علماء أجانب : السعوديون لم يشتروا ذممنا لتصنيف جامعاتهم عالميا
ورد مسئولون بالجامعتين في الوقت نفسه على اتهامات المجلة مؤكدين أنهم يحاولون تحقيق الفائدة العلمية بأسرع السبل معتبرين أن ما يقومون به من جلب علماء وباحثون بارزون في العالم عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني يعتبر “شراء للوقت” فقط.
وذكرت مجلة علمية أمريكية أن جامعتي الملك عبد العزيز في جدة وجامعة الملك سعود في الرياض تبذلان جهوداً مكثفة للحصول على عقود مع علماء أجانب بهدف تحقيق مكاسب أكاديمية من خلال نشر أبحاث أولئك العلماء في مجلات البحث العلمي منسوبة إليهم باعتبارهم أساتذة في الجامعتين المذكورتين.
وبحسب ما ورد في صحيفة الحياة السبت 10 ديسمبر نسبت مجلة “ساينس” (العلوم)، في مقال عنوانه “جامعات سعودية تمنح أموالاً في مقابل الاعتبار الأكاديمي”، إلى عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هارفارد رورت كريشنر قوله إنه اعتقد للوهلة الأولى أن رسالة إلكترونية تلقاها من جامعة الملك عبدالعزيز ربما كانت من قبيل رسائل الاحتيال والخداع، إذ عرض عليه أستاذ في علم الفلك بجامعة الملك عبدالعزيز عقداً لوظيفة أستاذ مساعد براتب يبلغ 72 ألف دولار سنوياً (270 ألف ريال سعودي)، في مقابل الإشراف على مجموعة أبحاث في الجامعة. على أن يقضي أسبوعاً أو اثنين كل عام في حرم الجامعة، وحتى هذا الشرط قابل للمرونة بحسب ما جاء في الرسالة الإلكترونية.
والمطلوب من كريشنر أن يضيف جامعة الملك عبدالعزيز لجهة ثانية لعمله في اسمه المسجل لدى معهد المعلومات بأبحاثهم العلمية. وقال كريشنر: “حسبت أن الأمر لا يعدو أن يكون نكتة”. وقام بتحويل الرسالة الإلكترونية إلى رئيس وحدته في جامعة هارفارد ولكنه فوجئ بأن زميلاً له يكثر الاستشهاد بنتائج أبحاثه في جامعة أخرى وافق على عرض جامعة الملك عبدالعزيز، مضيفاً اسمها باعتبارها مكان عمله الثاني.
وأشارت “ساينس” إلى أن أكثر من 60 استاذاً جامعياً أمريكياً مسجلين على قائمة معهد المعلومات العلمية ممن يكثر الاستشهاد بأبحاثهم وقعوا عقود عمل بدوام جزئي مع الجامعتين مما ساهم في رفع تصنيفهما بمئات الدرجات خلال السنوات الـ4 الماضية.
ولكن أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة الملك سعود محمد القنيبط رد على المجلة الأمريكية الحملة مؤكدا أن الجامعتين تقومان بشراء الوقت لتحقيق الفائدة العلمية بأسرع السبل وليس لشراء الذمم المالية.
ودافع أستاذ الرياضيات المتقاعد بجامعة أوهايو المقيم في أثينا سوريندر جاين الذي يعمل مستشاراً لجامعة الملك عبدالعزيز عن استقطاب عدد كبير من أولئك الأكاديميين.
قال جاين «نحن لا ندفع أموالاً من دون مقابل»، إذ يتوقع من جميع الأساتذة المتعاقدين ان يزوروا الجامعة 4 أسابيع في السنة لتقديم حلقات دراسية مكثفة، كما يتوقع منهم الإشراف على أبحاث ومساعدة الأساتذة المتفرغين بكليات جامعة الملك عبدالعزيز على تطوير مقترحاتهم البحثية. وقال إنه حتى «ظلال أولئك العلماء البارزين يمكن ان تكون موحية للطلاب وأساتذة الكليات».
وقال عدد من الأكاديميين الأجانب الذين تحدثت إليهم «ساينس» إن لديهم رغبة حقيقية في تشجيع البحث في جامعة الملك عبدالعزيز.
وذكر أستاذ علم الفلك بجامعة تورونتو في كندا راي كالبيرغ أنه اقتنع بأن الجامعة صادقة في رغبتها في الاستعانة بخبراته في مجال الأبحاث. وقدم كارلبيرغ مقترحاً إلى جامعة الملك عبدالعزيز لتمويل إنشاء تلسكوب يريد بناءه في إحدى جزر القطب الشمالي التابعة لكندا.
وفي الرياض، قال وكيل جامعة الملك سعود للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور علي الغامدي أن التقرير تطرق في شكل عام من دون دلائل أو إثباتات أو ما يوثق ما ذكر فيه، «ولا نعلم النوايا التي تأتي خلف مثل هذه التقارير، التي تسيء للمملكة في شكل عام وللتعليم العالي في شكل خاص، ويجب ألا نلتفت إليها ولا نعطيها أكبر من حجمها».
[/JUSTIFY]MBC