التطرف الدينى… مخاطر فى الطريق … وزير الإرشاد والأوقاف: التطرف الدينى خطير ولا يمكن لعاقل إنكاره

لم يكن السودان حتى مطلع فبراير من العام (94 ) يعرف مايسمى بالتطرف الدينى والعنف المصاحب له ولكن فى ذات التاريخ ظهرت اول ظاهرة عنف لتصفية بعض العناصر التى تنتمى الى جماعات اسلامية بواسطة شخص متطرف يدعى (محمد الخليفى) الذى اطلق اعيرته النارية من سلاحه على المصلين بمسجد جماعة انصار السنة المحمدية بالثورة مما اسفر عن سقوط (51) شخصا من المصلين بين قتيل وجريح ،ولم تقف احداث التطرف والعنف الدينى على هذه الحادثة فحسب بل تبعتها وبتواريخ متقاربة جدا العديد من احداث التطرف الدينى المؤسفة التى راح ضحيتها العشرات من المواطنين الابرياء، وبعد سبع سنوات من تلك الحادثة المتطرفة كان نفس السيناريو تعاد حلقاته الدموية المرعبة فى ديسمبرمن العام (2000 )وفى الثانى عشر من رمضان حين هجم المدعو( عباس الباقر) شاهرا سلاحه الآلى على المصلين بمسجد الجرافة اثناء تأديتهم لصلاة العشاء والتراويح مخلفا عشرين قتيلا وما يفوقهم جرحى ،قبل مايردى عباس الباقر ذاته قتيلا على ايدى الشرطة قريبا من المكان بعد مواجهات عنيفة معه،وبعد عشر سنوات من حادثة عباس الباقر الدموية ،كان اربعة شبان يستقلون سيارة مسلحين باسلحة نارية ،يجوبون طرقات الخرطوم بحثا عن هدف فوقع فى طريقهم فى ليلة رأس السنة من العام (2007 ) الموظف بمكتب المعونة الامريكية الامريكى الجنسية(جرانفيل) وسائقه (عبد الرحمن عباس) فاردوهما قتيلين ثم لاذوا بالفرار ،لكن الشرطة تمكنت من القاء القبض عليهم بعد اسابيع قليلة من الحادثة واودعتهم سجن كوبر مسجلين اعترافات جنائية بارتكابهم لجريمة قتل الامريكى وسائقة السودانى ،وبعد الحكم عليهم بالاعدام تمكنوا من الفرار من سجن كوبر وفى ذات ليلة هروبهم عبر نفق حفروه للهروب بعربة لاند كروزر تمكنوا من الافلات من احدى دوريات الشرطة التى تبادلوا معها النار مما ادى الى مقتل شرطى من الدورية فى الحال ،وبعد عدة اسابيع تمكنت الشرطة من القاء القبض على احد الفارين بمنطقة امبدة بام درمان بعد ان قادتهم اليه مكالمة هاتفية مع زوجته وتم ايداعه السجن مرة اخرى ،.وفى حادث آخر قادت الصدفة وحدها الاجهزة الامنية لكشف خلية السلمة عندما قام المواطنون بالمنطقة بابلاغ الشرطة عن سماعهم لصوت انفجار لدى الجيران حسبوه فى بادىء الامر انبوبة غاز ولكن عندما هرع الجيران للمنزل الذى صدرت منه اصوات التفجيرات تفاجأوا ببعض الشباب الملتحين بالمنزل يمنعون دخول الجيران للمنزل الذى وقع فيه الانفجار ،الا انهم بعد تكاثر الجيران لاذوا بالهرب مستقلين عربة امجاد ،وطوقت الشرطة مكان الانفجار وعثرت على احد افراد المنزل جريحا وحوله الكثير من المتفجرات ،وقاد تتبع خيط الجريمة الشرطة لحملات مطاردة وتفتيش مكثف الى اعتقال( 63) شخصا ،وكان آخر احداث العنف الدينى مطلع الشهر الحالى عندما اقدم مجهولون على تخريب ضريحى الشيخين ادريس ود الارباب والمقابلى بالعيلفون بشرق النيل الامر الذى اثار غضب الكثير من المنتمين للطرق الصوفية فى اعتقاد منهم ان هناك مؤامرة تقوم بها بعض الجهات الدينية ضد القباب الصوفية والاضرحة داخل بعض المساجد ،وتطمينا للطرق الصوفية هب والى الخرطوم عبدالرحمن الخضر ومعتمد شرق النيل لمكان الاضرحة ووجها بالتحقيق فى الحادثة والوصول للجناة باسرع وقت ممكن .
