تحقيقات وتقارير
الفساد المرصود.. «ودَرْبَ الدُّود»
* والفساد نقيض الصلاح.. ومنه التدابر وقطع الأرحام.. والمفسدة خلاف المصلحة «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ في الأرضِ وتقطعوا أَرْحَامَكُمْ» صدق الله العظيم .
وقال الشاعر :-
إنَّ الشَّبابَ والفراغَ والجِدَهْ مَفْسَدَةٌ للعَقْلِ أَيُّ مَفْسَدَهْ
وفي تفسير قوله تعالى «ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ والبحر».. قيل الفساد هنا الجَّدبُ في البَرِّ.. القَحْطُ البحر.. أي المدن التي على الأنهار!!! ويقال كذلك «أَفْسَدَ فلانٌ المالَ» يفسده إفساداً وفساداً.. والعكس أيضاً صحيح.. كأن نقول «أَفْسَدَ المالُ فلاناً» .. ويبدو أن المعنى الأخير هو المرتبط كلياً بمفهوم الفساد عند السياسيين «حكاماً ومعارضين» مع أن من وجوه الفساد الإداري والتنفيذي في غير وجوه المال كثيرة لا يحصيها أحدٌ إلَّا الله.. فعدم المساواة أمام القوانين «كالإستثناءات» مجلبة للمفسدة لأطمئنان المستثنَى من عدم ملاحقته بالقوانين.. والمحسوبية الأسرية أو الحزبية في تولي المناصب فساد.. وإزدواج المعايير فساد.. وعدم المحاسبة تشجيع على الفساد.. وإنشاء آلية لمكافحة الفساد إعتراف ٌ بوجود فساد.. ولكن.
* د. الطيب مصطفى أبو قنايهة رئيس آلية مكافحة الفساد في أجهزة الدولة والتي أنشأها «القرار الجمهوري» للتنسيق بين رئاسة الجمهورية والجهات المختصة بوزارة العدل والمجلس الوطني فقط «لإستكمال» المعلومات والتقارير التي تنشر في وسائل الإعلام المختلفة كما جاء في الأنباء.. وللدَّقة فإنَّ القرار المشار إليه في الصحف ليس «قراراً جمهورياً» بل هو من «قرارات مجلس الوزراء» لتصب الأخبار والتقارير الصحفية في أُذن هذه الآلية المولودة «بلا أنياب ولا أظافر» إذ أنَّ الجهات المختصة بمكافحة الفساد هي وزارة العدل والنائب العام بقوانينها وآلياتها وكوادرها المؤهلة والخبيرة في هذا الشأن.. وهي المجلس الوطني بدوره التشريعي والرقابي.. وهي نيابة مكافحة الثراء الحرام والمشبوه بقانونها.. وهي ديوان المراجعة القومي بتقاريره المهنية الدقيقة وتبعيته لرئاسة الجمهورية.. فكل هذه الأجهزة تقوم «بالتضامن أو الإنفراد» وبصحيح القانون والدستور بكشف مواطن الفساد والخلل في أداء الجهاز التنفيذي وإتخاذ ما يلزم من إجراءات لكف يد المعتدي وإعادة الأمور إلى نصابها.. فالخبير الوطني أبو قناية بخلفيته المهنية في المراجعة وخبرته العملية في وزارة المالية «مراجع داخلي ثمَّ وكيل وزارة» لا يمكن أن تنحصر مهمته في «الرصد الصحفي» فهناك جهات عديدة في رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء والمجلس الوطني وجهاز الأمن والمخابرات ورئاسة الشرطة وغيرها تقوم بهذه المهمة بشكل يومي.. ومثلما ترك أبو قناية منصبه في القصر الجمهوري مديراً للشئون المالية والإدارية عندما ذهب للمالية ولم يجد «مالاً» يؤدي به واجباته فاحتقب بندقيته وخرج مجاهداً دون أن يشاور أحداً أو حتى يكتب إستقالته من منصبه.. وقال قولته المشهورة «مدير شئون مالية بدون مال يدير شنو؟» سيترك رئاسة هذه الآلية بعدما يكتشف «دورها الصغير» الذي لا يناسب خبرته ومهنيته!! فكل من عنده وثائق ومستندات وشواهد على الفساد لن يذهب بها للآلية ولكن للنيابة العامة . أليس كذلك؟
* يقول العرب في كردفان في سخرية لاذعة «فُلان يقولوا ليهو.. داكُو الدود «الأسد» يقول ليك :- «وُورُوني دَربُو».
وهذا هو المفروض [/JUSTIFY]
الصحافة -محجوب فضل بدري
المهم هم ازالة الجو والمناخ الذى ينمو فيه الفساد اولا والوقاية خير من العلاج وذلك بالعمل بمعيار الكفاءة والامانة لكل المستويات وليس الفساد هو الاختلاسات المالية فقط .
ليت كل واحد منهم جعل من نفسه رقيبا على نفسه خاصة في المناصب الكبيرة المنظور لها من قبل المواطن والمعارضة، وان يحاسب كل منهم نفسه قبل أن يحاسب اقتداء بالصحابة وعلى رأسهم ابن الخطاب حين وقف على المنبر فقالوا له لا سمع لك علينا ولا طاعة إلى أن نعرف من أين لك هذه العباءة؟وكانت عباءة أعطاه إياها عبد الله ابنه، فقال : قم ياعبدالله وأخبرهم .
آه يابن الخطاب ، رحم الله خالد ابو العمرين الذي قال :
أنا لا أريد سوى عمر
فياولاة أمورنا كونوا ابن الخطاب وسنكون من ورائكم أبو محجن والقعقاع والمثنى بن الحارثة والبراء ونسيبة بنت كعب و….من أولئك الأسود.نخوض معكم كل جائحة ونواجه معكم كل عاصفة تهب على الوطن ، فلا تخذلونا وتشمتوا الأعداء فينا
كيف يستقيم الظل والعوداعوج كن نعتقد أن قادة الجبهة الأسلامية ومنسوبيهااتقياء اخيار ولكن السلطة كشفتهم على حقيقتهم حيث ولغوا في الفساد حتى فاحت رائحتهم، وهاهم الآن يتحدثون عن مكافحة الفساد في اجهزة الدولة التي صارت عبارة عن اقطاعيات لهم يفعلون فيها ما يحلو لهم، فليبدأوا بانفسهم ان كانوا صادقين ولكن هيهات هولاء قوم غرتهم الحياة الدنيا وزينتها، ولن يتحللوا من الفساد.