قير تور

أكال زفت…!!


[ALIGN=CENTER]أكال زفت…!! [/ALIGN] لمن يكون في واحد داير تشنف اللي عندو بتقول ليهو زح الزفت بتاعك أو تقول ليهو ذاتو يا زفت انت. لكن رغم انو الزفت عندو أهمية اقتصادية كبيرة في التأثير على حياتنا المدنية الحديثة إلا أن الناس خاصة في عامتنا لا يعطونها حقيقة التقدير السلبيات وأنا بفتكر انو الناس عشان بشوفوه تحت الجزم وتدوس عليه عجلات السيارات العابرة على الظلط.
المهم ما لم يخطر على بالي هو أن مدخني السجائر مثل الشخص اللي بياكل زفت وعشان كدا كتبت العنوان (اكال الزفت) وبمعنى آخر ما أن وجدت موضوعاً يتعلق بتدخين السجائر وقد افتى فيه الخبراء المختصون بأن الشخص الذي يدخن عدد عشرين سجارة يومياً لمدة عام يعادل ذلك الإدمان كوب من القار (الزفت).
الكلام دا جاء في محاضرات ومناقشات برنامج توعية الصحة النفسية في مدينة الشيخ خليفة الطبية بالامارات العربية المتحدة واللي قالوه هم اختصاصون اجتماعيون وأطباء.
ويعني زي ما الناس ديل قالوا بأن تدخين عشرين سجارة يومياً لمدة سنة بيعادل كوب زفت… فالأفضل لنا القول بأن أمثال هؤلاء المدخنين بنشوف أي واحد منهم بيأكل الزفت زاتو والعبارة في حد ذاتها عجبتني جداً رغم أنو إنها مجرد تشبيه وليتهم فعلاً كانوا بيأكلوا الزفت فعلى الأقل كانوا ريحونا من بعض زفت الشوارع غير المفيدة الكثيرة الممتلئة بالحفر والمطبات.
لكن بأمانة كدا لنكن واقعيين ومنصفين… نحنا ظالمين الزفت ليه في اصطلاحنا الشعبي؟ وهي مادة في الحقيقة مفيدة لنا جداً وحتى لو افترضنا تقييمنا الجائر لها فهي مادة لا تأتي للفرد في مكانه فما من شخص التصق الزفت بجزمته وإلا كان هو الذي مشى عليها. أو فالننظر إلى الشوارع المرصوفة التي صارت تسهل المرور على المسافرين من العاصمة إلى بعض الولايات فمثلاً الطريق بين هيا وعطبرة اللي تم جعل المسافر من بورتسودان إلى الخرطوم يصل قبل المغرب عند قيامه الساعة السادسة صباحاً والمسافة بين بورتسودان والخرطوم قبل هذا الطريق كانت تستغرق حوالي ست عشر ساعة لأسرع بص..!
ليس من حقنا التدخل في شؤون الذين يدخنون السجائر بنصحهم بترك التدخين أو الاستمرار فيه، لكن المدخنون لا يتركوننا في شأننا لأن أغلبهم يبدأون بأذيتنا فنقوم برد الفعل تجاههم وهذا رد الفعل أحياناً يكون غير دقيق فيصيب البعض المحترم منهم. وحسب تقديري فإن تشبيهي للمدخنين هو مثل الكلاب وهي تتبول على أي حائط أو مكان وقتما أحست بحاجتها إلى ذلك فتتخلص من البول الذي يؤذينا بالرائحة نحن البشر بينما أثر التدخين أقوى ومضر بغير المدخن، وحتى لو لم تكن حاضراً مع الشخص المدخن فالمكان المغلق الذي تم تدخين السجائر فيه يحفظ دخان ورائحة السجائر فترة طويلة جداً وهو أمر لا يهم المدخن في أحيان كثيرة.

لويل كودو – السوداني
8/ 8 / 2010م
grtrong@hotmail.com