فيما اعلن د.خليل عبد الله وزير الارشاد والاوقاف ادانة الدولة للتطرف الدينى باشكاله كافة واوضح لدى لقائه شيوخ الطرق الصوفية بوزارة الارشاد والاوقاف منتصف الاسبوع الماضى ان الدولة تدين التطرف الدينى مشيرا الى ان البلاد تتعرض للكثير من التحديات التى تستهدف عقيدتها ودينها وثرواتها،ووصف التطرف الدينى بالخطير الذى لايستطيع احد انكاره،وقال الاسلام يأمرنا بعدم الغلو والتطرف باعتبارنا امة وسطا ،ودعا الى التعاطى بحكمة وعقلانية مع مايحدث من حرق وتفجير وتكفير لجهة الخروج بافكار وتدابير تحمى من التربص والمخاطر ،ومن جانبه طالب الشيخ عبد الرحيم محمد صالح وهو من رجالات الطرق الصوفية الدولة للقيام بواجبها تجاه حماية دور الطرق الصوفية ،ووصف الاحداث التى تعرض لها الضريحان بالعيلفون بالسلوك (الغوغائى والمتطرف )ودعا لسد الطرق التى تؤدى اليه .وقال نحن قادرون على معالجة هذا الامر مع من ارتكبوه بالحجة والبراهين التى لا تسمح بالعنف والتطرف وانما باعمال الفكر والتدبر ،وقال محذرا ان هناك بيانا يتم تداوله الآن بمنطقة صابرين داخل المساجد يقول ان شخصية حكومية نافذة ستقوم فى القريب العاجل بترحيل كل الاضرحة بالمساجد الى خارجها وقال ان هذا الامر من الخطورة بمكان ولابد للجهات المسئولة من التحقق من هذا البيان الذى من شانه ان يؤدى الى ما لايحمد عقباه .
الوسطية الدينية :د.انس عبد المحمود الباحث الاسلامى يؤكد ان معظم الجماعات الدينية بالبلاد كانت تحتكم وتؤمن ايمانا قاطعا بالوسطية الدينية التى لاتميل الى العنف او التطرف وانما تعيش فى سلا م فيما بينها . ويضيف ولكن المتغير الذى قد طرأ على بعض الافراد المنقسمة من جماعات اسلامية وميلها للعنف وتكفير البعض كان معظمهم من الذين درسوا بدول مجاورة متشددة دينيا تحرض فى مناهجها على التطرف والعنف على كل من يخالف مذهبها ،مشيرا الى ان بعض حوادث التطرف الدينى قد حدثت خلال العشرين سنة الاخيرة تحتاج الى دراسات عميقة لمعرفة اسبابها الحقيقية بمحاورة كل الجماعات الاسلامية المتشددة بسعة من الصدر حتى تتم عملية اعادتهم الى الجادة والمنهج الوسطى الذى لايميل الى التطرف . ويضيف ولكن تجاهل الدراسة الجادة لهذا المنهج الخطير من شأنه ان يؤدى الى تنامى ظاهرة التطرف الدينى .
