع العلم بان تلك المساهمات هي المصدر الوحيد للصرف على الاساسيات كـ (حق) الجمرة والطباشير وماهية الغفير ! وكأن الوزارة بقرارها هذا تفعل فعل من يقوم بتكتيف أحدهم ثم يلقيه في البحر ويطلب منه أن يعوم !!

من جهة أخرى، في ظني الاكيد أن التغير المتكرر للمناهج بحجة (التنقيح)، ساهم بشدة في زيادة الازمة وقلل الفرص في الاستفادة من كتب الاعوام السابقة .. الشي شنو ؟ كل سنة تنقيح ؟ .. المناهج دي لو كانت شوال رز كان (اتنقى واتنقح) واترفع في النار !!

فقد حكت لي استاذة تعمل بمرحلة الاساس طرفة (تشفّق) وشر البلية ما يضحك، وذلك أنها ظلت العام الماضي تدرّس مادة للصف السابع بعد جمعها للكتب القديمة واعادة توزيعها على طلابها، عندما جاءتها زيارة من (مفتشة) قرابة نهاية العام الدراسي .. سألتها المفتشة بخلعة:

ده الشنو البتدرّسي منو ده .. الكتاب ده ما غيروهو !!

فأجابتها صديقتي:

يعني أشمو من ضهر إيدي ؟ مافي زول كلمّنا ولا جاب لينا الكتاب الجديد !!

فكان ان تكفلت المفتشة بمجهودها الشخصي بتوفير عدد سبعة كتب للفصل بواقع كل عشرة طلاب في كتاب والـ(العايز خررراية تانية بأه يروح يشتريها بمعرفتو) !!

ملاحظة أخيرة .. وجود الكتاب المدرسي في رفوف المكتبات وأرصفة السوق العربي بكثرة، مع انعدامه أو – بحسن الظن – تأخر وصوله لايدي التلاميذ يذكرنا بطرفة الساخر (برنارد شو) عندما سخر من كثافة لحيته بينما يعاني رأسه من الصلع فقال:

بين لحيتي ورأسي .. غزارة في الانتاج وسوء قي التوزيع .. مش بالله ياهو ده الحال ؟!!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫4 تعليقات

  1. الاخت مني بت الريل الاسكندرانية
    رمضان كريم وكل سنة وانت واسرتك طيبين

    الحاصل في مدارس عيالك النموذجية او المانموذجية حاصل في مدارس السودان . وعندما نحضر برامج قنوات السودان الفضائية ونسمع الحديث من المعنيين بخصوص الكتاب المدرسي والوعود الكبيرة وقوة العين والثقة المفرطة وبرغم تجاربنا السابقة الا اننا حلمنا بشىء جديد وعام غير . ولكن كالعادة خاب املنا والجماعة انزوواكفصح ملح وذاب !!!! زي كلام الدكتور رئيس الغرفة التجارية السودانية في موضوع السكر والوعود القاللا عن توافر السكر وقنوات جديدة والية جديدة ووووو الخ واليوم السكر قبل رمضان معدوم في الخرطوم وسعره اكدثر من 160 جنيه !!! الحكاية كلها فساد في فساد ومافي محاسبة في اي قطاع والحال ياهو نفس الحال وفي جواي صدى الذكرى وجرحك ياغرام الروح لا راح لا بدور يبرا . مع التحية