وجدي الكردي

ممنوع البول يا حمار


[ALIGN=CENTER]ممنوع البول يا حمار[/ALIGN] يبدو أن (الزنقة) ليست حكراً على (المثانة) وحدها حين تعتصرها أسئلة (السوائل) بحثاً عن الخروج، فالأقلام أيضاً تعتصرها (الزنقة) وهي تستجيب لنداء خفي يقول: ممنوع الكتابة يا حمار..!
وأنا أغلق فتحتي أنفي (دي بي طينة ودي بي عجينة)، طالعت تحقيقاً في (حكايات) عن الأزمة الحادة التي تعيشها ولاية الخرطوم في الحمامات العامة، قدّمت فيه وصفاً مؤلماً و(مزنوقاً) عن العنت الذي يلاقيه عابرو السبيل للتخلص من محتويات (مثاناتهم) وما أختبأ في (الأمعاء) من بلاوي صلبة وسائلة وغازية، كأنهم ستتخلصون من نفايات نووية من مفاعل بطنونهم بدفنها في صحراء أبي جنزير..!
كيف لا، وسلطات البلدية تصدّق عشرات الكافتيريات ولا يعنيها أين يتخلص (المواطنون الأشاوس) من ما سيأكلونه منها، بل انها تلاحقهم بكرباج اللافتات التي تلهب أقفيتهم وهي تشتمهم على ملأ الحيطان بقولها: (ممنوع البول يا حمار)..!
في ذمتكم، من الذي يستطيع أن يمنع (فكة البول)، من أن يمارسه (مزنوق) لم يجد بديلاً غير النزول لرغبة المثانة التي قبضت سلطات البلدية نصيبها في ثمن محتوياتها من (كباية العصير) مقدماً؟!
أليس من عجائب ولاية الخرطوم أن تشتري كوز الموية (بمية جنيه)، وحين تود التخلص من بعضه عبر (آلية البول)، تدفع (ميتين جنيه) في سابقة ضد أبجديات الفيزياء و(الدين) والعربي والكيمياء الحيوية؟!
لم لا تلتزم الكافتيريات بتشييد (حمامين تلاتة) لتخلق (توازن قوي) بين مصادر الإستقبال والإرسال كي لا يضطر الزبائن التوجه لحائط (قبلة) لا ترضاها البلدية؟!
من المؤسف والمقرف معاً أن تشاهد (مزنوقاً) وهو متكئ بجدار مدرسة أو مسجد أو (بيت ناس)، ويبدو كأنه يتوسل لحائط المبكى بأن يفك كربته قبل أن تداهمه (كشة البلدية) وتتراكم عليه الرزايا من غرامة ونجاسة و(شيلة حال)..!
ثم أن الرجال (حيتصرفوا) لإعتبارات كثيرة منها البايولوجية ومنها ما يتعلق بقدرتهم على تركيب (وش الكلب) في وجه المارة، لكن من لأمهاتنا وأخواتنا من عابرات سبيل المواصلات الذي صار كما قال الشاعر: (ثفالها شرقي نجد، ولهوتها قضاعة أجمعينا)؟!
لقد ألهمني (أزمة الحمامات وكربة المزنوقين)، بتأليف كتاب صغير الحجم يأتي عنوانه على طريقة مناهج اللغة الإنجليزية المغشوشة:
(كيف تتخلص من زنقتك بالسوق العربي في ثلاث دقائق بدون معلم؟!)

آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com