تميل للإعتزال :ويرى الباحث فى شؤون الجماعات الاسلامية طارق المغربى ان التطرف الدينى وظهوره من حين الى آخر فى مناطق متفرقة من السودان عبر احداث عنف ارتبط بصورة اساسية بدخول مايسمى المجاهدين العرب الافغان .ويضيف ومن قبل كانت بعض الجماعات الاسلامية تميل للاعتزال عن المجتمع وتجافيه لكنها لم تكن ميالة للعنف والتطرف ويمكننا القول ان سلوك التطرف مرتبط دائما بسلوك القاعدة الجهادى مشيرا الى ان القاعدة كونت جبهة تنظيمية سرية لمجابهة اشكال الاستعمار الحديث بحسب اعتقادها عبر اذرع فى كافة دول العالم ولاتوجد دولة تخلو من الخلايا النائمة ذات التوجه القاعدى التى يمكنها ان تنشط فى الوقت المناسب الذى يسمح لها بممارسة سلوكها المتطرف وهذا يحدث اذا ضعف النظام السياسى والامنى .ويضيف ان فكر التطرف قديم متجدد وخطورته تبقى قائمة طالما لم تتم دراسة وضعيته ومعالجتها عبر الحوار وليس الكبت الذى ينمى السلوك المتطرف لدى بعض الجماعات الدينية المتشددة ويؤكد ان بالسودان جماعات تكفيرية وجماعات متشددة دينيا لديهم قيادة منظمة ويعملون بتخطيط دقيق لفرض وجودهم وهيمنتهم ويضيف بل ان هذه الجماعات تقول ان وصلت عضويتها المنتسبة الى مشروعها الدينى الى ( 12)الفا سوف لن تهزمها قوة على الارض و يشير الى ان اى شخص يضع نفسه كجهادى يمكن ان يتحول فى اى وقت الى مشروع انتحارى لايخشى العنف والقتل والتدمير .
الاسرة والتطرف :ويقول د على جابر على استاذ علم الاجتماع بالجامعات السودانية أن الأسرة هي المؤسسة الأجتماعية الأولى المسؤولة عن التنشئة الأجتماعية والضبط الأجتماعي، اذ تلعب دورا أساسيا في السلوك السوي وغير السوي لأفرادها، من خلال نوع التنشئة الأسرية التي تقدمها لهم ويضيف فانماط السلوك وطبيعة التفاعلات بين الأدوار الأسرية داخل الأسرة هي الأنموذج الذي يؤثر سلبا او ايجابا في أعداد الناشئين للمجتمع الكبير، هذا الأنموذج قد يفرز أفرادا متطرفين في المستقبل، ايا كان هذا التطرف دينيا او اجتماعيا او سياسيا. وكذلك كانت الاسرة ولا تزال احد اهم روافد التربية التي يستخدمها المجتمع في عملية التطبيع الاجتماعي بجميع محتوياتها ومواقعها،ويشير الى ان العديد من الدراسات في التربية وعلم النفس مثل دراسة ولفولك Woolfolk سنة 1987 م وجنكينز Jenkins سنة 1995م قد اشارت الى أهمية الاسرة في تكوين الشخصية وتشكيلها، لاسيما في مرحلة الطفولة المبكرة ( الاعوام الخمس الاولى من عمر الطفل ) ويضيف د.على ان ذلك يرجع لعدة أسباب منها ان الطفل في هذه المرحلة لا يكون خاضعا لاية جماعة أخرى غير أسرته، ولانه يكون فيها سهل التأثر والتشكيل، وشديد القابلية للإيحاء والتعلم، فضلا عن حاجته الدائمة لمن يعوله ويرعى حاجاته العضوية والنفسية المختلفة.
