قير تور

المخدرات

[ALIGN=CENTER]المخدرات [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY] سبق وكتبنا في هذا الباب منوهين إلى خطورة المخدرات ليس على الوضع الإجتماعي فحسب بل على الأمن القومي السوداني.
ما أعلنه السيد مدير الإدارة العامة للمخدرات، لواء شرطة حامد منان، الأسبوع الماضي يعضد ما قلناه سابقاً ويشير إلى تنامي تجارة المخدرات خاصة في ولاية الخرطوم. وهو يشير صراحة إلى ان المخدرات (تهدد امن وسلامة المواطن) مبيناً أن المخدرات وتعاطيها( تعتبر مهدداً لتنمية القدرات العقلية) جاء ذلك لدى مخاطبته مؤتمر صحفي نظمته إدارة مكافحة المخدرات بالتعاون مع المجالس التشريعية لمحليات ولاية الخرطوم. وأبان اللواء منان ان البلاغات عن العام 2008 بلغت 1561 والمتهمين 2500مبيناً ان كمية المضبوطات بلغت 13 طناً من الحشيش اضافة الى ضبط عدد من الاسلحة النارية ومدافع الاربجي. كما كشف مدير الإدارة العامة للمخدرات عن تسرب كميات من المخدرات الكيمائية كالهيروين والكوكايين والأدوية المصنعة عبر دول غرب وشرق افريقيا مبيناً ان الكمية المضبوطة من الحشيش تمثل 10% من الكميات المسربة إلى داخل ولاية الخرطوم.
إذا قارنا الرقم الموضح عن عدد البلاغات (1561) نجده هزيلاً مقارنة بكمية المخدرات المضبوطة البالغة (13) طناً، وقد يكون السلوك السائد وسط الشعب السوداني لاعباً دوراً رئيسياً في التستر على الكثير من الحالات. وليس من السهل على احدهم الذهاب إلى الشرطة لتقديم شكوى ضد أحدهم بسبب سيجارة بنقو او غيره لأنه يخاف من ان يقال له شخص (جبان) وينتقصون من رجولته لذا يكتفي فقط بالتحدث مع الفاعل لكنه لا يجرؤ على التحدث مع الشرطة عن شخص فعل كذا وكذا…..
وبالعودة إلى الفقرة الأولى اعلاه نقول بأن ما اشارت إليه الشرطة وما اشرنا إليه، تتمثل في الخطورة التي تشكلها المخدرات على المجتمع ككل. في الوقت الذي ينتشر فيه الحشيش وسط فئات يظنها البعض إنها تستحق ذلك باعتبارها فئة فقيرة لا تستحق الحياة ويجنون ثمار حالتهم فهذا خطأ في التقدير. واقول خطأ في التفكير لأن الفقر ليس خياراً للفرد الذي يعيشه بل إن ابناء الفقراء ضحايا حالة لا يعرفون كيف الخروج من المأزق الذي وجدوا انفسهم فيه، وعليه فجزء يسير منهم يكون تفكيره نحو المجتمع المحيط غير سوي… واقصد به هناك بعض الغبن الذي ينعكس في الحقد على المحيط به ولذا فتصرفه بترويج المخدرات يمثل نوعاً من الإنتقام من نفسه اولاً ثم المجتمع المحيط به ولا يهمه في هذه الحياة شئ والإنسان اليائس أصعب وأخطر من الوحش الكاسر.هذا لا يعني تبريراً لما يفعلونه ولا يعني ايضاً ان نتركهم دون مساعدة منا. ومن ناحية أخرى فالمخدرات نجد ان الفئة الأخرى التي لديها المال في يدها ليست في مأمن بل حالتها أخطر, ابناؤها في الجامعات والمعاهد العليا يتعاطون حسب مقدرتهم…يشترون الكوكايين والهيروين.
إن المخدرات دمار إقتصادي وإجتماعي :قندول الحشيش يكلف نفس قيمة جرام البدرة (50) جنيهاً (ما يعادل 25 دولاراً).[/ALIGN]

لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1005- 2008-08-31