تقنية معلومات

هل ترجح المعرفة التكنولوجية كفة أوباما وتدفعه إلى قيادة العالم؟

[ALIGN=JUSTIFY] وفقًا لآراء كثر من خبراء السياسة والإعلام والمعلوماتية لا يوجد سياسي في العالم استفاد من الإنترنت والكمبيوتر بشكل عام مثل “باراك أوباما”، فقد استخدم الإنترنت بشكل أكثر فعالية من غيره من مرشحي الرئاسة الأميركية، سواء في مرحلة التنافس الملتهبة للظفر بترشيح الحزب الديموقراطي ضد “هيلاري كلينتون”، أو خلال المرحلة الحالية في صراعه الأكثر سخونة مع “جون ماكين”، حيث ان “أوباما” ليس مجرد سياسي شاب يطمح إلى دخول البيت الأبيض لقيادة الولايات المتحدة والعالم فحسب، فهو مرشح رئاسي وسياسي يؤمن إلى أقصى درجة بأهمية الكمبيوتر والإنترنت والمعلوماتية، والأهم من ذلك أنه يجيد استخدام تقنيات العصر إلى درجة يمكن وصفها بالإجادة التامة لاستخدام الكمبيوتر والإنترنت، الأمر الذي فتح المجال لطرح تساؤل قد يبدو غير مألوف… هل يجب أن يكون الرئيس (أي رئيس) ملمًا بالكمبيوتر والإنترنت؟

الجمعة الماضي ثار جدل واسع النطاق وفق ما رصده تقرير لـ “وول ستريت جورنال” فمن خلال سعي كلا المرشحين (أوباما وماكين) إلى تصوير منافسه على أنه منعزل عن الحياة التي يحياها معظم الأميركيين، تهكم باراك أوباما على منافسه جون ماكين وفي لهجة ساخرة قال أنه (أي ماكين) لا يعرف كيف يستخدم البريد الإلكتروني.!

وتقول حملة أوباما إنها لا تهدف إلى إظهار ماكين على أنه كبير في العمر بالنسبة إلى تلك القضية، ولكنها تحاول أن توضح أن الرجل البالغ 72 عامًا من عمره غير متآلف مع الكمبيوتر مما يعني أنه منفصل عن بغة العصر، وعن حركة الاقتصاد العالمي الأكثر ارتباطًا وتأثرًا بالمعلوماتية والكمبيوتر والإنترنت .

كلينتون وبوش لا علاقة لهما بالكمبيوتر!

فقد أكد أحد مؤيدي أوباما، وهو إليونز إيمانويل في مؤتمر صحافي صباح الجمعة الماضي إن ماكين يفتقد إلى ذلك التطور الهائل الذي حدث في العالم على الصعيد التقني والتكنولوجي والمعلوماتي، وسوف يكون ماكين في زمرة أولئك الرؤساء الكثيرين الذين لا يعرفون كيف يستخدمون البريد الإلكتروني في المكتب البيضاوي، والذين لا يمتلكون جهاز كمبيوتر أيضًا. فالرئيس كلينتون الذي شهد ازدهار التكنولوجيا في فترة التسعينات من القرن العشرين، قد أرسل رسالتين فقط بالبريد الإلكتروني أثناء توليه الرئاسة من مكتبه، ولا يمتلك جهاز كمبيوتر كما جاء في بعض المقالات بعد فشل زوجته في سباق الرئاسة.

وسبق للرئيس بوش التأكيد في مقابلة له عام 2006 مع سي إن بي سي بأنه يحجم عن استخدام البريد الإلكتروني كرئيس على الرغم من أنه كان يستمتع باستخدامه في الاتصال بأصدقائه وذلك بسبب المخاطر السياسية التي قد تحدث باستخدامه للبريد الإلكتروني. حيث قال: لا أريد أن أتلقى رسائل بريد الكتروني، حيث أنه قد يستغل ما يرسل في البريد الإلكتروني في قصة ما كما هو معروف ولن يكون في مقدوري مواجهة ذلك. كما أنني لا أقرأ البريد الإلكتروني. ولهذا يمكنك القول أنني حذر جدًا بشأن استخدام البريد الإلكتروني، وهو الأمر الذي فسره بعضهم على أنه جهل تكنولوجي أراد بوش أن يقدم لها مبررات تبدو واهية. وفي مقابلة أخرى نفى بوش جهله بالانترنت والكمبيوتر مؤكدًا أنه خلال أيامه الخوالي عندما كان حاكمًا لولاية تكساس كان يقضي العديد من الساعات أمام البريد الإلكتروني والانترنت كي يظل على اتصال دائم مع أصدقائه.

القضية التي فجرها “أوباما” حينما سخر من جهل “ماكين” بالكمبيوتر والإنترنت، تدفعنا إلى التفكير في بعض الإجابات على حزمة هامة من التساؤلات مفادها… هل يجب أن يكون الرئيس أو الحاكم وبالتبعية الشخصيات السياسية الهامة والأشخاص أصحاب المناصب القيادية بشكل عام في أي دولة، هل يجب أن يكونوا على درجة ما من المعرفة بالكمبيوتر والإنترنت؟ أم يكفي أن يكون هؤلاء على درجة ما من الإيمان بأهمية هذا المجال ويقدمون الدعم السياسي والمادي لاثراءه فقط؟ ثم … ماذا عن معرفة قيادات دول العالم الثالث بتكنولوجيا المعلومات؟ وهل لحالة عدم التآلف بينهم وبين هذا المجال تأثير ما على عدم الإهتمام به على المستوى الشعبي.
المصدر :ايلاف [/ALIGN]