قير تور
المنافسة
من تلك الأشكال أن أحد العرسان بعدما أكمل مهره المطلوب منه الذي يقال بأنه وصل عدد (200) رأس من البقر التي تسير على أرجلها حيث سلمها أهله هناك في أحد مناطق الدينكا لأهل العروس (حظ كاتب هذه السطور أنه جلس مع هؤلاء الجالسين في المقاعد المخصصة لأهل العروس يوم المناسبة) قام بشراء سيارة صالون لوالد العروس وقيمة السيارة غير محسوب في المهر إذ إنها عبارة عن مساعدة فقط… أي أنه في حال حدوث اي شئ يؤدي للإختلاف بين أهل العريس والعروس فالمساعدة عند الدينكا لا تحسب مع المهر وهذا يعني عدم رده فالمهر هو الذي يرد فقط.
ولا أعرف إن كانت هذه القصة حافزاً لعريس آخر أقدم على شراء سيارة لكن ليس لوالد عروسته كما فعل صاحبنا اعلاه بل اشترى سيارة يقال بأن ماركتها أحدث لوالد العروس وهذه مناسبة أخرى حضرتها في الحاج يوسف.
وأحد معارفي الذي كان زواجه قبل أشهر مضت (ليست الزيجة الأولى) اشترى لوالد العروس عربة بوكس.
طبعاً من الأشياء الجميلة سماع ومشاهدة منافسة الزواج تعود إلى ابناء الدينكا بنفس الكيفية التي كانت تحدث بها قبل عقود بالأبقار وتمتلئ البيوت بالأبقار خاصة التي أنجبت البنات، والحمدلله أن هؤلاء موجودون وسطنا ونستطيع مخاطبتهم ومناقشتهم.وماداموا يملكون النقود بنفس قدر إمتلاكهم رؤوس الماشية، ويتنافسون فيما بينهم في الأعراس فلا اظنهم سيكونون بعيدين عن سؤال بسيط نطمع في الإجابة عليه وانا على ثقة بأنهم لن يخذلوني وغيري من ابناء جيلنا……
فقط ما نسأله من هؤلاء لا يتعدي قيمة إيجار خيمة أو صالة افراح كزام أو قيمة شراء سيارة يابانية… أي ان اي تبرع من أحد اثريائنا بقيمة (25) الف دولار يعادل خمسين مليون جنيه سوداني يكفي لبناء فصل دراسة أو حجرة لمركز صحي في اي من المناطق الواقعة في ولايات بحر الغزال التي تشكو بعضها الإهمال حتى أن بعض المناطق لا توجد بها مدرسة.وفي هذه الحالة سنشهد منافسة من نوع جديد عندما تتغنى بنات القبائل بأن فلان هذا بنى المدرسة وذاك بنى المركز الصحي وآخر دفع رواتب المعلمين في المنطقة.
ارجوكم ان تجربوا هذه المنافسة والسباق الجديد ولا اطالبكم بإلغاء سباقكم المحموم على الزواج بأجمل الفتيات في أفخم المحلات لكن أرجو إصطحاب الفكرة لتزداد غبطتنا بكم أكثر.[/ALIGN] لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1011- 2008-09-07