قير تور

بخت العاقل


[ALIGN=CENTER]بخت العاقل [/ALIGN] توجد الكثير من القصص الجميلة المعنى والمناسبة تستحق التوثيق والنشر، بعضها سمعناها كحكاية عابرة والبعض منها قرأناها في مجلات.
مما سمعته من أحد الزملاء الموجودين حالياً بجنيف، محمد جمال، حكي لي قصة أبوين في حي سوداني في ولاية سودانية تعاملا مع ابنيهما بشأن تدخين السجائر.وحسب صديقنا محمد جمال الدين فالأب الأول جاءته أنباء تفيد بأن ابنه صار يدخن السجائر، ومصدر المعلومة موثوق به لدى الأب وغير قابل للتكذيب ليس بسبب صداقتهما فقط لكن بسبب أنه هو نفسه التاجر الذي يشتري منه الابن السجائر.ورغم أنه يبيع السجار فقد استنكر ما يقوم به ابن صديقه وللتأكيد شاهد الأب ابنه يشتري السجائر، ولمعلومية القارئ فزمن حدوث القصة بعيد عن زماننا هذا قليلاً قياساً بما نشاهد حالياً فقد كان الزمن الذي يستغرب فيه المحيطون من الشخص المدخن.على كل حال بعد تأكد الأب مما يقوم به، لم يثر أو يبدي أي شيء يدل على ملاحظته لسلوكه.وبعد تناول الغداء الذي يعتبر الزمن المثالي في العقدين الماضيين لتجمع أفراد العائلة مع بعض، وعند تفرق الحاضرين للبحث عن مياه للشرب أخرج الأب علبة السجائر من جيبه مرفقة مع علبة كبريت ومدهما لابنه.تعجب الابن مما يقوم به والده وسأله ماذا يقصد فقال له والده بأنه يقصد فعلاً ما يراه فهو قد اشترى علبة السجائر هذه له فهو والده ويحبه جداً ويعرف تماماً بأن ابنه يدخن السجائر لكن بدلاً أن يظل يدخن في السر فالأفضل له أن يساعده على فعل ذلك وشرح الأب أكثر بأنه ليس معترضاً على تدخين السجائر لكنه غير موافق إطلاقاً على الكذب والإدعاء بعدم التدخين….. بكى الابن حينه واعترف بالحقيقة ووعد والده بترك التدخين نهائياً وأوفى لوالده بوعده.
وعن أب آخر بلغه خبر إدمان ابنه لتدخين السجائر، وراقب الأب ابنه في مشاويره التي يمشيها حتى يضبطه وعندما أفلح في ما يسعى ووجد ابنه يشتري سجائر هجم عليه ثائراً مطالباً إياه بتدخين كل ما في العلبة… لم يفلح ذلك الأب في منع ابنه من تدخين السجائر فقد صار مدمناً رغم أنف الأب.
القصة الأخرى قرأتها زمن كانت لنا فرصة نادرة لا أظنها تتوفر لتلاميذ المدارس بنفس قدرنا في زمننا… فقد كانت مجلة الصبيان عندنا بجانب غيرها من المجلات التي نحرص على شرائها من حساب الإدخار الذي نقوم به من مصروف الفطور أو غيرها من المصروفات التي نجدها.. المهم لا أذكر العام لكن أذكر بأن المجلة كانت عنونت الموضوع بـ (السر في القفة)… معليش يا أخوانا ما ح أشرح القفة… وكانت هناك سيدة ضمن ركاب لوري مسافرة في إقليم اشتهر بوجود من يقومون بالنهب بقوة السلاح الناري. وتقول القصة بأن تلك السيدة عندما صعد أفراد العصابة إلى داخل السيارة نادت على من ظنته زعيمهم فهو كان يعطيهم الأوامر، وتحدثت إليه قائلة بأن كل نقود من في السيارة توجد عند شخص واحد أشارت إليه بإصبعها، وفعلاً توجه الرجل نحو المشار إليه وعندما رأوا النقود كثيرة فرحوا ونزلوا من العربة. وهذا الفعل أغضب صاحب النقود الذي ما إن نزل اللصوص حتى بدأ في عتاب السيدة التي بدورها ابتسمت وقالت السر في القفة… وسألت السيدة صاحبنا عن المبلغ المفقود فذكره فأدخلت السيدة يدها في القفه وأخرجت نقوداً كثيرة نعادل قيمة ما ذكره الرجل وشرحت بأنها أرادت صرف اللصوص وتفقد جزءاً من النقود بدلاً أن تفقد كل المبلغ مع مبالغ كل أفراد السيارة.
aplangdit@gmail.com

لويل كودو – السوداني
5/ 8 / 2010م
grtrong@hotmail.com