قير تور
مش غريبة؟.. لا!!.
وللدقة أكثر في التعبير فمن أقصدهم بالمشاهدة على ما ذكرت أعلاه هم السودانيون اينما ذهبت، ولأنني لم يسبق لي زيارة الكثير من الدول فلا أستطيع التحدث عنها ، لكن الدول التي مررت بها أو زرتها مع العلم أن أطول فترة في حياتها أمضيها خارج السودان منذ ميلادي هي الفترة التي أكتب فيها هذه الكلمات التي فاقت عاماً وشهرين بيومين…. ورغم ذلك فلم اصادف أن رايت ايًَّا من الأشياء التي تطرقت لها ولا أعرف هل السبب هو لأن الأسود والتماسيح والغربان لا تتحدث مثلنا وإلا كانت قال أي منها في محاولة إقناعي بما لم أشهد أنها كانت بشراً من قبل؟. وحتى لا يقول من ليس له معرفة بما أقصد فقد يكون من ضمن قرائي هؤلاء الذين لم يسمعوا بقصص تقول بأن في الدينكا من ينقلبون إلى أسود متوحشة والدناقلة خاصة سكان جزيرة ناوا ينقلبون إلى تماسيح وبعض من قبائل لم أعرف إسمها من دارفور ينقلبون إلى غربان، فقد جلست وحاورت وسكنت مع إخوة واخوات من تلك القبائل كما أن الكاتب ينتمي لواحدة من تلك القبائل (ما تخافوا مني ساي كدا)…!!.
طبعاً ليس من الضروري أن يكون حديثي نفياً قاطعاً فأكون أنا على الصواب بينما يتحول كل من قص ويقص ويؤكد على القصص إلى خانة الخطأ… لا فالأمر ليس هكذا.لكن حولي الكثير مما أعرف بل كنت في يوم من الأيام مقتنعا بما اسمع من روايات وعليه فعدد كبير ممن أعرف يخافون بعض قبائل الدينكا وقبائل من دارفور ودناقلة… أهم ما في الأمر هو أن هذا الأمر لديه مؤيدون ومعارضون في صحتها من بطلانها إلا أنها حقيقة واقعة في الأدب الشعبي السوداني.
وإذا كنت بدأت موضوع اليوم عن أشياء لن يصدقها شعوب أخرى تستخدم عقولها للتفكير قبل الشروع في الكلام كما يفعل القليل منا وإلا كانت تنفر من ذكر إسم السودان، ففي هذه الفقرة احيد عن تلك القصص قليلاً. ففي الوقت الذي نسمع فيه ونرى دولاً كثيرة يكد فيها الناس البسطاء ،وهؤلاء البسطاء عندما يخطئ اي منهم… يعني مثلاً لو كان حارس في شركة صغيرة أخطأ في شيء مثل موت شخص على الطريق الذي لم يرصف جيداً… فالذي يقوم بتقديم إستقالته هو الوزير المختص (طبعاً يا اخوانا ما في داعي لترديد قول عمر بن الخطاب الذي أقر فيه بمسئوليته عن البغلة التي تعثرت في العراق)، مما يجعل جزءا من شعبنا يقف ضد جزء آخر. والجزءان اللذان أقصدهما هما الفئة التي تضحك وتمد لسانها ضاحكة ساخرة من وجود بشر حقيقيين يقدمون الاستقالة بسبب واحد عامل احمق ساكت كدا… معقولة في ناس زي ديل؟ وهذه الفئة محقة فهي تطالب برؤية ما تتكلم وسائل الاعلام عنه.والفئة الأخرى تصدق ما يقال وما رأته لكنها فقط تظل (تتمنى) رؤية ما صدقتها حتى تستطيع اقناع مكذبيها. مش غريبة انو نصدق اللي ما بنشوفو ونكذب اللي بنسمعو؟…. اجابتي لا طبعاً فليست الأمور صحيحة على الدوام عند الحواس.
لويل كودو – السوداني
7/ 8 / 2010م
grtrong@hotmail.com