تحقيقات وتقارير

الناس في بابنوسة .. معاناة ومطالب تأبى الاستجابة

بعد ثلاث سنوات من الصبر على تردي الخدمات في المدينة وعلى تقديم المذكرات المطلبية والوعود التي لم ينالوا منها حظا عمدوا الى البحث عن مطالبهم من خلال آخر الحلول بتنفيذ اعتصام كامل اليوم الثلاثاء في مدينة بابنوسة بجنوب كردفان وذلك من خلال اغلاق سوق المدينة وجميع المرافق العامة بها ، بعد ان تقدم مواطنو المنطقة بمذكرة الى والي ولاية جنوب كردفان الاسبوع الماضي وهي المذكرة التي لم يتخذ تجاهها أي اجراءات كما ولم يتسلم الاهالي أي رد عليها على حد قول ممثل شباب بابنوسة سليمان عمر بلل ، والذي قال في حديثه (للصحافة ) ان المذكرة التي تم تسليمها الى الوالي الاسبوع الماضي كانت متضمنة مطالب المواطنين بشأن تطوير خدمات الصحة والتعليم والطرق والكهرباء والمياه بما يتناسب واساسيات الحياة .
ومضي سليمان في تفصيل الشكوى بالقول ان أكثر ما يحتاجه اهل المنطقة خدمات الصحة فالمدينة تعاني من سوء الخدمات وعدم توفر المعدات الطبية والادوية وضعف الكادر،اذ لا يوجد أي كادر بالمستشفى عدا طبيب عمومي واحد ما يضطر اهالي المنطقة الى طلب العلاج في المجلد ،والتي يعاني من يقصدها بسبب الطريق غير المسفلت مما يضاعف من معاناة المريض ،وفي جانب خدمات التأمين الصحي فقد اوقف التأمين خدمات الموجات الصوتية ورسم القلب والصور التشخيصية وصور الاشعة هذا بخلاف تراجع خدماته واعتماده على عددية معينة من المرضى .
وفي حديثه عن خدمات المياه والكهرباء يقول سليمان عمر : ان خدمات الكهرباء كانت تمتد 12 ساعة بحسب ما صدقه الوالي أحمد هارون لمواطني المنطقة ومع ان (الجازولين ) مصدق من قبل الولاية التي تدعم به المدينة كل ثلاثة شهور الا ان المواطنين ظلوا يعانون من تذبذب امداد الكهرباء والقطوعات المتكررة وتراجع ساعات الامداد الى ست ساعات فقط حيث يستمر من الساعة السابعة مساء وحتى الواحدة من صباح اليوم التالي ، اما في مجال المياه فحدث ولا حرج حيث ظللنا نعاني من ارتفاع اسعارها المتكرر ومع هذا الارتفاع فهي غير متوفرة بالقدر الكافي مقارنة مع الكثافة السكانية ،وفي جانب التعليم نعاني من نقص الكتب والاساتذة والبني التحتية وعدم تأهيل المدارس التي ( اكل عليها الدهر وشرب ) وفوق هذا كله يتم فرض رسوم على طلابها فوق طاقة مواطني المنطقة البسطاء .وتعيش المدينة حالة من الانقطاع في فصل الخريف بسبب تأخير شركة آيات المكلفة بتنفيذ طريق المجلد بابنوسة والذي تم التصديق له منذ ثلاثة اعوام ، الا ان الشركة لم تنفذ سوى كيلو ونصف الكيلو داخل بابنوسة وكيلو واحد فقط في مدخل مدينة المجلد مع ان طول الطريق 34كيلو متر الا ان هذا ما تم تنفيذه خلال ثلاث سنوات .
وبالاضافة الى كل ما سبق برزت في الآونة الاخيرة مشكلة اخرى متعلقة بقلة الوارد من كميات الدقيق الى الافران مما خلق ازمة حقيقية في توفر الخبز مما اعادنا الى نظام (الصفوف ) وطوابير العيش ،واختتم حديثه (للصحافة) بالقول : ان جملة هذه المشاكل حملناها في مذكرات خاطبنا بها المسئولين وظللنا في كل حين ننتظر الوعود الكاذبة والامنيات ولكن بعد المذكرة التي سلمناها مؤخرا للوالي لن نعود الى سياسة المذكرات وما ننتظره ليس وعوداً ولكن تنفيذ على ارض الواقع فقد قدمنا ما فيه الكفاية وانتظرنا بما يكفي لذا سنعمد اليوم الى تنفيذ اعتصامنا الكامل بمشاركة شباب المجلد
الصحافة
bbc222