وجدي الكردي
قول للزمان أرجع يا زمان
(شُبرا الغلباوي) حين أهدته (نصفه الحلو) مولوداً (لا أجزم بأنه حلو الملامح)، لأن (الواد يطلع لأبوه)، إشتكى (شُبرا) لرفاقه في (هيئة حلمنتيش العليا) من إرتفاع أسعار اللبن فتبرعوا له بــ (غنماية أمريكية) تستطيع حلب عشرة أرطال في اليوم الواحد، لكنه إشتكى في اليوم التالي بأن إنتاج الغنماية (مش ولابد)، فتبرع له رئيس الهيئة الدكتور أحمد الأمين بوصفة غذائية مكونة من (أمباز) محفز لإدرار (اللبن)، لكن (شُبرا) الشفقان عاد سريعاً ليشكو من عدم جدواه، فقال د. أحمد الأمين:
ـــ (أديت الأمباز متين للغنماية)؟!
قال شُبرا الغلباوي:
ـــ (قبل شوية).فرد عليه الدكتور أحمد:
ـــ (طيب ما تصبر شوية وتخليها تهضم، أصلها دي غنماية واللا ماكينة تصوير عشان تديك اللبن طوالي كده)؟!
أنا أيضاً بدوري أسأل لصوص آخر الزمان الذين يبيعون (الوهم) للناس:
ـــ أي دهان هذا الذي في مقدوره أن يعيد للأصلع تاج رأسه بعد ثلث الساعة من إغراقه بالكريم السحري المزعوم؟!
ثم ما الذي جرى للناس حتى باتوا يتهافتون على ترقيع أجسادهم وإعادة (تلتيقها) بمنتجات لا أصل لها ولا فصل؟!
وأين جمعية حماية المستهلكين من هذا الهراء الذي يستهدف الشيب والشباب والمتردية والنطيحة وما أكل (سبع الزمان القاسي) منهم؟!
يقتلك الخجل وأنت تطالع صحف الخرطوم وهي تعلن للملأ عن أجهزة تعويضية حساسة لمن أكل عليهم الدهر و(شرب وبال)، مبشرة بقدرتها على أن تقول للزمان (أرجع يا زمان)، دون أن تنسى إعلان البشرى للسيدات بقدرتها على تسوية الهضاب و(الدقداقات) الناشئة بفعل عجلات السنين على إجسادهن المترهلة، و(أحزمة الأمان من جور الزمان) التي تعيد ضبط جغرافيا وتاريخ الأنوثة الغابر..!
بالله عليكم، دعكم من هذا الجنون وأقعدوا في (الواطة)، أو كما قال الشاعر:
(عجوز ترجو أن تكون فتية/ وقد غارت العينان وإحدودب الظهر/ تدس إلى العطار سلعة أهلها/ ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر)..!
آخر الحكي – صحيفة حكايات
wagddi@hotmail.com