وجدي الكردي

مشاعر مشتركة بين القلبين


[ALIGN=CENTER]مشاعر مشتركة بين القلبين[/ALIGN] ما من أغنية يمكن إتخاذها مقياساً لحقارة الرجل للمرأة، مثل أغنية (بنيتي حسابك) التي ترددها إحدى الإذاعات ثلاث مرات بعد كل وجبة، كأنها مضاد حيوي لا ينصلح حال الزوجة إلاّ (ببلعها) عن طيب خاطر. والأغنية على حلاوة أدائها، لا تنس بين مقطع وآخر رفع (عصاية) التهديد في وجه المرأة المسكينة: (لا تقوّي راسك بكرة يقولوا طلقا..!).
بالطبع، لا يمكن تقطيع كلمات الأغنية من سياقها وزمنها الذي قيلت فيه وإعادة إسقاطها في واقع (النظام الأنثوي الجديد) الذي صارت فيه المرأة فأساً تقطع القدم والرأس، ومأذونة لها بعقد وإبطال النكاح، ناهيك أن تصبح (أباً) كما في حالة الزوج الأمريكي الخيبان الذي (حمل) إنابة عن زوجته الرقيقة حتى لا تتكبد مشاق وجع الولادة وتوابعها من زلازل الحمل.. حوالينا ولا علينا..!
بالله عليكم، أين مؤسسة الزواج الآمنة من مقطع الأغنية الذي يقول: (وراجل كان ما ناداك لا تمشي تلحقا)، بالله؟ كيف لزوجة تساكن زوجها بالمودة والرحمة، ألا تقترب من بعلها إلاّ (كان ما ناداك)؟!
وهبْ أن الزوج (ما نادها) لأية إعتبارات تخصه، هل حرّم عليها الإقتراب منه و(تصوير المشاعر المشتركة بين القلبين؟!
لكن من الظلم أيضاً تجريد الأغنية من محاسنها، فهي حين تقول: (قُشي بيتك بدري وعيشك أطحنا)، تحذر بعض الزوجات (الخرقانات) من ترك المراتب وهي (مبشتنة) على السراير في منتصف الحوش حتى تتململ الشمس في منتصف السماء من (شناة المنظر ده)، ناهيك عن (المي وساخة في خشم بيت لا تكشحا)، التي تعني أكوام الأوساخ المتكئة على أكتاف أبواب المنازل في إنتظار (عربية الوساخة) التي صارت مثل (جودو)، لا يأتي أبداً..!
وهناك أبيات في الأغنية تسعد الرجال، وتستحق المرأة التي تقع تحت (طائلة عقوباتها)، الطلاق سبع مرات (إحداهن بالتراب):
(حِتِّي عجاج بيتك عنقريبو فرشي/ وكورة أم قعر تحت سريرو جيبي ختّي/ توبك المجنقر دا، بي إبرة أمسكي/ رجلينك المشقق دا أدرشيهو حنّني/ وشعرك المشمبل دا لميهو مشطي)..
عزيزتي، لماذا لاتبادرين بكتابة أغنية على ذات النسق والحضور تحشدين فيه مجموعة حقوقك التي أكلها الزوج (أوانطة)؟!

آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com