سلبا وايجاباكما اشارت دراسات منشورة فى السيكولجية النفسية للتنشئة الاسرية مثل دراسة كانتر Kanter سنة 1974م ودراسة هورلوك Hourlock سنة 1974 م ودراسة رايم Rimm سنة 1987م الى ان نوع التنشئة الاسرية المتبعة في الاسرة مثل التنشئة التسلطية او التنشئة الديمقراطية، وطبيعة العلاقات بين الاباء والابناء تؤثر سلبا او ايجابا على علاقات هؤلاء الابناء في المجتمع الكبير، وعلى النشاط الاجتماعي المتوقع لهم واكدت الدراسات ان من هذه العلاقات السلبية (مظاهر التطرف الديني) المتمثلة برفض الآخر، والسعي للقضاء عليه، ورفض الحداثة والتزمت بالنصوص المنقولة التي قد يكون بعضها مدسوسا.
يخالفهم فى الرأىفيما يذهب د.خليل يوسف اختصاصى علم النفس الاجتماعى والفقيه فى الدين الاسلامى الى أن الدور الرئيس الذي أحتفظت به الاسرة في عمليات التنشئة الاجتماعية يأتي من خلال الخصائص التي امتازت بها عن بقية المؤسسات الاجتماعية الاخرى. مما يجعلها انسب هذه المؤسسات لتبدأ فيها ومنها عملية التنشئة الاجتماعية،ويضيف فالاسرة التي تنشيء متطرفين او تكفيريين لمن يعاكسهم في الرأي حتى لو كانوا من نفس الدين، تقدم أنموذجا يؤثر سلبا في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، والاسرة التي تنشيء معتدلين ومتفاهمين ويأخذون التفسير القرآني والحديث النبوي من اهله، ومن هم احق بالاتباع من الآخرين تقدم أنموذجا آخر ايجابيا وفعالا ومنتجا في ذلك المجتمع،وقال ان ذلك يرجع لان لكل افراد اسرة واحدة ثقافة خاصة بها، وثقافة المجتمع هو النتاج الكلي لمجموع تلك الثقافات بصالحها وطالحها. ويضيف وهذا ما اشار اليه بيرجوس ولوك Beargss & lock عند تعريفهم للاسرة، أذ انهما يران ان الاسرة هي مجموعة من أشخاص يتحدون بروابط الزواج او الدم او التبني، فيكونون مسكنا مستقلا، يتفاعلون بتواصل مع بعضهم البعض بادوارهم الاجتماعية المختصة كزوج وزوجته، واب وام، وابن وبنت، واخ واخت، الامر الذي يكون لهم ثقافة مشتركة. ويقول ان هذه الثقافة هى التي قد تسيء للدين او المجتمع الانساني بمفاهيمها المغلوطة او تسهم مساهمة فعالة في رقيه وتقدمه وهو الدين الاسلامي الحقيقي الذي اشار اليه القرآن الكريم عن رب العزة والجلال وسيرة رسوله الكريم محمد (ص) وآل بيته الطيبين الطاهرين ( عليهم السلام اجمعين ). ويضيف أن انماط التنشئة الاسرية هي جزء يؤثر ويتأثر بالانماط الاجتماعية السائدة في المجتمع، وهذا ما يتطلب من التربويين والقيمين على المجتمع الى تهميش وازالة وجود الانماط التكفيرية والعدائية والسلبية التي يتوقع ان تؤدي في خاتمة المطاف الى ظهور ظاهرة التطرف والفهم الخاطيء لاحكام الدين الاسلامي الحنيف والذي قد يتطور وينمو ويصل في اقصى حدوده الى رفض الآخر وعدم تقبله وتكفيره، بل وتحليل قتله كما في ظاهرة الارهاب والمنظمات الارهابية المحسوبة على الدين، ويتساءل د. خليل قائلا فماذا نتوقع من انماط تنشئة مثل نمط القسوة والتسلط في تنشئة الاطفال، او نمط الاهمال، او نمط التذبذب في معنى الحلال والحرام، او نمط التفرقة بين الابناء غير ان ينتج لنا جيلا قد يضر او ينحرف أو يرفض كل ما يعاكس أو يخالف او لا يتفق مع الثقافة التي نشأ او تربى عليها في الاسرة، فيولد تعصبا وتطرفا قد يفضي في نهاية الامر الى تبني فكرة الارهاب. وهذا ما يتحتم على الجميع العمل الجاد والحثيث لمنع حدوثه او تفشى امره .
