مسلحون يقتلون اربعة من تلفزيون الشرقية العراقي في الموصل
وهذا الهجوم من أكثر الهجمات دموية التي تشن ضد صحفيين في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 .
وكانت عمليات اطلاق الرصاص الاخيرة الصفة الغالبة على يومين من اعمال العنف التي قتل فيها عشرات في هجمات بالاسلحة النارية والقنابل بصفة اساسية في شمال العراق فيما يؤكد التحديات الامنية التي تواجهها الحكومة حتى مع تراجع العنف الى ادنى مستوياته منذ اوائل عام 2004 .
وادى انفجار قنبلتين على جانب طريق الى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل في بغداد ومحافظة ديالى شمال شرقي العاصمة يوم السبت.
ومساء يوم الجمعة قتلت سيارة ملغومة استهدفت فيما يبدو اشخاصا في الشارع اثناء الافطار 30 شخصا واصابت 47 في الدجيل بمحافظة صلاح الدين بشمال البلاد.
وقالت قناة الشرقية الفضائية وهي قناة مستقلة تبث ارسالها من دبي وتعرف بانتقادها للحكومة العراقية في بيان قرأه أحد مذيعيها إن مسلحين خطفوا وقتلوا ظهر يوم السبت أربعة من العاملين بالقناة.
وقالت القناة في البيان إن من بين القتلى كبير مراسليها في الموصل مصعب محمود العزاوي بالاضافة الى اثنين من المصورين التلفزيونيين وسائقهم.
واضافت “هذه القناة التي يعتمر الحزن والاسى قلوب العاملين فيها على هذا المصاب تؤكد عزمها على الاستمرار في خطها المستقل ومنهجها الوطني.”
وقال اللواء خالد عبد الستار المتحدث باسم عمليات الجيش العراقي في الموصل ومحافظة نينوي المجاورة إن الشرطة اعتقلت خمسة من المشتبه بهم فيما يتعلق بالهجوم.
وقال إن اثنين منهم كانا يستقلان سيارة تتفق مع الوصف الذي قدمه شهود عملية الخطف. واضاف ان الشرطة عثرت على سلاح ناري بحوزة المشتبه بهما. وقال إنه تم اعتقال الثلاثة الاخرين في منطقة قريبة وتم تشكيل فريق للتحقيق.
وأصبح الاربعة في عداد المفقودين في الساعات الاولى من صباح يوم السبت وقالت الشرطة إنها انتشلت جثثهم وعليها اثار طلقات نارية في الجانب الغربي من مدينة الموصل. وكانوا يسجلون برنامجا عن الاعمال الخيرية اثناء شهر رمضان.
وقالت أحد افراد الطاقم في وقت لاحق لرويترز إن زملاءها خطفوا خارج منزل كانوا يصورون فيه. ولاذت هي بالفرار.
ومازال افراد من تنظيم القاعدة وجماعات مسلحة اخرى يعملون في الموصل التي تكافح مثل مناطق اخرى في شمال العراق للقضاء على تمرد فيما يتمتع باقي العراق بأمن أفضل.
وقال مسؤولون بالجيش الامريكي إن هجوما بقيادة عراقية بدأ في نينوي في مايو ايار أدى الى انخفاض الهجمات في المحافظة الى 30 في الاسبوع بحلول يوليو تموز بدلا من 130 قبل العملية لكن الهجمات زادت الى ما بين 60 و70 اسبوعيا.
ويخشى بعض السكان من ان المسلحين الذين فروا من المدينة عندما بدأت العملية عادوا في وقت لاحق.
والحملة في نينوي كانت ضمن سلسلة هجمات عسكرية شنتها القوات الامريكية والعراقية أضعفت بدرجة كبيرة تنظيم القاعدة لكن التنظيم وجماعات اخرى أظهروا انه ما زال بامكانهم شن هجمات قاتلة.
وقالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن العراق مازال أخطر مكان في العالم للصحفيين.
ومعظم الصحفيين الذين قتلوا كانوا عراقيين يتم استهدافهم غالبا بسبب عملهم.
وتقول لجنة حماية الصحفيين إنه قتل نحو 130 صحفيا و50 من المعاونين الذين يعملون في وسائل الاعلام منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة. وتقول ايضا إن العراق به أسوأ سجل في حل قضايا اغتيال الصحفيين حيث يوجد نحو 80 حالة قتل لم تحل.
وقال ابراهيم السراج رئيس رابطة الدفاع عن حقوق الصحفيين العراقيين لرويترز إنه نظرا لانه لا يوجد اهتمام حقيقي من الحكومة باولئك الذين يستهدفون ويقتلون الصحفيين فان هذه الجرائم ستستمر.
وقال إنه لا تجري تحقيقات حقيقية في هذه الجرائم.
وقال اللواء رياض جلال توفيق قائد عمليات الامن في محافظة نينوى وعاصمتها الموصل والذي كان يتحدث عبر قناة الشرقية إنه يتعين على الصحفيين ان يبلغوا قوات الامن عندما يتواجدون في منطقة خطيرة حتى يمكن لاجهزة الامن ان تتخذ الاجراءات التي تسمح للصحفيين بالعمل في امان.[/ALIGN]