تحقيقات وتقارير

خروقات بروتكولية : رؤساء بين يدى الشعب !

[JUSTIFY]وقف مؤمنو موكب الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى الرابع من ديسمبر الجارى اثناء افتتاح مشروع المشير الذى تنفذه الدار القطرية على ضفة النيل فى حيرة من امرهم،فالشيخ انتحى جانبا ليشق جموع المستقبلين وقد انتقى احد الحاضرين بجلباب وعمامة ليخصه بالسلام والتحية والمجاملة ،السودانى الذى التقاه الشيخ حمد هو احد اساتذته الاجلاء الذين تتلمذ على يديه فى الدوحة العاصمة القطرية ،لقد عرفه بين الجمع الغفير وقبع فى ذاكرته زمانا ليمنحه بعضا من الوقت الرئاسى الرسمى للاستفسار عن احواله مانحا اياه رقم هاتفه الخاص قبل ان يعود الى الموكب الرسمى وتعود الطمأنينة الى مرافقيه.فمسألة تأمين الشخصيات الرسمية محسوب وقتها بالثوانى ولا تستحمل هنات ولو قليلة ترافق البروتكول.
فى تسعينات القرن الماضى حين افتتاح الدورة المدرسية بالبحر الاحمر كان ضيف شرفها الرئيس اليمنى العقيد على عبد الله صالح، مر الموكب الرئاسى يشق الجموع بعربات مكشوفة للتحية ،كان العقيد اليمنى يشير بيديه محييا الجموع بحميمية بائنة..احد الحاضرين لم يقبل ان يسلم عليه على عبد الله باشارة يد دون تخصيص حتى وان كان الموكب رئاسيا يخضع لبروتكول وحراسة صارمة ما جعله يرفع صوته :انا يا على تسلم على كدا؟ وكان الصوت مسومعا لدرجة التفات الرئيس اليمنى ربما لمعرفته بنبرة الصوت ..كان المنادى هو(ابوقرة) احد المعروفين فى المدينة اذ درس مع الرئيس اليمنى مراحله الابتدائية بمدرسة ابو حشيش الابتدائية التى مازال مبناها كائنا بالقرب من السوق..على صالح كان لوالده دكانا يبيع فيه اشياء البقالة وامامه اشهر قدرة فول اكل منها سكان ابوحشيش ستينات القرن الماضى ..قضى الرئيس اليمنى زمانا بابوحشيش هو وابناء عمومته الذين لم يرحلوا الى صنعاء الا بعد توليه الحكم لفترة ..ومازال بيتهم الذى قطنوه يتدلى خشبه حتى يكاد يلامس الارض المالحة بالقرب من سوق ابوحشيش..على صالح اوقف الموكب الرئاسى حينها ليلقى سلام معرفة برفيق دراسته..وسأله عن زملاء فرقت بينهم الايام مازال يمتن بعلائقهم..على قول حسين المحضار الشاعر اليمنى(يارفيق المودة انا ما قطعت علائقك ..والجفاء ليس من طبع الرفاق).
من بين الرؤساء السابقين على حد قول احد الذين عملوا فى تأمين الشخصيات بالسلك العسكرى ،كان الرئيس عبود هو من لا يكترث للبروتكول الرسمى ويوقف عربته لالتقاء معارفه حتى لو كان الموكب رسميا ..ويذكر فى احدى زيارات لمدينة سنكات شرق السودان ..وعبود مولود فى مدينة سواكن قريب منها..اخترق المجلس الرئاسى بجاوى قفز توه من على ظهر ناقته بعد ان رأى عبود فى محفل رسمى فى كامل نياشينه ..فاخذه بالاحضان وسأله:وين ياعبود ليك زمن ماشفناك؟ ولم يكترث للعسكر الذين من حوله فرد عبود بلطف:يا ها انا رئيس السودان حسى اصلو ما سمعت بالكلام دا ؟ فكانت طفرة تحكى لزمن عن خروقات فى مواكب رسمية.
الرئيس البشير معروف عنه شعبيته و مواصلته الاجتماعية هى سمة عرف بها و احيانا يرافقه الفريق اول عبد الرحيم محمد حسين بعيدا عن الحراسة الرسمية ..و كان فى فترة قريبة يزمع فى المشاركة فى عزاء احد اقربائه بالكدرو و صادف تظاهرة لسكان كوبر احتجاجاً على حادث مرورى وقع لطالبات بالقرب من موقف كوبر و سوقها فخاطبهم بعد ان توسط التظاهرة و تم تنفيذ مطالبهم مباشرة بوضع اجسام خرسانية تحيل عن تجدد الحوادث المرورية فى المنطقة.
ويقول مرافق تأمينى سبق له العمل فى الموكب الرئاسى ان كثيرا ما يطلب منهم مواطنون القاء التحية على الرئيس فلا يمانع فى ذلك حتى احد الاخوة المصريين فى صلاة عيد ،الح و اصر ان يلقى البشير فاتحناها له و كان يردد (نفسى اسلم على الريس) و لما عاد قال و النبى خلونى اروح اسلم تانى..!
فى زيارة سابقة للشيخ ميزرا الصائغ و هو يدير موسسة آل مكتوم الخيرية و كنا فى قلب دارفور اخذ ينتحى برجل فى نفس عمره و يتقاسمان حديثا طويلا جعل مرافقيه للحراسة لا يدرون كيف التصرف ،ليعود مخبرا مرافقيه انه ايضا علمه فى سبيعنيات القرن الماضى كيف يفك الحرف و يقرأ و يكتب ممتنا للسودانيين بعظيم جلائل فى رفعة بلاده..و قال ان الشيوخ هناك يتصلون اجتماعيا بكل من عرفوه معلما او حتى عاملا من ابناء السودان ويخرقون له المواكب ان صادفهم على قارعة طريق.
[/JUSTIFY]

الراي العام – حسام الدين ميرغني

تعليق واحد

  1. كان عمر بن الخطاب عندما يعين والياً بوصيه بأربع : لاتركب دابة مطهمة ولاتلبس ثوباً رقيقاً ولاتأكل لقمة مرفهة ولاتغلق بابك دون حوائج الناس .
    ….
    هل نعمل الآن بوصية عمر ؟ لاأظن فنحن نستغرب إن مد مسئول يده لرجل من عامة الشعب بل وننشرها فى الصحف كحادث غريب .

    إتقوا الله ياهؤلاء .. ورحم الله عمراً