المتعصب الدينىويرى علماء دين اسلامى ان المتعصب الدينى لايرى امامه الا نفسه وجماعته، اما الآخرون فهم مخطئون وكافرون يتوجب قتالهم والقضاء عليهم، وهذا الامر قمة الفكرة التكفيرية التي ادت الى انتشار العنف الارهابي واسرافه في قتل المخالفين ظلما وعدوانا،واشاروا الى أن الذي يطلع على الخطابات الاصولية المتطرفة للتكفيريين، يمكن له ان يستنتج انها تسعى جاهدة الى الغاء جميع الاختلافات الداخلية فيما بينهم وعدم التصريح بها، والى اسقاط جميع مظاهر العدوانية على الآخرين المختلفين معهم في الفكرة او العقيدة، وفيما يبدو ان التطرف الديني اذا نظر الية كسلوك عصابي يدل على بناء نفسي عقدي عميق في النفس البشرية، يحتاج الى تحليل نفسي لتفكيك دلالاته المعنوية او الروحية وبلوغ غاية معانيه الشعورية واللاشعورية. وهذا ما اشاره اليه بعض الاطباء النفسانيين في تنظيراتهم المتعلقة بهذا الموضوع.
المعالجة من الاسرةوهكذا يمكن لنا الاستنتاج ان الاسرة من اهم المؤسسات الاجتماعية التي يتطلب منا الاتجاه نحوها للحد من مظاهر التطرف والارهاب ذي اللباس الديني، لانها اول جماعة يعيش فيها الطفل، وهي الوعاء التربوي الاول الذي ينهل منه وتشكل شخصيته المستقبلية، اذ اننا لانستطيع ان نمنع حدوث التطرف والارهاب المتستر بالدين، لكننا نستطيع ان نحد او نقلل من مبررات وجوده، فاذا نجحنا في مبتغانا فاننا حصنا افراد الاسرة من الانزلاق الى مظاهر ذلك التطرف الذي قد يفضي الى مظاهر الارهاب في جميع صوره واشكاله، لان الاسرة هي قاعدة المؤسسات الاجتماعية الاخرى مثل المدرسة او الجامعة او المسجد او دور العبادة او المنظمات الاجتماعية المختلفة ،فالعلاقة بين الاسرة والمجتمع وثيقة ومتبادلة من ناحيتين، فالاسرة تتأثر بما يصيب المجتمع من تغيير في النظم والقيم، والمجتمع يتأثر بما يقع في انماط التنشئة الاسرية من تغيير، وذلك ما يدفع المهتمين بالتربية من مختلف التخصصات الى تحصين ارباب الاسر من خلال مدهم بكل الامكانيات والخبرات التوجيهية والتثقيفية ووسائل التنشئة الايجابية الفعالة، فاذا تمكنا من تحصينهم من اتباع انماط تنشئة صالحة مع ابنائهم فاننا قد نكون اسهمنا مساهمة كبيرة في الحد من الانماط التي قد تودي الى تقديم جيل متطرف يسهم بشكل سلبي في التفاعل الاجتماعي،فالتطرف الدينى سنعاني منه كثيرا خلال التعامل معه،ولذا لابد من معالجة جذوره وسد روافده التى تغذيه وهذا هو مضمون المقولة التي ترى ان الوقاية خيرمن العلاج. [/JUSTIFY]
تحقيق :يوسف محمد زين
صحيفة الرأي العام
[SIZE=6]التطرف والارهاب والقتل منو الجابو لينا يا سجمان؟ قبل سنة 1989 ما كنا بنعرف الكلام ده كله، اللهم ارفع عنا عضبك[/SIZE]