قير تور

الفقر والحرب

[ALIGN=CENTER]الفقر والحرب [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]هل تكفي قوة السلاح لردع العدو عن الهجوم؟ كيف تكون الدولة- اية دولة ولست أقصد السودان- تمتلك ترسانة من جميع الأسلحة وتعجز عن تأمين حاجة مواطنيها البسيطة عندما ينهش الفقر المجتمع وتتفكك الأسر ألا يؤثر ذلك في تأمين الدولة؟.
افضل الأمثلة هي الاتحاد السوفيتي السابق الذي كانت يقف أمام الولايات المتحدة ويخلق التوازن في كل المجالس الدولية التي تكون فيها نزاعات اطرافها بعض الدول التي كانت تكون واحدة منها حليفة لإحداهما، لكن انهار الاتحاد السوفيتي بسبب خلل اقتصادي لم تتم مراعاته عندما تم رصد كل الميزانيات للتسليح.
إذن فالجيش المسلح غير كافٍ لتأمين الدولة فهناك اخطار قد تحيط بها من نواحٍ أخرى غير مرئية تتسلل إلى مفاصلها، وتلك ليست من مهام الجيش فقط بل عمل مشترك مع بقية الأجهزة الأخرى التي تتكامل مع بعضها البعض لتنفيذ سياسة (الأمن القومي) للدولة المعنية. كما لا يكفي الدولة إظهار قوتها بقدر ما هي محتاجة لإظهار مقدرتها على حل الصعاب التي تواجهها.
من اكبر الصعاب التي تواجه الدولة السودانية منذ الاستقلال حتى اليوم موضوع الحرب، لكن هناك أمر اصعب من هذا هو الحفاظ على الحلول التي يتم الحصول عليها.
اتفاقيات السلام التي تم الوصول إليها بالبلاد تكفي للخروج بها من الأزمات المتواصلة التي تمثل سلسلة بلا نهاية، إلا أن الآمال لا تبقى ابداً كما تهواها الأمة فإرادة الحفاظ عليها غير ثابتة في سجل دفاتر بعض قادة البلاد. وهؤلاء لديهم قناعة بضرورة تحكيم القوة الباطشة كلغة سائدة يجب أن يفهمها الكل رضوا أم أبوا.
الأسبوع الأخير لشهر اغسطس الجاري شهد أحداثاً سودانية تستحق الوقوف أمامها لأنها مهمة جداً. فالحدث الأول في معسكر كلمة يوم الاثنين 25 اغسطس 2008 م عندما وقع قتلى بالرصاص عند تبادل النار بين الجهات الأمنية بولاية جنوب دارفور مع افراد تقول الحكومة انهم عصابات كانت تختبئ داخل المعسكر. ثم كان اختطاف الطائرة المدنية التابعة لشركة صن اير والتي كانت في طريقها من نيالا إلى الخرطوم ليتم تحريكها إلى الكفرة بليبيا ومن المفترض ان تكون عادت عصر امس بعد ان استسلم الخاطفان للسلطات الليبية.
اما الحدث الثالث فهو فقد الجيش السوداني لطائرة بلا طيار في غرب جبل مرة، فالناطق الرسمي للقوات المسلحة يقول انهم فقدوا طائرة، ويقول جيش تحرير السودان على لسان محجوب حسين انهم اسقطوا الطائرة.
نلاحظ بان الثلاثة حوادث كلها مرتبطة بدارفور مكاناً لحدوثها وفي الوقت نفسه تعبر عن تقنيات عالية تدل على وجود اموال طائلة صرفت. وفي الوقت نفسه فالفقر يحيط بأغلب الناس خاصة المتأثرين بالحرب.
وإذا كانت التقنية المصاحبة للصناعة الحربية بالبلاد قد اكدت ما كانت رشحت من قبل من اخبار تقول بان السودان هو الدولة الثالثة في افريقيا، فالفقر ما يزال يحيط بنا.[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1004- 2008-08-30