وجدي الكردي

سمير بالله.. ودرون الهلال


[ALIGN=CENTER]سمير بالله.. ودرون الهلال [/ALIGN] عرفت (سمير) في أزقة الدنيا وحواري الحياة، مندهشاً موغلاً في دهشته وقدرته الفائقة على (تغريب) المعلوم من الأمور، حتى أشفقت على أمه التي ربما (دخلت في ضفورا) وهو يبدي دهشته الأولى لإجابة السؤال الأزلي (البايخ) للأطفال:
يا أمي أنا جيت كيف.. ومن وين؟!
وربما فتح سمير يومها فمه الصغير الذي صار متسعاً لاحقاً وقال عبارته الشهيرة: بالله؟!
كان سمير يشدّد على حرف اللام في: (باللهّ)، حتى تظن أنه لن يكملها، فأطلق عليه الرفاق لقب: (سمير بالله)..
يسألك سمير في براءة وهو يقطّب حاجبيه الكثيفين (مثل غابتا نخيل ساعة السحر):
ــ البت السمحة ديك أختك؟!
ثم أنه لا يترك لك أية فرصة لاستنكار سؤاله المحرج، ليلتقط من جبهتك العريضة إيماءة الإيجاب ليطلق قذيفته الباردة: بالله؟!
لا يتركك سمير هذا، أسيراً لدهشتك وحرجك، بل يواصل في تجشؤ أسئلته التي ينتقيها بكفاءة لاستحلاب المزيد من الإجابات التي تصلح لرتق مؤخرتها بعبارته الشهيرة: (بالله). كأن يقول: ــ أختك دي بتشبه أمك… مُش؟!
لن ينتظر ردة فعلك بالطبع، سيطيح في وجهك بلازمته الشهيرة: (بالله)، قبل أن يشيح بجسده عنك، ليغوص في بحر أسئلة جديدة في وجه رفيق جديد.ما أعرفه عن (سمير بالله)، يصلح لرواية أطول من ليل الأسى السوداني، ولو لا ضيق ذات الصفحة، لدلقت على (وجوه) أعينكم العشرات من أسئلته التي (كوانا) بها، ومنها بالطبع ما لا يصلح للنشر، على الأقل (في الحتة دي)!
تتواضع موهبة (سمير بالله) هذه الأيام، مقابل (بالله) السياسيين الذين نقابلهم في وجوه الصحف كل صباح وهم في (دهشة) من أمرهم!
* سلفاكير يعلن أنه سيصوت للانفصال… بالله؟!
* دينكا نقوك يرفضون تصويت المسيرية… بالله؟!
* الأمم المتحدة تقول إنها ستنشر قواتها (تحت) حزام أبيي… بالله؟!
وتعالو نطالع بعض نماذج (بالله) المواطنين:
* وزير المالية (يبشِّر) بعودة الكسرة إلى البيوت… بالله؟!
* عوض الجاز يقول إن الشمال لن يجوع بالانفصال… بالله؟!
* الجنسية المزدوجة، طريق للوحدة من جديد… بالله؟!
نهايتو..
الهلال فاز أمس بصفر كبير مقابل صفر (صغيروني) للأمل… بالله؟

آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com