تحقيقات وتقارير
عبد الرحمن الصادق.. بين الوطني والمهدي
ومنذ اجتماع القصر أعلاه حتى الآن حدثت متغيرات كثيرة وكبيرة في مسيرة المساعد، ففي الأسبوع الماضي قام بخطوة تبدو غريبة وقد لا تأتي إلا من سياسي متمكِّن أو سياسي مكايد أسوة بما كانت تقوم به قيادات الحركة الشعبية التي كانت تضع رجلاً في الحكومة وأخرى في المعارضة.. تمثلت الخطوة في لقائه الأستاذ الجامعي عقب إطلاق سراحه والذي اعتقلته الأجهزة الأمنية على خلفية مقال انتقد فيه الحكومة بقسوة وصفه مراقبون بغير الموضوعي لافتقاره إلى الدليل.. خلَّف اللقاء علامات استفهام تحتاج لتفسير سيما وأن المهدي الأب قام بذات الخطوة، وكان ناقصًا أن تتلفح كريماته ثيابهنّ ويزرن الرجل ــ كما يفعلن في كل شأن ضد الحكومة ــ كما أشار رئيس تحرير هذه الصحيفة أستاذنا الصادق الرزيقي تعليقًا على محاولة المعارضة التكسُّب من حادثة الديم رغم أن الأستاذ الجامعي ينتمي للحزب الاتحادي ولا يبدو لقاؤه بعبد الرحمن عابراً إذ لم يسبق لمسؤول حكومي رفيع أو حتى صغير أن اجتمع بمعارض أو حتى بمواطن عادي اعتُقل في قضيةٍ ما، بل حتى قيادات الشعبي الوثيقة الصلة بقيادات الوطني والحكومة لا تحظى بلقاء مع الأخيرين إلا في مناسبات ذات طابع اجتماعي.
الراحج أن عبد الرحمن الذي تسعى أسرته بكل ما أُوتيت من قوة لتلميعه ودفعه إلى الأمام بل «تكبير كومه» على سبيل المثال القنبلة التي فجَّرها والده بشأنه وتحديدًا قبل أربعة أيام فقط من دخوله القصر بإشارته إلى أن نجله حاول في مرة من المرات تفجير العاصمة بتلغيمها لكن شخصه منعه، في إشارة لإبراز عضلات عبد الرحمن ومعاداته للحكومة وبشكل سافر، رغم أن الواقع يجافي ما قاله المهدي، حيث لم يخض عبد الرحمن ولا معركة واحدة ضد الحكومة، ولم يتقدَّم الصفوف إبّان المعارضة المسلحة التي كانت تنطلق من أسمرا رغم أنه خلف العميد أحمد خالد المالكي في قيادة جيش الأمة بعد مغادرة الأخير لأستراليا مغاضبًا ورافضًا مطلب المهدي بأن تكون قيادة الجيش لعبد الرحمن وذلك بحسب النقيب بجيش الأمة مدير فرع التوجيه والتعبئة السياسية بقوات التحالف صديق مساعد الذي قال لـ «الإنتباهة» إن المالكي خرج وقال: الشرف العسكري لا يسمح بذلك، وأضاف مساعد: يومها قلت وعلى رؤوس الأشهاد: «المالكي راجل».. وقد سخر مسؤول التنظيم الدقيق بحزب الأمة في ذاك الوقت د. الأمين عبد القادر من ذلك في تصريحات له بصحيفة «آخر لحظة» بالقول «القصة كلها حارق ومحروق والغرض من هذا الحديث ونسة فقط»، ولفت إلى أنه إذا كانت هنالك محاولة للتفجير تكون بقدر السؤال الذي إذا وُجه لقيادات الحزب عن تعيينه الحبيب مساعدًا ولم تستطع الإجابة!!
وأيضاً ذهبت شقيقة عبد الرحمن مريم في خط والدها، ففي حوار أجرته معها «الرأي العام» امتدحته وبشرى، وقالت إنهما أُقصيا ثم أُعيدا للعمل مرة أخرى «عبد الرحمن» لكفاءته وحاجتهم له، وبشرى أيضاً، وليس لأنهما نجلا المهدي. رغم أن بشرى لم يكن ضابطًا بجيش الأمة ويقال إنه هرب وقتها إلى السعودية وعاد للسودان قبل أن يغضب الراحل عمر نور الدائم من خطوته ويأمر بعودته.
ويبدو أن الحكومة نفسها تسعى لحجز مقعد في الصفوف الأمامية لعبد الرحمن وتقربه بفهمها للمعارضة ولامتصاص غضب الأنصار لدخوله القصر بمواقف تُدخل الراحة في نفس المعارضة والأنصار ربما مثل لقائه بالأستاذ الجامعي، فتخيل أن اللقاء حوى تثمين عبد الرحمن لكتابات الأستاذ الناقدة للحكومة ولرأس الدولة شخصياً، وسبق ذلك إعادته للجيش منتصف «2010» ثم ترقيته وبعدها تعيينه مساعدًا، وقد برر الرجل في أول تصريح له بعد تعيينه أنه قبل المهمة من موقعه كضابط للقوات المسلحة، حرصاً على المصلحة الوطنية، ثم أسندت له الحكومة أهم الملفات ــ العلاقات مع جوبا ــ وكنت قد سألته عقب لقاء القصر المذكور أعلاه عمّا يُشاع عن احتمال إيكال ملف الجنوب له، وأجابني بإجابة تخلو من الدبلوماسية والحنكة السياسية: «ياحبيب دا ما وقت الكلام دا ونحن جينا الآن بخصوص لقاء الشباب»، رغم أن الصحفي المعروف أحمد البلال سبقني بسؤال توقّعت معه أن يكون فتح شهية عبد الرحمن بعد أن كال له المدح والثناء وخاطبه بالحبيب والسيد العميد والمساعد!!
المحلل السياسي الفريق د. عبد الباقي كرار يرى أن بزوغ نجم عبد الرحمن من مصلحة الحكومة، كونه الأنسب لخلافة والده وليس متطرفًا ولم يُظهر عداءً لها، فضلاً عن أن تعيينه كسرٌ لشوكة حزب الأمة، وفسر لقاء الأستاذ في إطار العلاقات العامة، ولم يستبعد أن يكون تم بإيعاز من الحكومة نفسها.. ومهما يكن من أمر فإن الاهتمام بعبد الرحمن يبدو من الحكومة والأمة في آن واحد.[/JUSTIFY]
الانتباهة – أسامة عبد الماجد
[B][SIZE=5][FONT=Arial Black]يخلف والده مين يا عم
دا دخلوه الحكومة مخصوص عشان يتدرب كويس على أمور الحكم ويخبرها جيدا
عشان لو ناس حزب الأمة إستولوا على الحكومة يكون عندهم رئيس جمهورية مدرب[/FONT][/SIZE][/B]